حقيقة تعافي الريال اليمني.. ودور حكومة الإنقاذ!!
منصور البكالي
عندما قرّر العدوّ الأمريكي استمرارَ الحرب في اليمن وأفشل القرارَ البريطاني الداعي إلى هُدنة في بعض الجبهات، وإحياء عملية التفاوض السياسي في عاصمة السويد، أدرك حاجته إلى مرتزقة جدد من أبناء شعبنا اليمني والزج بهم في محارق جيشنا ولجاننا الشعبية عبر التلاعب بالعُملة اليمنية وفق ما تقتضيه متغيرات المرحلة في الداخل وعلى مستوى الموقف الدولي من مواصلة هذه الحرب والكوارث التي تسببت فيها.
فبادر العدو بالتحَـرّك نحو تغيير استراتيجية الحرب الاقتصادية التي استفزت مشاعر كُـلّ أبناء الشعب واشغلت أَكْثَــر المرتزقة بالعودة إلى أسرهم والبحث عن مصادر دخل تأمن لهم الحالة المعيشية وقيمة القوت الضروري بعد ارتفاع الاسعار، وقرّر إعادة سعر العُملة إلى ما كانت عليه بداية العدوان من خلال توصيات اللجنة الثلاثية المكونة من فريق خبراء أمريكيين وبريطانيين وسعوديين في مواجهة الضغط الدولي الداعي لوقف الحرب على اليمن؛ بسبب أزمة المجاعة التي تفشت في اوساط شعبنا اليمني وتناقلتها تقارير لمنظمات تابعة للأمم المتحدة، وتداولتها الكثير من وسائل الإعلام العالمية وباتت حديث العالم.
فحقيقة تعافي قيمة الريال اليمني أَوْ تراجعه صارت اليوم جزء من لعبة الحرب التي تتحكم بها قوى العدوان التي أرغمها صمود جيشنا ولجاننا الشعبية منذ أربعة أعوام وإفشاله لكل مخططاتهم العسكرية والاقتصادية على اتّخاذ هذه الخطوة، ولا يوجد خلفها أية جهود مبذولة من قبل حكومة المرتزقة، أَوْ حكومة الإنقاذ بصنعاء.
وتهدف هذه اللعبة إلى تقليص حجم السخط الإعلامي على المستوى الدولي والتبرير لاستمرار العدوان على شعبنا اليمني حتى تحقيق أهدافه بالسيطرة على كامل الأراضي اليمنية واحتلالها ونهب ثرواتها، وسحب ما تبقى من العملات الصعبة من يد المواطنين والبنوك والمصارف بسعر ها المنخفض.
إضَافَة إلى امتصاص السخط الشعبي ضد قوى العدوان وحكومة المرتزقة، واستغلال هذه اللعبة في استقطاب المزيد من قليلي الوعي والبصيرة من أبناء شعبنا، وتجنيدهم للقتال في صفوف قوى الاحتلال.
وعندما يعرف العدو أنه حقّق أهدافه، سَرعانَ ما يغيّرُ لُعبتَه بالعُملة الوطنية والعملية الاقتصادية وسنشهد موجهة انهيار كبرى للريال اليمني من جديد متجاوزةً أضعافَ المرحلة السابقة، فنضطر للرضوخ والمساومة بحريتنا وكرامتنا مقابل الحصول على المساعدات الغذائية والقوت الضروري للبقاء على قيد الحياة عبيداً وخداماً للغزاة والمحتلّين، وهذا ما لم يكن ولن يكونَ.
وعلى حكومتنا اتّخاذ خطوات وإجراءات للاستفادة من هذه اللعبة حالياً وادّخار أكبر كم من العملات الصعبة، إضَافَةً إلى ضرورة عقد ندوات ومؤتمرات صحفية توضح للمواطن كيفية التعامل السليم مع الحرب الاقتصادية في مختلف المراحل.