كل ما يجري من حولك

انقلب السحر على الساحر.. السعودية تحت وطأة معركة الحديدة وتصفية خاشقجي

571

انقلب السحر على الساحر.. السعودية تحت وطأة معركة الحديدة وتصفية خاشقجي

في الوقت الذي جندت فيه معظم طاقاتها وامكانياتها لتجييش تحالف العدوان الذي تقوده على اليمن، إنقلبت الصورة على السعودية والقوات المتحالفة معها لإبادة الشعب اليمني وكسر إرادته وصموده.

فبعد أكثر من محاولة للسيطرة على محافظة الحديدة أو على اقل تقدير السيطرة على مطارها ولو لعدة ساعات، لتتمكن من التقاط بعض الصور للتعتيم الإعلامي، لم تعد السعودية وتحالفها العدواني صفر اليدين من المعركة فحسب، بل إنها تكبدت وحليفاتها وبالتحديد الإمارات العربية المتحدة خسائر هائلة بالأرواح ناهيك عن المعدات وأسر الكثير من القوات المعتدية.

وما ان تكدست الضغوطات الإعلامية والدولية على الرياض بسبب قتلها للمواطن الصحفي المعارض جمال خاشقجي في قنصليتها بمدينة اسطنبول التركية مطلع تشرين الاول/اكتوبر الماضي، حتى اكتملت حلقة الضغوط عليها، وإضطرت الولايات المتحدة الامريكية لمواكبة الضغوط المتزايدة على السعودية، ومطالبتها بوضع حد للحرب التدميرية على اليمن خلال شهرين فقط.

وصحيح ان المطالبة الأمريكية بوقف العدوان على اليمن جاءت متأخرة عن موعدها نهاية الاسبوع الماضي وعلى لسان وزيري خارجيتها ودفاعها، بشكل متزامن تقريبا، إلا أنها كشفت عن الكثير من الخفايا التي كادت أن تأتي على قوات التحالف الذي تقوده الرياض بمساعدة الإمارات.

فقد وزع الإعلام الحربي يوم أمس الاحد مشاهد لعمليات قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية التي كانت تتصدى لمحاولات زحف فاشلة نفذتها قوات الغزو الإمارتية ومرتزقتها داخل الحدود اليمنية وكيف قامت القوات اليمنية باستدراجها ومن خلال عملية نوعية لتوقع أربع مدرعات كانت تقل عسكريين إماراتيين، إلى كمين يؤدي إلى سقوط قرابة 12 عسكريا إماراتيا وتدمير المدرعات الأربعة التي كانوا يستقلونها.

كما أجبرت هذه العملية النوعية مصدرا عسكريا اماراتيا للإعلان عن مصرع أربعة عسكريين إماراتيين وجرح عشرات المرتزقة فضلا عن تدمير 6 آليات اخرى، تؤكد أن الساحة باتت لغير صالح التحالف العدواني، وان الأمر قد لايمكن تحمله بعد اليوم.

ومثل هذه المشاهد التي تتكرر كل يوم وليلة لتوقع عددا من الغزاة بين قتيل أو جريح أو أسير، هي التي تنبأ بها ساسة البيت الأبيض قبل أن تعيها قوات التحالف العدواني.

أما المراقبون فيرون في اعلان وزيري الخارجية والدفاع الامريكيين، بضرورة وضع حد لعدوان التحالف على اليمن وخلال شهرين فقط، يصب في ثلاثة اتجاهات على الاقل.

فأمريكا التي تعتبر هي المحرك الأول لشن العدوان السعودي على اليمن، يقول المراقبون انها ارادت ومن خلال هذه الدعوة الظهور بمظهر المصلح والمتأثر بالحالات الانسانية، وهي التي تأثرت بالأوضاع المؤسفة التي وصل اليها الشعب اليماني جراء عدوان التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في الحرب على اليمن. لأنها شعرت قبل غيرها بان السعودية والإمارات وبعد قرابة الأربعة اعوام من العدوان لم تتمكنا من تحقيق اي تقدم محسوس على الارض، وقد تخسران الرهان على حلحلة الأزمة اليمنية عسكريا.

لكن صنفا آخر من المراقبين يرون ان أمريكا وبعد ان فقدت السعودية صوابها إثر الإستنكارات المتدفقة لقتلها المواطن الصحفي جمال خاشقجي في قنصليتها بمدينة اسطنبول التركية، نزلت للساحة لإستنقاذها من الوحل اليمني الخاشقجي المضاعف، والذي افقد السعودية إتخاذ أي نوع من القرارات الصائبة لتخليص نفسها من الوحلين. ما دفع واشنطن بالتشبث بالمظهر الانساني، من باب تحديد موعد لإنهاء العدوان على اليمن، دون الإشارة الى حجم الخسائر التي تلحق يوميا بقوات التحالف العدواني وبالتحديد بالقوات السعودية والإماراتية، ناهيك عن موجات الغضب التي عمت الشارع الإماراتي مع إزدياد أعداد الجنائز التي يستقبلها الأهالي بدلا من عودة أبنائهم من سوح المواجهة التي لا ناقة لهم فيها ولاجمل.

أما الصنف الثالث والأخير والذي يعتبر الدليل الأكبر على لجوء امريكا للإعلان على ضرورة إيقاف العدوان على اليمن، هو ان تنامي القدرات الصاروخية اليمنية ووصول صواريخها الى تخوم المواقع السعودية ومؤسساتها بل والى عمق مدنها الصناعية بات يهدد المصالح الأمريكية بشكل مباشر.

فقد أثبتت القوات اليمنية قدرتها على الوصول الى كل المواقع والمحافظات والمطارات بل وحتى العاصمة السعودية، ناهيك عن المطارات الإماراتية ومؤسساتها النفطية. الأمر الذي كاد ينذر بوصول أسعار النفط الى مستويات تخرج من سيطرة الأسواق النفطية العالمية الأمر الذي يعود بشكل مباشر لغير صالح الغرب وبالتحديد الولايات المتحدة الامريكية.

وبما أن واشنطن لم تشأ ان يسمع العالم بالتطور الذي حصلت عليه القوات اليمنية في تنمية قدراتها الدفاعية عبر الصواريخ والمدفعية، فإنها بادرت لمثل هذه الخطوة لتصادر النجاح والتفوق الذي قد يسجله التاريخ لصالح القوات الشعبية والجيش اليمني في صمودهم أمام التحالف العدواني.

فمهما كانت دوافع الخطوة الأمريكية للإفصاح عن ضرورة وقف العدوان على اليمن، فإن أكثر من مؤسسة دولية راحت تفصح عن ان الكارثة التي يواجهها اليمن، والتي أضحت وصمة عار على جبين التاريخ الذي يمر بالعقد الثاني من الالفية الثالثة. تلك الكارثة التي جسدت أبشع أنواع التوحش وأرذل أنواع استخدام الأسلحة المحرمة دوليا، والتي أقر القاصي والداني بثبوت إرتكاب مستخدميها جرائم حرب ضد شعب أعزل.

فكيف الأمر وقد اعلنت الأمم المتحدة ومجلس الأمن ان المأساة الأنسانية التي يمر بها اليمن جراء الحرب المفروضة عليه، أضحت كارثة لكل بني الأنسان ويندى لها جبين الإنسانية.

فهل ستكون أمريكا بمكانة الطرف النزيه في كيفية إنهاء العدوان على اليمن؟ ولماذا إختارت الإنقلاب على السعودية ومطالبتها بوقف العدوان الذي كانت السبب الرئيس في بدئه على الشعب اليمني؟ وهل انها ستجلس حقا الى طاولة المفاوضات في كيفية إنهاء العدوان على اليمن؟

تساؤلات تكشفها الأيام القادمة عن الدور الأمريكي في تحالف العدوان على اليمن، وايصال الشعب اليمني الى هذا المستوى من الحال الكارثية.

*عبدالهادي الضيغمي

You might also like