كل ما يجري من حولك

القناة الرابعة البريطانية تكشف مدى معاناة المعتقلين بسجون الإمارات باليمن

462
القناة الرابعة البريطانية تكشف مدى معاناة المعتقلين بسجون الإمارات باليمن

أسدلت القناة الرابعة البريطانية الستار عن تحقيق يبيّن جانباً من معاناة المعتقلين في السجون التي تديرها الإمارات في اليمن.

حيث قال عادل الحَسَنِي المعتقل السابق وأحد القيادات الميدانية بقوات الحكومة الشرعية في لقاء مع القناة: إن هناك مئات المعتقلين بالسجون السرية التابعة للإمارات يتعرضون لشتى أنواع التعذيب من ضرب وصعق بالكهرباء وإدخال أدوات معدنية حادة بمناطق حساسة من الجسم.

وتابع الحَسَنِي -الذي كان معتقلاً لدى ما يسمى بـ “قوات الحزام الأمني” المدعومة من أبو ظبي-: إن السجون كانت تمتلئ صراخاً كل ليلة بسبب التعذيب الذي يشرف عليه الإماراتيون، وقد نشرت القناة البريطانية في تحقيقاتها إفادات لمنظمات حقوقية وصوراً للسجون الإماراتية في اليمن.

ويعتبر هذا التحقيق ليس الأول من نوعه، ففي يوليو/تموز الماضي وثّقت منظمة العفو الدولية “انتهاكات صارخة ترتكب بشكل ممنهج بلا محاسبة.. تصل إلى مصافي جرائم الحرب” بالسجون السرية التي تشرف عليها أبو ظبي جنوبي اليمن، ولكن الإمارات نفت ذلك لاحقاً.

وقالت المنظمة في تقريرها المعنون بـ “الله وحده أعلم إذا كان على قيد الحياة”: إنها رصدت عشرات الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والتعذيب من قبل القوات الموالية لأبو ظبي.

واعتبرت المنظمة أن هذه الممارسات ترقى إلى جرائم حرب، ودعت الإمارات إلى التوقف عن المشاركة فيها وفتح تحقيق سريع وفعّال بشأنها.

ومن بين الأرقام المذكورة بالتقرير، بيّنت المنظمة أنها حقّقت في ظروف اعتقال 51 سجيناً بين مارس/آذار 2016 ومايو/أيار 2018 اعتقلتهم القوات الحكومية والقوات الإماراتية التي تدرّب قوات السلطة جنوبي اليمن، وأكدت أن 19 من بين هؤلاء فُقدت آثارهم.

وقبيل صدور التقرير الحقوقي، أعلنت الأمم المتحدة أن لديها ما يدفعها للاعتقاد بتعرّض سجناء يمنيين لمعاملة سيئة وتعذيب وانتهاكات جنسية من قبل عناصر من القوات الإماراتية.

منظمة العفو الدولية، قالت أيضاً: إنها أجرت تحقيقاً بين مارس آذار 2016 ومايو أيار 2018 في محافظات عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت جنوب اليمن وثّق استخداماً واسع النطاق للتعذيب وغيره من أساليب المعاملة السيئة في منشآت يمنية وإماراتية، بما في ذلك الضرب والصدمات الكهربائية والعنف الجنسي.

وقالت تيرانا حسن مديرة برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو: “يبدو أن دولة الإمارات التي تعمل في ظروف غير واضحة جنوب اليمن، وضعت هيكلاً أمنياً موازياً خارج إطار القانون، تواصل فيه انتهاكات صارخة دون قيد”، وتابعت “في النهاية يجب التحقيق في هذه الانتهاكات، التي تحدث في سياق الصراع المسلّح في اليمن، على أنها جرائم حرب”.

وبحسب تحقيق سابق نشرته وكالة “أسوشيتد برس”، قبل عدة أشهر، عن وجود شبكة سجون سرية في اليمن تديرها دولة الإمارات، فإن تلك السجون تنتشر في المناطق المحررة في اليمن، والتي تسيطر عليها قوات تابعة لميلشيات مؤيدة للإمارات.

الوكالة أكدت في تقرير لها أنها وثّقت وتحققت من حوادث لاختفاء مئات الأشخاص في هذه السجون السرية بعد اعتقالهم بشكل تعسفي في إطار ملاحقة أفراد تنظيم القاعدة.

وبحسب المعلومات التي أوردتها الوكالة، فإن هذه السجون كانت تشهد حالات تعذيب وحشية تصل إلى حد “شواء” السجين على النار.

وأقر عدد من المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية بأن واشنطن شاركت في استجواب محتجزين في هذه المعتقلات السرية التي تشرف عليها قوات يمنية وإماراتية، وبأنها تستطيع الوصول بشكل دائم إليها، وهو ما قد يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي.

 يذكر أن الحكومة اليمنية، في رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن الدولي، طالبت قوات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية وحليفتها الإمارات، بتسليم كل أماكن الاعتقال والسجون السرية للسلطة الشرعية، والحكومة اليمنية أكدت في رسالتها أن “قوات الحزام الأمني والنخبة الحضرمية والشبوانية – التابعة للإمارات – لا تتبع للشرعية، وتحدث تمزقاً للمجتمع”، مؤكدةً أنها “طالبت قوات التحالف بالعمل على ضم قوات الحزام الأمني والنخبتين لسيطرة الحكومة الشرعية”، الرسالة أعادت الحديث عن “السجون الإماراتية” في اليمن، وعمّا يحدث فيها من انتهاكات، وعن تورّط التحالف العربي بقيادة السعودية في الصمت على تلك السجون والانتهاكات، وكذلك تورّط أمريكا في إدارة تلك السجون.

You might also like