إندبندنت: التعويل على الملك لإحداث تغيير بالسعودية «أمل عقيم»
متابعات:
رأى عدد من الخبراء السياسيين والأمنيين أن التعديل الوزاري الكبير الذي جرى في السعودية، مؤخراً، هدفه تعزيز سلطات ولي العهد محمد بن سلمان، الذي تعرض لانتقادات واسعة النطاق بسبب دوره في قتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي وحرب اليمن.
ونقلت صحيفة إندبندنت البريطانية عن خبراء، قولهم إن التعويل على الملك لإحداث تغيير ربما يكون أملاً عقيماً، كما يقول اتش ايه هيللر، زميل مؤسسة «أتلانتك كونسل»، والذي اعتبر ابن سلمان المتحكم الفعلي في المملكة.
ولفت خبراء إلى أنه رغم فضيحة قتل خاشقجي، ظل تركي آل الشيخ، أحد أقرب مستشاري ابن سلمان في السلطة، بالإضافة إلى وضع مناصب عسكرية ووزارية في يد مقربين من ولي العهد.
أعرب الخبير علي الشهابي، مؤسس منظمة «آرابيا فونديشن» القريبة من الرياض، عن اعتقاده بأن ولي العهد يعزز نفوذه ليس فقط داخل مجلس الوزراء، ولكن على صعيد أمراء المحافظات.
ورأت سينزيا بيانكو خبيرة شؤون الخليج في شركة «جولف ستيت أناليتكا» البحثية، أن بن سلمان لا يتراجع، مشيرة إلى استمراره في إدارة وزارة الدفاع ومجلس الشؤون الأمنية والسياسية، بالإضافة إلى تعيين أمراء من الجيل الثالث في مناصب مهمة.
تحسين الصورة
ولفتت الصحيفة إلى تعيين وزير المالية السابق وسجين الريتز كالرلتون، إبراهيم عساف، وزيراً للخارجية مع إقصاء عادل الجبير، مشيرة إلى أن تعيين عساف يعتبر محاولة من النظام السعودي لتنظيف الفوضى الناجمة عن قتل خاشقجي وتحسين صورة المملكة.
وأضافت أن النظام السعودي أدرك أنه بحاجه إلى وزير يمكن للدول الأجنبية الوثوق به.
الجانب المظلم
ولفتت الصحيفة إلى أن اختيار عساف مثير للاهتمام لأنه يعلم الجانب المظلم للقيادة السعودية، وربما يؤدي وظيفة أفضل في تمثيل النظام السعودي.
ونقلت إندبندنت عن أحد المقربين من النظام السعودي قوله إن صعود عساف لوزارة الخارجية محاولة لمعالجة مشكلات العلاقات العامة التي لحقت بالمملكة جراء الفضائح الأخيرة، مضيفاً أن «عساف جُلب لكي يعطي انطباعاً جدياً ورسالة بأن السياسية الخارجية للرياض تعود إلى رشدها».
الحرس القديم
وترى الخبيرة بيانكو أن عساف ابن المدرسة التقليدية للسياسة السعودية على الصعيد الدولي، لكنه في الوقت ذاته يظل مؤيداً للتغيرات التي اقترحها بن سلمان متمثلة في ما يسمى رؤية 2030 للحد من اعتماد المملكة على النفط.
وأكدت بيانكو أن وزير الخارجية السعودي الجديد يتبع الحرس القديم، لكنه ضمن قلة تبنت رؤية 2030.
وذكرت الصحيفة أن الملك سلمان أطاح بنظام الحكم القديم المبني على الإجماع في اتخاذ القرارات بين أعضاء الأسرة الحاكمة، وركز السلطة في يد ابنه البالغ من العمر 33 عاماً.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم إنهم كانوا يأملون أن يضع الملك قيوداً على سلوك ابنه، خاصة عقب معضلة قتل خاشقجي والانتقادات الغربية لحرب اليمن.