مركز أبحاث أمريكي: الإنقسامات تهدد تحالف السعودية والإمارات في اليمن
متابعات:
أكدَّ مركز الأبحاث الأمريكي جيوبوليتيكال فيوتشرز بأن اختلاف أهداف تحالف السعودية والإمارات في اليمن يؤثر على الأوضاع في اليمن، وأن تباين المصالح بين أطراف التحالف أدى بالفعل إلى مواجهات عسكرية بين الجانبين.
ومن جهته حذر المركز من أن هذه الخلافات قد تؤدي إلى نتائج مختلفة عما ينتظره العالم من نهاية للحرب المأساوية في اليمن. وذكر التقرير الذي نشره المركز “أن الاهتمامات المتباينة للرياض وأبوظبي أدت بالفعل إلى مواجهات بين القوات المدعومة من الإمارات والمدعومة من السعودية في اليمن.
ففي يناير، على سبيل المثال، اندلع قتال بين أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي، وهي مجموعة انفصالية تدعمها الإمارات، وقوات موالية لعبد ربه منصور هادي، التي تدعمها الحكومة السعودية”.
وأضاف التقرير “في 3 أكتوبر، استهدف المجلس الانفصالي الرئيس المنفي مرة أخرى، داعيا إلى انتفاضة ضد حكومته.
وقد أبرز الحادث الأخير الشقوق في التحالف السعودي الإماراتي، الذي ربما ينمو مع استمرار الصراع اليمني”. ويشير التقرير إلى أن فهم مصالح أطراف التحالف في اليمن أساسي لفهم أسباب بدأ هذه الأطراف بالقتال ضد بعضها بعد أن كانت تقاتل على نفس الجانب.
ويكمل “يشكل الحوثيون تهديدا فورياً للسعودية، التي تشترك في الحدود مع اليمن. ولمنع نظام معاد من الاستيلاء على السلطة على حدودها الجنوبية، تميل المملكة لتشكيل حكومة أكثر تعاطفا معها في اليمن.
ويتطلب القيام بذلك أن تظل اليمن موحداً، لذلك تحالفت المملكة مع حزب “الإصلاح”. ويذكر التقرير أنه من ناحية أخرى “لا تشعر الإمارات بقلق أقل إزاء قرب الحوثيين، لأنه لا يوجد لها حدود مع اليمن، وهي تقلق فقط من إمكانية وصولهم إلى قنوات الشحن الحيوية في المنطقة، لذلك لا تحتاج إلى يمن موحد لتأمين مصالحها”
ويؤكد التقرير أن الإمارات لا تميل إلى مساندة السعودية في تمكين حزب “الإصلاح” من جنوب اليمن، وتعمل في ذات الوقت مع المجلس الانتقالي الجنوبي للضغط من أجل الانفصال.
ويضيف “في غضون ذلك، ترغب المملكة في السعي إلى تحقيق هدف اليمن الموحد، حتى لو كان ذلك يعني العمل مع “الإصلاح”، وهي منظمة تراها الإمارات تهديدا كبيرا بقدر الحوثيين”.
ويتوقع التقرير بأن اختلاف الأهداف سيزيد من وتيرة الصراع مما سيؤثر على العلاقات بين الدولتين الخليجيتين. ويؤكد التقرير بأنه “طالما بقي الحوثيون خارج جنوب اليمن والساحل الغربي، وطالما بقيت السعودية مقيدة، فإن الإمارات ستكون راضية” مبيناً قوة النفوذ الإمارتية في جنوب اليمن وضعف موقف السعودية في شمال اليمن الذي لايزال معقلاً للحوثيين.
ويوضح أن “الدولتين تشتركان في بعض المصالح في المنطقة، مثل حماية الملاحة البحرية، لكن يبدو أن الحرب تقترب من مرحلة الصراع بين الطرفين” خصوصاً مع دعوة الانفصال التي يوجهها المجلس الانتقالي الجنوبي.
ويتساءل “إذا كانت الانقسامات بين السعودية والإمارات ستبقى محصورة في الحرب اليمنية، أو ما إذا كانت سوف ستتسرب إلى مناطق أخرى من المنافسة المحتملة”.