دوافع الضغوط الأمريكية لوقف الحرب: “الإرهاب” ليس بعيداً
موقع متابعات | تقارير | العربي:
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية، إلى التخلّص من فرع «القاعدة» اليمني بشكلٍ كلي، بعد أن تمكّنت، خلال السنوات الأربع الماضية، من تصفية معظم قادته البارزين.
غير أن الحرب على التنظيم دخلت مرحلة مختلفة من التعقيد، بعد أن تمكن الأخير من إلقاء القبض على شبكة مخبرين رئيسية، كانت المخابرات السعودية قد زرعتها في صفوفه قبل سنوات، وتمكنت بواسطتها من تحقيق إنجازات أمنية كبيرة، تمثلت في تصفية معظم قادته البارزين، وعلى رأسهم أميره ناصر الوحيشي.
ما يؤكد هذا الأمر، هو أن الإنجازات الأمريكية عبر الطائرات من دون طيار، تراجعت كثيراً منذ اكتشاف هذه الخلية مطلع العام الجاري.
إضافة إلى هذا التراجع، تزايدت أخطاء القصف بشكل ملحوظ، فمن أصل 30 شخصاً قتلوا بقصف جوي أمريكي منذ يناير وحتى يونيو من العام الجاري، هناك أربعة قتلى فقط من «القاعدة».
ويعود ذلك إلى أن الأمريكيين لجأوا إلى قصف خطوط تماس، خصوصاً في محافظتي البيضاء ومأرب، حيث يتواجد عناصر التنظيم في جبهات «المقاومة»، إضافة إلى المغامرة في شن غارات بناءً على معلومات غير دقيقة، كما حدث في شبوة والجوف وحضرموت.
ومن المهم الإشارة هنا إلى أن نحو 80% من حرب أمريكا ضد «قاعدة» اليمن، تقوم على الطائرات المسيَّرة، في حين تعتمد هذه الطائرات، وبشكل شبه كلي، على عمل المخبرين.
من هنا، عادت الخارجية الأمريكية لتفعيل برنامج المكافآت، لمن يدلي بمعلومات تساعد في التخلّص من بعض القيادات، حيث رصدت، الشهر الماضي، 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى قتل أو اعتقال القياديين في التنظيم، قاسم الريمي وخالد باطرفي.
ويشير هذا العرض إلى أن الإستخبارات الأمريكية، باتت تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى هذه القيادات وغيرها، وفي الحصول على معلومات من داخل التنظيم بعد أن ظل أشبه بكتاب مفتوح طوال الأعوام الماضية.
جبهات «المقاومة»
إلى جانب أن الولايات المتحدة فقدت خدمات شبكة المخبرين؛ يبدو أنها لم تعد تحصل من جبهات «المقاومة الشعبية» على معلومات حول تحركات عناصر تنظيم «القاعدة»، بعد أن سحب التنظيم معظم عناصره منها، في إطار الإجراءات والتدابير التي اتخذها أخيراً لحماية نفسه من الاختراق الأمني، بحسب مـا أكدته مصادر مطلعة لـ«العربي».
ولا يستبعد محللون أن تكون أمريكا قد غضّت الطرف عن استمرار حرب السعودية في اليمن لحصولها على مثل هذه المكاسب في مجال الحرب على «الإرهاب»، إضافة إلى تلقيها تطمينات من الرياض وأبو ظبي بأن «القاعدة في الجيب».
ويعتقد المحللون، أن الولايات المتحدة لن تسمح باستمرار الحرب السعودية في اليمن، إن كانت ستؤثر على حربها الخاصة ضد «القاعدة».
ويضيف المحللون أن أياً كانت المكاسب التي حصلت وتحصل عليها واشنطن من وراء استمرار الحرب، عبر صفقات بيع السلاح وغيرها، تبقى الأولوية لملف مكافحة «الإرهاب».
ويرون، في حديث إلى «العربي»، أن الإدارة الأمريكية قد تكون، حالياً، بحاجة إلى أن تتوقف الحرب في اليمن فعلاً، وذلك للاستفادة من جهود كل الأطراف في محاربة «الإرهاب»، كما حدث في العام 2012م.
ويتابع المحللون القول إن «الأمريكيين يبدو أنهم بدأوا يشعرون أن انشغال الأطراف اليمنية بحرب الشرعية والانقلاب يصب في صالح تنظيمي القاعدة والدولة».
أسباب أخرى
ويشير المحللون إلى أن ملف «القاعدة» سبب من جملة أسباب تقف وراء التحركات الأمريكية الأخيرة لوقف حرب اليمن.
ويعتبرون أن الضغوط الأمريكية هي أيضاً نتيجة طبيعية لطول أمد الحرب في اليمن، والذي أصبح يشكل حرجاً لواشنطن أمام الداخل الأمريكي، وجاءت جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، لتسقط صورة بن سلمان أمام العالم، وهذه إلى جانب الأزمة الإنسانية في اليمن، تشكِّل فرصة لأمريكا لتزيد من ضغوطها على السعودية والإمارات، بغرض تحقيق أي تقدم في هذا الملف، كما أن التصريحات الأمريكية قد تكون أكثر من رسائل إعلامية لتحقيق أهداف خاصة في ملفات ما، بين البلدين، على حد تعبيرهم.