هل تنعقد مباحثات السويد..؟ وما هي فرص نجاحها..؟
متابعات:
بأستثناء تجار وأمراء الحروب من المرتزقة الذين يستفيدون من العدوان السعودي على اليمن يتشوق اليمنيون جميعاً لايجاد حل سياسي لأزمتهم الداخلية وإيقاف الحرب على بلادهم وينتظر الجميع مباحثات السويد بفارغ الصبر لعلها توقف التدخلات الخارجية وتعيد للبلاد شيئاً من السعادة التي فقدتها في هذه الحرب الظالمة.
فعلى قدم وساق تجري الأمم المتحدة التحضير لمباحثات السويد التي ستعقد في الأيام القلية القادمة بين الأطراف اليمنية غير أن هذه المباحثات ورغم قلة فرص نجاحها لازالت تعترضها العديد من العراقيل وأبرزها التعنت السعودي في السماح بنقل الوفد الوطني من صنعاء الى السويد وتامين رحلة ذهابه وعودتها وأكدت الأطراف اليمنية في صنعاء جميعاً على أستعدادها التام للمشاركة في هذه المباحثات وتقديم العديد من التنازلات والحلول لإنجاحها إذا كان الطرف الأخر يرغب في السلام غير أن الجميع أكد أن السعودية والإمارات لازالتا تعملان على إيجاد العراقيل وتسعيان الى أستمرار الحرب. كما أتهم محمد عبدالسلام رئيس الوفد الوطني المفاوض الأمم المتحدة ومبعوثها بالعجز وعدم أظهار أي رؤية أو أطار سياسي للمفاوضات والمباحثات. وتاتي هذه الخطوة بعد الغموض الذي طرى على عملية نقل الجرحى والوفاء بموضوع فتح مطار صنعاء الذي كانت الأمم المتحدة ومبعوثها قد تعهدوا به ووافق على ذلك الجانب السعودي والإماراتي غير أن الأيام القليلة الماضية أظهرت شيئاً من التنصل وعدم الوفاء بما تم الأتفاق عليه.
عملية الأسرى و المحتجزين هي الأخرى تواجه تعنتاً شديداً من قبل الطرف السعودي والإماراتي حيث أعلنت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في صنعاء عن فشل المفاوضات مع الجانب السعودي بعد ان كانت قد وقعت عبر الأمم المتحدة بعد مفاوضات لأشهر على أتمام عملية تبادل الأسرى والمحتجزين جميعاً وقالت اللجنة في بيان أن الجانب السعودي نكث بالإتفاق الموقع ورفض عملية التبادل. وتشير هذه الوقائع الى مساع سعودية إماراتية لعرقلة مفاوضات السويد قبل أن تبدأ من خلال رفضها الأتفاقيات التمهيدية في اطار حسن النوايا المقدمة من الجانبين.
وأضافة الى العراقيل السعودية الإماراتية فان البيان الذي أصدرته حكومة هادي أيضاً لا يوحي ان هذه المجموعة المستفيدة من أستمرار الحرب تريد السلام حيث حاول هادي المغالطة من خلال تاكيده على ما سماها المرجعيات الثلاث المتمثلة في ما يسمى بالمبادرة الخليجية وهذا يعني ان الجانب السعودي لأزال يضغط على منصور هادي أو يأمره بعدم تقديم أي تنازل لحل الأزمة الداخلية والعودة الى طاولة الحوار الجادة لإيجاد حلول عملية للأزمة وإيقاف العدوان على الشعب اليمني.
واذا ما رفعت هذه العراقيل التي تعترض جهود أنطلاق مباحثات السويد وأنطلقت هذه المفاوضات خلال الأيام القليلة القادمة فان فرص الحلول أيضاً لازالت بعيدة نظراً للعوامل الخارجية في هذه الأزمة والدور الكبير التي تلعبه واشنطن والرياض في هذه الحرب وتأجيج الصراع في اليمن. وقد أكدت تصريحات وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس ووزير الخارجية مايك بومبيو اثناء أحاطتهم الأخيرة في الكونغرس أصرار الإدارة الأميركية على أستمرار الحرب في اليمن ودعمها لهذه الحرب كما هدد البيت الابيض بالفيتو ضد أي أجراء يتخذه الكونغرس في أطار ايقاف الدعم الأميركي لهذه الحرب كما اختفى المشروع البريطاني الذي كان من المقرر ان يعرض على مجلس الأمن بعد ان قامت واشنطن بعرقلته وطالبت بتاجيله. ويعتقد العديد من المحللين ان هذه التصريحات وهذه المواقف من قبل الأميركان دليل قاطع على عدم وجود حتى حسن نية لهم أو للسعوديين لإيقاف العدوان وأصرارهم على أستمرار حربهم على اليمن رغم الأوضاع الإنسانية السيئة للغاية.
وفي السياق نفسه فان طاولة المفاوضات في السويد إذا أنعقدت طبعاً سوف تكون بين الأطراف اليمنية ويغيب عنها الجانب الأميركي والسعودي الذين يشكلون راس الحربة في العدوان والحرب وبيدهم خيوط أستمرار الحرب أو ايقافها لكنهم لا يظهروا خلال المفاوضات ويدفعون بادواتهم من اليمنيين الذين لا يوجد بايديهم اي حلول للازمة ويشكل غياب الأميركان والسعوديين والإماراتيين عاملا مهما في افشال هذه الجولة من المباحثات. وقد علق عبدالملك العجري عضو الوفد الوطني على هذا الموضوع وقال ان الأطراف المحلية التي كانت طرفاً في الصراع قبل الحرب العدوانية وَتدخُّل التحالُف السعودي؛ بحُجَّة مساعدتها لم يعد لها وجود أَوْ لم تعد فاعلاً في الصراع وتمت تصفية ما تبقى لها من سلطة ودور وقرار تماماً لذلك فان عدم حضور الجانب السعودي والأميركي الى طاولة الحور يعني فشل مفاوضات السويد مشيراً ان على واشنطن والرياض أن تترك التستر بالأخرين وأن تخضع مخاوفهم ودوافعهم للنقاش على الطاولة بدلاً عن التستر بقضايا مضللة مؤكدا جهوزية الوفد الوطني لمحاورة كل الأطراف ومناقشة كل القضايا.
وفي هذا الأطار فان عملية السلام في اليمن لأزالت بعيدة حسب العديد من المراقبين نظراً للعوامل المتمثلة في العراقيل والأزمات التي تضعها واشنطن والرياض وأبوظبي في طريق عملية السلام التي ينتظرها اليمنيون بفارغ الشوق لعلها تضمد جراح أطفالهم ونسائهم الذين كانوا أكثر المتضررين من هذا العدوان الذي لم يرع أي قانون أخلاقي أو إنساني.
قراءة : د . عبدالرحمن راجح