تحولات السعوديـة تسببت في أزمات دولية كبرى بالمنطقة
متابعات:
تحولات وتغيرات عديدة شهدتها السعودية خلال السنوات الأخيرة، بعضها تسبب في أزمات كبرى، لكن أشدها على الإطلاق كانت أزمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصلية الرياض في اسطنبول مطلع أكتوبر 2018، على يد مسؤولين سعوديين.
ووفق رصد لوكالة الأناضول للأنباء، تعثرت السعودية في مسار السياسة الخارجية كثيراً، خاصة مع تعقد أزمتها في حرب اليمن، ودخولها في صدام مرتين مع قطر.
ففي 5 مارس عام 2014، سحبت السعودية والبحرين والإمارات سفراءها لدى قطر، بسبب مزاعم بـ «عدم التزام الدوحة» بمقررات تم التوافق عليها سابقاً بمجلس التعاون الخليجي.
وبعد أشهر وبالتحديد يوم 17 نوفمبر يعود سفير السعودية وسفراء الدول المقاطعة إلى قطر بعد التوصل إلى «تفاهمات».
وفي عام 2015، كانت «المواجهة الناعمة والخشنة»، حيث قامت السعودية بتشكيل تحالف من القوات الحكومية اليمنية ودول عربية وشنّ حرب في اليمن في الـ 25 من مارس، ضد الحوثيين الذين يسيطرون على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
وفي عام 2016، وبالتحديد يوم 11 أبريل، يقر مجلس الوزراء السعودي تنظيماً جديداً لـ «هيئة الأمر بالمعروف» يقلّص من صلاحياتها التي تمكّنها من توقيف الأشخاص أو ملاحقتهم، والتي صاحبها العديد من التحولات في المملكة، وشنّ العديد من حملات الاعتقالات ضد أصحاب الفكر والرأي والحقوقيين ورجال الدين.
أما عام 2017، فيعتبر عام الصدمة والتغيرات المفاجئة، ففي 5 يونيو تقطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، بزعم دعم الإرهاب، دون أن تقدم دول الحصار دليلاً واحداً على تلك المزاعم، وبعد أيام من حصار قطر، وبالتحديد يوم 21 يونيو تعلن السعودية اختيار محمد بن سلمان ولياً للعهد بدلاً من الأمير محمد بن نايف.
وفي 4 نوفمبر، توقف السلطات أكثر من 200 شخص، بينهم 11 أميراً، و4 وزراء كانوا على رأس عملهم آنذاك، وعشرات سابقين ورجال أعمال، بتهم فساد، واحتجزتهم في فندق «ريتز كارلتون»، وأطلق سراحهم فيما بعد.
وفي اليوم نفسه، يعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، استقالته من حكومة بلاده، في خطاب متلفز من السعودية، ويهاجم إيران و«حزب الله»، قبل أن يتراجع عنها لدى عودته إلى بيروت، عقب اتهام مسؤولين لبنانيين بينهم الرئيس ميشال عون، الرياض بـ «احتجاز» الحريري و«إجباره» على الاستقالة، وتدخل فرنسي لإطلاق سراح الحريري.
أما عام 2018، فهو عام الجريمة الكبرى، فمع تزايد عمليات القمع والاعتقالات للنشطاء والمعارضين، يختفي الصحافي السعودي جمال خاشقجي يوم 2 أكتوبر عقب دخوله قنصلية بلاده باسطنبول، وهو ما أثار أزمة دولية كبيرة، اضطرت المملكة على إثرها للاعتراف في 20 من الشهر ذاته بمقتله داخل القنصلية، بعد 18 يوماً من الإنكار.
وتتواصل الأحداث والغضب الدولي من الجريمة السعودية، إلى أن يصادق مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع يوم 14 ديسمبر، على قرار يحمّل ولي العهد السعودي مسؤولية قتل خاشقجي.
وتم تمرير القرار بعد لحظات من إقرار المجلس مشروع قانون ينصّ على سحب الدعم الأمريكي للسعودية في حرب اليمن.