كل ما يجري من حولك

«بوليتيس»: اليمن ولا مبالاة العالم..!

370

موقع متابعات | تقارير | العربي:

تساءل عالم الاجتماع الفرنسي جان مارك سالمون، بمقالة نشرتها دورية «بوليتيس» الأسبوعية، عن حضور قضية «حرب اليمن» في الوجدان الغربي، خاصة في وقت نجحت صور وفيديوهات الضحايا وذويهم الآتية من اليمن بكسر التعتيم الذي مارسته حكومات الغرب، على «الحرب المنسية».

رياح سيئة تهب على العالم. في الولايات المتحدة وأوروبا، يتم إهانة وتعذيب الهاربين من البؤس أو الحرب، الأسوار نُصبت بكل مكان. في شينج يانج، تم تجميع العشرات من الرجال في معسكرات إعادة التأهيل، في ميانمار، وتحت رحمة رئيسة الوزراء أون سان سو تشي الحائزة على جائزة «نوبل للسلام»، يتم طرد مئات الآلاف من المسلمين في ظروف مروعة. في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تم تسليم المناطق الشرقية إلى عصابات دموية بعد غزوات البلدان المجاورة. ربما خمسة ملايين حالة وفاة في غضون عشرين عاماً وقعت، من يدري؟ في سوريا، حيث فر أكثر من واحد من كل 10 إلى المنفى، ولم تنته الحرب الأهلية. أما في اليمن، فالرعب قد يخيم هذا العام، وقد تحدثت كيت جيلمور، نائب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة: عن «أعظم كارثة إنسانية في العالم».

ومع ذلك، فإن ردود الفعل (العالمية) لا تزال خجولة. كتب أدريانو سوفري، الذي كان ينظم في شبابه تظاهرات كبيرة ضد الحرب في فيتنام، بأن النزاع في اليمن ما هو إلا «حرباً منسية»، تعبير أصاب الهدف، لأن هناك الكثير من الصور للضحايا، ومقاطع فيديو خاصة بأشقائهم ووالديهم يبكون في جنازاتهم، أو صوراً لنظراتهم الجافة التي تشرح الأوجاع التي عاش فيها الفقيد لحظاته الأخيرة.

الكثير من الكليشيهات ومقاطع الفيديو عن مشاكل العالم يواجهها الكثير من اللامبالاة. لقد قيل في القرن العشرين إن الصورة كانت أقوى من الكلمة المكتوبة. في وقت مبكر من عام 1922، كتب الصحافي الشهير والتر ليبمان: «اليوم، تمتلك الصور نفس السلطة التي كانت لدى الكلمة المطبوعة بالأمس، فهي تبدو حقيقية تماماً. ومع ذلك، وبعد قرن من الزمان، وفي الوقت الذي انتشرت فيه المؤثرات البصرية والشاشات، فقدت الصورة هذه القوة.

تقرير الأمم المتحدة حول احتقار حقوق الإنسان من قبل المتحاربين في اليمن، الذي نشر في 28 أغسطس، كان بمثابة تحليل وتعليق للصور المؤلمة لتدمير حافلة في 9 أغسطس بغارة جوية حيث نتج عنها 51 قتيلا و79 جريحا، أغلبهم أطفال عائدون من مركز تعليمي.

وقد فشلت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في دفن تحقيق الأمم المتحدة في اليمن، بل تم تمديده للتو.

وسائل الإعلام على جانبي المحيط الأطلسي، «نيويورك تايمز» الأمريكية و«لوموند» الفرنسية وغيرها، تناولت الأسئلة التي طرحتها المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان: من يسلح المتحاربين؟ كيف لا تتعارض هذه التجارة مع القانون الدولي؟ لماذا هذا النفاق المطمئن للقوى الغربية الكبرى التي تبيع قنابل الليزر عالية الدقة؟ من الذي يعيد تزويد الطائرات التي تقصف أهدافاً مدنية أيضاً؟ من الذي يُقدر عن قرب براعة الدبابات الجديدة التي تشارك بالحرب للمرة الأولى في هذا النزاع؟ من الذي يراقب عن كثب المعارك في قطاع الحدود اليمني حتى 40 كيلومتراً من الحدود السعودية؟

بدأت آلية الرقابة والصمت، التي جعلت من اليمن «حرباً منسية»، تصاب بالتصدع. مشاركة القادة البريطانيين والإسبان والأمريكيين والفرنسيين (في الحرب) أصبحت ظاهرة للعيان. فهل يمكن أن تُثار هذه القضية في بلداننا، حيث لا يزال الإنجذاب إلى الحياة السياسية قوياً، على الأقل في إسبانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة؟ هل يمكن أن يكون للامبالاة الرسمية تجاه مصائب اليمن تعاطفاً لدى المدنيين؟

You might also like