كل ما يجري من حولك

الفشل يتهدد مشاورات السويد .. في ظل هيمنة السعودية على قرار وفد حكومة هادي

323

متابعات:

بعد أشهر من التحضيرات والتحركات الدولية الضاغطة نحو إيقاف المعارك التي اقتربت بشكل كبير من ميناء الحديدة ثاني أكبر موانئ اليمن غربي البلاد، انطلقت الخميس جولة جديدة من المشاورات في العاصمة السويدية ستوكهولم، بعد فشل آخر جولة من المشاورات اليمنية التي كان من المقرر انطلاقها في مطلع سبتمبر 2018م.

وشهدت المشاورات في أيامها الأولى تعثرا مبكرا ومشادات وجدلا بين الأطراف اليمنية، وحتى يومها الثالث لم يتفق المتفاوضون على أي ملف سياسي واكتفوا برفض المقترحات وتبادل الإتهامات، ما ينذر بفشل هذه الجولة وسط تحذيرات دولية كبيرة من تعثر المشاورات.

المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، حذر خلال مؤتمر صحفي بالجلسة الافتتاحية لجولة المشاورات، من فشل المشاورات وقال إنها إذا لم تنجح فإن نصف الشعب اليمني معرض لخطر المجاعة والأوبئة والأمراض، وشدد على أن مستقبل اليمن “مرهون بيد المشاركين” في المشاورات وقابل للتحقق في حال توفرت الإرادة السياسية، وهناك جهد ودعم دوليين لإجراء هذه المحادثات وحل أزمة اليمن.

اتهامات متبادلة تستبق الفشل !

وقال رئيس الوفد الوطني، محمد عبدالسلام، إن “المجتمع الدولي ضاق ذرعا بالممارسات السعودية والإماراتية في اليمن”، معلنا رفض الوفد الوطني اشتراط وفد حكومة هادي لإعادة فتح مطار صنعاء الدولي.

وأضاف عبدالسلام في مداخلة له مع قناة الجزيرة، يجب فتح مطار صنعاء وفقا للمعايير الدولية ولا يمكن أن نقبل بأن يتم تفتيش الطائرات في مطار عدن وسيئون لأنها تحت سيطرة قوات الاحتلال”.

وفيما يتعلق بتسليم السلاح قال عبدالسلام، إنه “لا بد من تشكيل دولة أولا ثم يسحب السلاح من جميع الأطراف”.

عضو الوفد الوطني في مشاورات السويد، “سليم المغلس”، اتهم وفد حكومة هادي، برفض مبادرة لإيقاف القتال في كامل جبهات تعز، واعتبر أن إيقاف القتال أو التهدئة سواء في تعز أو الحديدة أو غيرها يحتاج إلى تمثيل السعودية و الإمارات في الطاولة، وأضاف المغلس سنلجأ إلى الحديث مع المجتمع الدولي للضغط على السعودية والإمارات لجلبهم إلى الطاولة، معتبرا أن وفد هادي لا يمتلك القرار ولا يؤتمن في نقل ما جرى للسعوديين والإماراتيين، وهذه مشكلة ومعيقة للتقدم في المشاورات.

وقال محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، في تصريحات لوكالة “الأناضول” ردا على مدى إمكانية نجاح المشاورات المنعقدة حاليا، إنه من غير الممكن التوصل لحل شامل ودائم عبر آليات الحوار المتبعة في مسار الأمم المتحدة؛ لأن هذا المسار يجعل قرار وقف الحرب بيد الخارج.

أما نائب وزير الخارجية، حسين العزي، فتوعد إذا فشلت مشاورات السويد كما في كل الجولات السابقة، فإن الأمر هذه المرة سيكون مختلفا تماما ومابعد هذه المشاورات بالتأكيد لن يكون كما قبلها.

تصعيد عسكري .. تحذيرات دولية

ومع انطلاق مشاورات السويد اشتعلت المعارك بشكل كبير في عدد من جبهات القتال في اليمن، خصوصا جبهات مدينة الحديدة الإستراتيجية غربي اليمن، وشهدت المدينة غارات جوية مكثفة من مقاتلات تحالف العدوان السعودي الإماراتي.

وعقب التصعيد العسكري ناشد الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” الخميس، أطراف الصراع في اليمن، “مواصلة تهدئة الوضع في الحديدة، واستكشاف تدابير أخرى لتخفيف الأزمة الاقتصادية والإنسانية في البلاد، ورحب بالمشاورات اليمنية في السويد وطالب الأطراف بإحراز تقدم في جدول أعمال المشاورات التي حددها مبعوثه الخاص، مارتن غريفيث، من خلال انتهاج المرونة و الانخراط بحسن نية وبدون شروط مسبقة، وذّكر “غوتريش” الأطراف بأن التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق الحوار الشامل بين اليمنيين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمين العام “استيفان دوغريك”، في مؤتمر صحفي عقده بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك.

من جانبه حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، من “كارثة إنسانية” باليمن حال فشل المشاورات اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة في العاصمة السويدية ستوكهولم، وشدد الوزير الألماني في تصريح أدلى به في مدينة ميلانو الإيطالية على هامش مشاركته في الاجتماع الـ25 لمجلس وزراء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، على ضرورة ممارسة ضغوط على الأطراف المشاركة في المشاورات من أجل إنهاء الحرب باليمن، وأكد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في اليمن دون عوائق “وإلا سيموت الكثير من الناس وينبغي أن نتجنب هذا بأي ثمن”، حد قوله.

وهذه خامس جولة من المشاورات بين الفرقاء اليمنيين، التي بدأت جولتها الأولى والثانية في مدينتي جنيف وبيل السويسريتين (2015)، والكويت (2016)، والجولة الرابعة والفاشلة في جنيف (سبتمبر 2018).

ومنذ مطلع العام 2015 شنت السعودية، عدواناً عسكرياً وحصاراً إقتصاديا على اليمن، خلف أوضاعاً معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات، بحسب الأمم المتحدة.

You might also like