صحيفة أمريكية: في مملكة القمع.. “الهذلول” خلف القضبان
متابعات:
نشرت صحيفة انترسبت الأمريكية تقريرا عن حالات القمع لنشطاء الرأي وحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية.
وتحدثت الصحيفة في تقرير لها عنوانه “مملكة القمع” عن المعتقلة الشابة لجين الهذلول قائلة: “في 26 سبتمبر 2017، جلست لجين الهذلول البالغة من العمر 28 عاماً في منزلها في الرياض، بالسعودية، وهي تتطلع إلى هاتفها الذكي، واستقبلت مجموعة من الإشعارات أسفل الشاشة من وسائل الاعلام الاجتماعية تنوعت ما بين الصدمة والفرح”.
وأضاف التقرير: ” تحول يوم الثلاثاء إلى يوم تاريخي بعد أن أصدر الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز مرسوما ملكيا يقضي بمنح المرأة الموافقة على قيادة السيارة بعد طول انتظار، فالإعلان الملكي المفاجئ تبعه ثناء من الرئيس الأمريكي ترامب مباشرة، فبعد أن ظلت القيادة قضية مستعصية على المرأة في السعودية وفقا لما كان يقوله رجال الدين في المملكة، وكانت منظمات حقوق الإنسان تطالب بالغائه، لكن لم يكن بالحسبان أن القرار لم يكن يتم قبل ساعات”.
وتابعت الصحيفة: “شعرت الهذلول، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة، بفيض من العواطف في ذلك اليوم، لكن المفاجأة كانت اتصال من مسؤول حكومي يصدر لها تعليمات بعدم التعليق العلني على القرار، ولا حتى بالإشادة له. وباعتبارها أحد أبرز الناشطات في البلاد، كافحت الهذلول للالتزام بالتعليمات، ودار بعقلها ما كانت تدعوا إليه على مر السنين بالمطالبة بالحقوق الإجتماعية والمدنية للنساء في المملكة، واعتقالها الذي تم قبل عامين لمدة 73 يوما بعد أن قادت السيارة بالمملكة، وأن القرار سيؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للنساء في المملكة، وكذلك فرص العمل لهن، وتصورت أن هذا القرار علامة على أن النظام السعودي قد يكون منفتحا لمزيد من الاصلاحات السياسية”.
واستطردت الصحيفة: “لم تكن الهذلول الوحيدة التي خضعت لهذه التعليمات، إذ تم توجيه نفس الأمر لاثنين من النشطاء في الخارج، قال أحد المدافعين عن حقوق الإنسان رفض الكشف عن هويته: “لدينا انطباع بأنهم لا يريد أن يعود الفضل في القرار والتغيير إلى مطالبات النشطاء، وأن القرار جاء من الملك وليس استجابة لمطالبات النشطاء”، وامتثل معظم النشطاء للأوامر، وبعد فترة وجيزة تم الاتصال بها من إحدى الجهات التابعة للحكومة تنبهها إلى الالتفات والالتزام بالتعليمات”.
وأردفت: “المكالمة الهاتفية المشؤومة التي جاءت متزامنة مع القرار الملكي، علامة على تحول جديد مع النشطاء في المملكة، ففي عام 2016 وتحت قيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أعلنت السعودية رؤية 2030، ووعدت بإصلاحات اجتماعية واقتصادية واسعة، بما في ذلك حقوق النساء، تبعه حملة اعتقالات لعلماء دين وصحافيين، ومورست الضغوط على وسائل الإعلام الرسمية لتأييد قرارات الحكومة، بحسب ما قاله صحافيون بالمملكة”.
كبيرة الباحثين في هيومن رايتس ووتش علقت قائلة عن المملكة العربية السعودية ، “لقد أظهرت الدولة أن جميع الإصلاحات الموعودة يجب أن تحققها الدولة وحدها، من أعلى إلى أسفل ، وفق شروط الحكومة”.
وأضاف التقرير: “قبل عام واحد أعربت الهذلول عن أملها في أن تؤدي القرارات التي أعلنتها الدولة للإصلاح إلى تهيئة الظروف للتقدم في قضايا أخرى، مثل حقوق السجناء السياسيين وقوانين الوصاية على الذكور في المملكة، مما يعرض النساء لإرادة “حماتهن” الذكور في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والمدنية”.
إحدى الناشطات تحدثت للصحيفة عن العام الماضي قائلة: “لم نكن متأكدين من مدى جدية الحكومة فيما يتعلق بوعودها، لكننا فكرنا، ربما يمكننا العمل في إطار النظام واستخدام تعبيراتهم الخاصة للدفع باتجاه التغيير الآن، وكنا نظن أنه يمكننا تقديم أنفسنا كحلفاء، لدعم عملهم، وربما يقبلوننا”.
ونوهت الصحيفة: “بالنسبة إلى الهذلول، هذا الأمل لم يدم طويلاً. فابتداءً من 15 مايو 2018، أي قبل أسابيع من نهاية الحظر المفروض على القيادة، بدأت الحكومة سلسلة من الاعتقالات استهدفت نشطاء بارزين. وكانت الهذلول من بين أول من اختفوا، إلى جانب إيمان النفجان وعزيزة اليوسف، وهما من نشطاء حقوق الإنسان والإصلاح”.
وأوضحت: “في الوقت نفسه، بدأت صور النساء المعتقلات تظهر في وسائل الإعلام المحلية مصحوبة باتهامات الدولة بالخيانة والتواطؤ مع حكومات أجنبية، وانتشر هاشتاج #عملاء_السفارات مصحوبا باتهامات للهذلول بأنها كانت جاسوسة قطرية تهدف لتخريب الدولة السعودية”.
صحيفة الخليج الإماراتية نشرت بعدها إشاعة قالت فيها إن مخططا لاستهداف أمن السعودية قد انكشف، بعدما نجح الأمن السعودي في الكشف عن خلية تستهدف أمن واستقرار شعب السعودية، وكان على رأس الخلية لجين الهذلول، إذ عملت على تبني خطاب حضرة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر ضد دول الحصار، بعدما شكلت الدوحة «خلية الرصد والمتابعة الإعلامية»، التي ضمت الهذلول إلى عضويتها تحت رئاسة عبدالله بن حمد العذبة، وتم تكليفها بضخ جرعات تحريضية ضد دول الحصار.
وقبل أيام أجرى ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان حوارا صحافيا مع وكالة بلومبيرج الأمريكية وزعم أن لجين الهذلول وغيرها من الناشطين والناشطات يتعاونون مع عملاء مخابرات قطر!.
وقال بن سلمان ردا على سؤال الوكالة عن التهم التي وجهت إلى الناشطات: الأمر لا علاقةَ له بتلك الشائعة التي يتناقلها البعض. فهُم على علاقات مع وكالات لدول أخرى. ولديهُم شبكة واتصالات مع أشخاص حكوميين، حيث يُسربون معلومات لمصلحة تلك الحكومات الأخرى وأنهن متهمات بقضايا تجسس”.
وأضاف: “تُعد قطر واحدة من بين هذه الدول التي جندت البعض من هؤلاء الأشخاص. وبعض الوكالات التي تعملُ بشكل غير مُباشر مع إيران. هاتان هما الدولتان الرئيسيتان اللتان كانتا تُجند هؤلاء الأشخاص بالفعل”.