الحراك الجنوبي : دول العدوان المسؤول الأول عن الوضع الكارثي في اليمن
متابعات:
قال مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الموقع على اتفاق السلم والشراكة إن دولتي العدوان والاحتلال السعودية والإمارات المسؤول الأول عن الوضع الكارثي في اليمن.
وأضاف مكون الحراك الجنوبي في بيان تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه إن السعودية والإمارات مسئولتان عن الوضع الكارثي في اليمن و ما آلت إليه الأمور بما في ذلك تردي الوضع الاقتصادي وانهيار العملة وتفشي المجاعة والأوبئة وجرائم الحرب بحق أبناء الشعب اليمني بما ذلك السجون السرية والجرائم اللا أخلاقية المسؤول عنها مباشرة.
كما حمل البيان ما يسمى بالشرعية المسئولية جراء صمتها وتخليها عن مسؤوليتها تجاه الشعب اليمني الذي تركته ضحية لدولتي العدوان والاحتلال وادعائها زوراً وبهتانا تمثيله ومنح قوى العدوان والاحتلال الغطاء لارتكاب جرائمهم بحق أبناء اليمن .
ودعا مكون الحراك الجنوبي كل أبناء الشعب اليمني إلى تحديد موقفهم الرافض وبشكل واضح لاغموض فيه من قوى الغزو والاحتلال كموقف وطني وبنوايا صادقة متجردة من المصالح الضيقة سواء كانت شخصية أو حزبية أو مناطقية أو غيرها.
وأوضح البيان أن انتفاضة الشعب اليمني في جميع محافظات الجمهورية ضد ممارسات قوى الغزو والاحتلال ورفضاً لأجندتها ومخططاتها الخبيثة التي أصبحت واضحة دليل على وعي الشعب اليمني ومعرفته بأن ما يسمى بالتحالف هو عدوان واحتلال على الوطن و لا علاقة له بمزاعم أنه جاء للمساعدة والإنقاذ .
وتشهد عدة محافظات في جنوب اليمن احتجاجات شعبية واسعة وخاصة في مدن المهرة وشبوة وأبين وتعز ضد احتلال التحالف السعودي وخاصة الإماراتي لجنوب البلاد وذلك على خلفية ارتفاع أسعار الموادّ الغذائية والسلع الأساسية بسبب انهيار العملة المحلية حيث طالب المحتجّون حكومة هادي بتحمّل المسؤولية وعدم الانصياع لتحالف العدوان السعودي لإيجاد حلول مردّدين عبارات ضدّها وضدّ قوات الإمارات والسعودية على الرغم من تحذير وزارة الداخلية في بيان لها من “أنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي أعمال فوضى وتخريب تطال مؤسسات الدولة ومرافقها وتعطّل مصالحها”.
رئيس المكتب السياسي في الحراك الجنوبي فادي باعوم قال إنّ “جنوب اليمن يرزح تحت احتلال سعودي إماراتي متخلّف” ويتعرّض لجوع ولإرهاب فكريّ وسياسي مؤكداً أنّ “التحالف السعودي يفرض حصاراً على كل اليمنيين” واتّهم باعوم الإمارات “بالعمل على استغلال جنوب اليمن لبسط نفوذها على بحر العرب”.
واعتبر أنّ “حكومة هادي هي من استدعت هذا التدخل” مشيراً إلى أنّ “الحراك الجنوبي يتعافى الآن ويعيد ترتيب أوراقه من جديد وهو يريد قتال المحتلين لليمن فقط”، مطالباً بــ”دولة جنوبية مستقلة في اليمن”.
وبشأن الاحتلال السعودي الإماراتي وهل يتقاطع هذا الوضع مع الشمال الذي يقول إنه يواجه الاحتلال أكد باعوم أن “أول من بداً بالتظاهرات هو المجلس الانتقالي في الجنوب، وقبل أن يقوم الشمال بأي تظاهرات سواء في تعز أو في أي منطقة ثانية من اليمن، مشيراً إلى أنه خرجت تظاهرة في عدن أيضاً ضد هذا الاحتلال”.
وقال باعوم “نحن كنا السباقين من قال إنه احتلال وهذا الكلام منذ 4 سنوات.. أما بالنسبة لكل المكونات في الشمال فهذا جيد”، موضحاً أن “الجميع متفق سواء في الشمال أو في الجنوب أن ما هو على أرضنا الجنوبية هو بكل وضوح احتلال سعودي إمارتي متخلف وغير عادي بكل ما للكلمة من معنى”.
رئيس المكتب السياسي في الحراك الجنوبي قال إن “السعوديين والإماراتيين دخلوا إلى جنوب اليمن بمسافة 1500 كيلومتر تمتد من النهر إلى باب المندب وهم يسيطرون على كافة المطارات والموانىء، ولديهم في كل محافظة جنوبية مندوب سامي سعودي وإماراتي، كما أنهم يديرون كل تلك المحافظات”، مشدداً “أنا مسؤول عن كلامي هذا”.
وتناول باعوم مسألة الخلاف بين السعودية والإمارات في اليمن معتبراً أنّهما “متفقتان في الخطوط العامة وخلافهما يكمن في بعض التفاصيل” فقال “مثلاً فإن ساحل حضرموت مع الإمارات ووادي حضرموت مع السعودية فيما أنهما يتقاسمان عدن فيما بينهما، معتبراً أن “هذا نوع من التقاسم غير أخلاقي تماماً”.
أما عن الخلافات بين الحراك الجنوبي مع المجلس الانتقالي وعما إذا كان لايزال التعويل على حكومة هادي لاستقلال اليمن عن السعودية والإمارات فأكد “نحن ليس لدينا خلاف مع الإخوة في المجلس الانتقالي خلافنا الأساسي معه هو في القرار والسيادة على أرضنا وهو خلاف سياسي” وأوضح أن “هناك بعض من في القيادة داخل المجلس الانتقالي ليس لديهم أي قرار بأي حال من الأحوال”.
وإذ شدد على أن “الرهان هو على الصف الثاني أي الصف الذي ليس لديه اختلاطات مع الإماراتيين والسعوديين وممن ليس لديهم مصالح شخصية معهم وهم بكل وضوح من الصف الوطني والثوري الذين لديهم هذه الروح الوطنية وحب السيادة وحب الأرض” أشار باعوم إلى أنه” ليس كل كل القياديين في المجلس الانتقالي سيئون ولكن هناك الكثير من الأشخاص ممن لديهم نفس الفكرة، وهم سيأتون إلينا لا محال”.
وبالنسبة لحكومة هادي رأى باعوم أنها تعاني ما تعانيه من قبل السعودي والإماراتي معتبراً أن التحالف يكبلها ويعطلها ويمنعها من التواجد حتى داخل عدن. ورأى باعوم أنه إذا أرادت حكومة هادي أن تكون سيدة نفسها وقرارها عليها أولاً أن تخرج من الرياض قبل كل شيء”فليس من الطبيعي أن تعمل حكومة خارج بلادها”.
وقال “نحن بالفعل نتعاطف مع هذه الحكومة بصفة شخصية لأن التعامل مع السعودي والإماراتي صعب فهم لا يحفظون كرامة أصدقاءهم ويتعاملون معهم بعنجهية”.
وأضاف أن “من يريد أن يتعامل مع هؤلاء (السعوديين والإماراتيين) عليهم أن يتخلوا عن كرامتهم أولاً”.
وأردف “أنا حضرمي أتكلم من القبلية الوطنية من حضرموت القريبة من الحدود مباشرة معهم ولست خائفاً منهم”.
وبشأن موقف الحراك الجنوبي من دعوة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لجمع كل الأطراف بعد لقائه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات عيدروس الزبيدي في أبو ظبي أكد باعوم”أي دعوة توجه لنا ونراها دعوة متوازنة وجيدة وتأخذ مطالبنا بعين الاعتبار لا نرفضها ونحن لا نرفض أي حل”.
رئيس المكتب السياسي في الحراك الجنوبي أوضح قائلاً “لقد أخبرنا المبعوث الأممي أنه ما قبل شهرين شيء وما بعدهما شيء آخر وذلك بعد تغير المعادلات السياسية تماماً، وبعدما قام المجلس الثوري باحتجاجات واسعة ابتداءً من حضرموت وشبوة وعدن وأبين” مشيراً إلى أنه وبكل بساطة “تمّ تغيير المعادلة تماماً وأصبح الصوت السائد حالياً في الجنوب أن لا تحالف بعد اليوم لذلك يجب على المبعوث الدولي أن يعطي كل ذي حق حقه”.