الأهم في مقابلة الحسني.. خيانةُ عفاش في عدن والجنوب
حميد رزق
صحيحٌ أن عادل الحسني لم يكشفْ جديداً بالنسبة لنا، لكن عندما تسمعُ الحقائقَ ممَّن عاشوها واكتووا بنار التعذيب في سجون الإمارات على أيدي كولومبيين وإماراتيين وأمريكيين فإنَّ وَقْعَ الكلام يكونُ أشدَّ تأثيراً يُذهِلُ السامعين والمتابعين ويصدمُهم هولُ ما يُرْوَى عن سجون دول التحالف الأمريكي السعوديّ بالجنوب.
برغم أنه لم يقل سوى القليل من الحقيقة إلّا أن مقابلةَ الحسني في قناة الجزيرة هامةٌ جداً وتوضحُ لكل مغفل ما هي أهدافُ وممارساتُ دول تحالف العدوان في السجون السرية.. 40 معتقلاً ذكر الحسني أنهم قُتلوا تحت التعذيب على أيدي الجلادين الإماراتيين في السجون السرية بالجنوب.
بعض السجناء -كما قال الحسني في مقابلته مع الجزيرة- كانوا يعودون من جلسات التعذيب إلى الزنازين والدماء تنزفُ منهم بعد أن تم إدخالُ أدوات حادّة (سكاكين وعصي وأسياخ) بمؤخراتهم، في واحدة من أحط وأقذر وسائل التعذيب وأَكْثَرها إجراماً ووحشية واستهانة بالمرتزِقة والعملاء على أيدي الإماراتيين.
من الأشياء المهمة التي كشفها الحسني في مقابلته مع الجزيرة وهي الحقيقة التي ظلت غائبةً أن عفاش وجّه أتباعَه ومن كان يخضعُ لتأثيره من ألوية الحرس للانسحاب من عدن والطعن في ظهر المجاهدين، الأمرُ الذي سهّل مهمةَ الاحتلال وخلّف الكثير من الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين..
اتّفاقُ عفّاش مع الإمارات التي كشفها الحسني في مقابلته مع الجزيرة تلاها تسليمُ عدن ومن ثَمَّ بقية محافظات الجنوب لدول العدوان في الوقت الذي كان صالح يحرِصُ على ترديدِ الشعارات المندّدة بالاحتلال للتمويه على الاتّفاقات والتنسيق المبكر مع الإمارات!.
خيانةُ عفاش وغدرُه بالمجاهدين لم يكن ثمنُه بسيطاً وقليلاً، لقد غدروا بمئات إنْ لم أقل بآلاف المجاهدين وطعنوهم في الظهر وحاصروهم وقطعوا بهم السبل وقدّموهم لقمةً سائغةً لدول العدوان بموجب اتّفاق مع الإمارات لاستلام عدن والجنوب؛ ولذلك لا بد للتأريخ أن يقول كلمته، وللعدالة أن تأخُذَ مجراها..