كل ما يجري من حولك

محادثات السويد: هل نجح مارتن غريفيث بتذليل الصعاب..؟

414

متابعات:

يبدو ملف المفاوضات متحركاً بشكل كبير وملفت، والمؤشرات تشير إلى أن جولة السويد تحظى بدعم دولي كبير، وعلى الرغم من عدم اتضاح المواقف بصورتها النهائية للأطراف اليمنية التي ستجلس إلى الطاولة، إلا أن الجهود تتضاعف وتستمر بين اليوم والاخر، إن لم تكن بين الساعة والأخرى.

على رأس التحرك السياسي والدبلوماسي الدولي، يظهر كل من السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، ووكلاء الأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام بنفسه؛ وفي المقدمة يبدو المبعوث الأممي مارتن جريفيث، صاحب الجهد الأكبر، وصاحب المهمة الرئيسية. من صنعاء إلى الرياض، إلى عمان عاصمة الاردن، يواصل المبعوث الأممي جهوده للملمة الشتات في المواقف، محاولاً انتزاع موافقة نهائية من الأطراف اليمنية بشأن الجولة المقبلة، ويبدو أنه هذه المرة سينجح في إيصالهم إلى السويد.

المعلومات تفيد بأن وفد حركة «أنصار الله» سيصل إلى السويد في الـ3 من ديسمبر، في حين تفيد معلومات أخرى، بأن وفد حكومة هادي سيلحق بوفد صنعاء بيومين تقريباً. وأما بشأن موعد انطلاق المفاوضات، فيقال إنه سيكون في السادس من ديسمبر.

جولات وصولات جريفيث

جريفيث ومن لقائه بـ «أنصار الله» في صنعاء، إلى لقائه بـ حكومة هادي في الرياض، وصولاً للقائه اليوم بقيادات الأحزاب السياسية اليمنية في الأردن، يبذل جهوده على طريق السلام، السلام الذي تدعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الأطراف اليمنية الذهاب نحوه، من دون رجعة وبجدية هذه المرة.

لقاء جريفيث بالأحزاب السياسية الأخير، وعلى رأس تلك الاحزاب «التجمع اليمني للإصلاح» و«المؤتمر الشعبي العام» جناح «الشرعية»، و«الحزب الاشتراكي اليمني» و«حزب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري»، يأتي خلافاً للمرات السابقة، حين كان يفضل جريفيث أن تكون المحادثات بين طرفيين رئيسين، «الشرعية» و«أنصار الله»، ولكنه هذه المرة فضَّل لقاء الأحزاب المنضوية تحت مظلة «الشرعية».

وبحسب مصادر مطلعة، فإن «الشرعية في نظر جريفيث تبدو متذبذبة في المواقف، ومتمسكة بمواقفها السابقة، ولهذا أراد أن يتحدث إلى قيادات الأحزاب السياسية، وذلك من أجل انتزاع موقف مؤيد وايجابي منهم، الأمر الذي سيساعده على إخضاع الشرعية واجبارها على التراجع في مواقفها التي تبدو على ما هي عليه».

وطبقاً للمصادر، فإن «بعض الأحزاب تؤيد المساعي الجديدة وتؤيد بعض المقترحات، في حين تتحفظ أحزاب بمواقفها حالياً».

«العربي» تحدث إلى القيادي البارز في «الحزب الاشتراكي اليمني»، علي الصراري، الذي علق على هذا الشأن بالقول: «في رأيي أن جريفيث يريد يسوق مقترحه بشأن إيكال إدارة الميناء للأمم المتحدة، وقد تذكر مؤخراً أن في اليمن احزاب لكي يقال إنه لم يستثن أحداً من المشاورات، والواقع أنه يتحرك من دون هدىً وبعيداً عن خطة حقيقية للتسوية وتحقيق السلام».

وبشأن ما سيتم طرحه في السويد، وطبقاً للمصادر، فإنه يتمثل بـ «بناء الثقة، وملف المعتقلين، ومطار صنعاء الدولي، وفتح المنافذ والممرات أولاً أمام وصول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى ميناء الحديدة، ومن ثم الإتفاق على هيكل وإطار عام لتسوية سيكون الترتيب لمرحلة انتقالية هو الأساس، أي الترتيب لمرحلة ما بعد هادي، ومن ثم تشكيل حكومة توافقية ستشمل كل الأطراف اليمنية».

لدى «الشرعية» حالياً مواقفاً معارضة من بعض النقاط، وعلى رأس تلك النقاط، ما هو متعلق بميناء الحديدة، حيث أعلنت رفض أي دور للأمم المتحدة في ميناء الحديدة. أما حركة «أنصار الله»، فتتحدث هي الأخرى عن نقاط تتعلق بمسار مفاوضات السويد هذه، ولكنها لا تستحضر الرفض حالياً ولا العراقيل والعقبات.

المتحدث باسم «أنصار الله»، ورئيس الوفد التفاوضي لصنعاء، محمد عبدالسلام، يشير في حديثه بهذا الشأن، إلى أنه «في حال قدم المبعوث جريفيث مشروعاً منطقياً وعملياً للحوار السياسي الشامل، فالوفد الوطني جاهز للمشاركة بإذن الله تعالى»، لافتاً إلى أن «رؤية الوفد الوطني في ما يخص الحل والحوار هو أن تحدد الأمم المتحدة إطاراً سياسياً شاملاً للحل يُحدد فيه القضايا الجوهرية والرئيسية للمرحلة المقبلة، وكل ما يتعلق بها سياسياً وأمنياً وإنسانياً، كخطوط عريضة وأساسية لإجراء حوار سياسي شامل للترتيبات السياسية في المرحلة الإنتقالية، الرئاسة والحكومة، والترتيبات الأمنية والإنسانية والإقتصادية، وأن تكون بناءً على شراكة الجميع».

وبشأن الوفد التفاوضي، والأسماء التي ستشارك، أكدت مصادر في «الشرعية» أنها الأسماء ذاتها التي ضمها الوفد السابق الذي تشكل للذهاب إلى مفاوضات جنيف، التي كان من المفترض أن تنعقد في السادس من سبتمبر الماضي، ولكن ذلك لم يتم بسبب أو بآخر.

وبالمقابل، يبدو أن «وفد صنعاء» التفاوضي، سيكون نفسه الذي سبق وتم تشكيله في صنعاء لخوض محادثات جنيف في تلك الفترة.

(معاذ منصر – العربي)

You might also like