ذا هيل: «خاشقجي» ينهي الصمت الدولي عن إنتهاكات السعودية في اليمن
متابعات:
أكد يونا دايموند المستشار القانوني في مركز راؤول فالينبرج لحقوق الإنسان، أن السعودية تمر الآن بأزمات دبلوماسية في جميع أنحاء العالم، بعد دعوات واسعة النطاق لإجراء تحقيق مستقل في قتل الصحافي جمال خاشقجي، لافتاً إلى أنه نتيجة لهذه الأزمات فإن المجتمع الدولي بدأ ينتبه للعديد من الانتهاكات التي ترتكبها الرياض، مثل انتهاكاتها خلال الحرب في اليمن، وحصار قطر، واعتقال وتعذيب ناشطات بارزات ووضع حرية التعبير.
وأشار إلى أن الغضب الدولي المتزايد يقوّض اقتصاد المملكة ويهز مكانتها العسكرية والدبلوماسية، مؤكداً أنه يجب استغلال تزايد الضغوط الدولية للمطالبة بإطلاق سراح النشطاء الآخرين.
وأوضح دايموند في مقال نشره موقع «ذا هيل» الأمريكي، أن قتل خاشقجي أعقبه فشل ذريع في الدفاع عن سعوديين آخرين كُممت أفواههم داخل المملكة، مشيراً إلى أن رائف وسمر بدوي الشقيقين السعوديين سجيني الرأي، يجسّدان اثنين من أهم نضالات حقوق الإنسان في السعودية، هما النضال من أجل حرية التعبير، والنضال من أجل وضع المرأة، مطالباً بإنقاذهما وغيرهما من مصير مماثل.
وقال الكاتب: «إن ازدهار الاقتصاد السعودي وأهداف رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان معرضة للخطر، فقد امتنع عدد لا يحصى من المنافذ الإخبارية والسياسيين وكبار رجال الأعمال، بمن فيهم الرئيس التنفيذي لشركة «سوفت بانك» ماسايوشي سون، والرئيس التنفيذي لشركة «بلاك روك» لاري فينك، وجيم ديمون الرئيس التنفيذي لشركة «جيمي مورغان»، ووزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين، عن حضور المؤتمر السنوي للاستثمار في المملكة، كما انسحبت شخصيات بارزة من خطة المملكة لإنشاء مدينة عملاقة مستقبلية، بما في ذلك خمسة على الأقل من أعضاء مجلس الإدارة، وأوقف ريتشارد برانسون مفاوضات بمليارات الدولارات حول الاستثمار السعودي في شركات «فيرجين» الفضائية، وأنهت مؤسسة «بيل وميليندا جيتس» شراكتها مع منظمة غير ربحية يرأسها ولي العهد».
وأضاف: «يفر رأس المال من البلاد بأعداد قياسية، ففي أكتوبر وحده، بلغت التدفقات الخارجية من المملكة العربية السعودية نحو ملياري دولار، وتحت ضغط متزايد، سيواصل المستثمرون والشركات الانسحاب من الاقتصاد السعودي».
وتابع الكاتب: «إن نمو قطاع الترفيه بالسعودية في خطر -وهو محور رئيسي لإصلاحات ولي العهد- فقد انسحب رياضيون مشهورون عالمياً من المشاركة في فعاليات في المملكة، بما في ذلك تايجر وودز وروجر فيدرر، وانسحب مديرون تنفيذيون في مجال الترفيه من مؤتمر الاستثمار السنوي، ونأى لاعبون رئيسيون بأنفسهم عن البلاد، بالإضافة إلى ذلك، تنسحب شركتا «إنديفور» و»ليجندري» -اللتان تتخذان من هوليوود مقراً لهما- من صفقات استثمارية بقيمة 400 مليون دولار إلى 700 مليون دولار مع الحكومة السعودية».
وأضاف الكاتب: «في الوقت نفسه، أوقفت ألمانيا وفنلندا والدنمارك والنرويج مبيعاتها من الأسلحة، ومن المؤكد أن يحذو آخرون حذوهم، فيما تقوم الولايات المتحدة وموردو الأسلحة الرئيسيون المتبقون بمراجعة صفقاتهم مع المملكة».
وختم الكاتب مقاله بالقول: إنه في مواجهة دورات القمع والتعذيب، نحن في مفترق طرق، يمكننا أن نختار أن نبقى صامتين، ونعيش في عالم يصبح فيه التعذيب والقمع الوحشي للمعارضة هو القاعدة، أو يمكننا أن نعطي صوتاً لمن لا صوت له.