كل ما يجري من حولك

اليمن والبند السابع

436

 

منصور البكالي

من يتحمل المسئولية عن المعانات التي يعيشها كُـلُّ أبناء الوطن!!

من وضع اليمن تحت البند السابع، هو من جلب العدوان والحصار، وهو المسئولُ الأول والأخير عن انهيار الريال اليمني، وارتفاع الأسعار، وانتشار القاعدة وداعش، وبث الخلاف والصراع بين أبناء الشعب.

ولا يقفُ الأمر عند هذه الحدود، بل إنه من أشعل نار الحرب عام ٩٤ بين الشمال والجنوب، وهو من قاد ستّ حروب غاشمة على محافظة صعدة، ومن أوجد الفكرَ الوهابي المتطرف، وعمل على نشره عبر المناهج التعليمية، والمساجد، والجامعات.

وهو نفسُه من سلّم البلاد والشعب اليمني للإدَارَة الأمريكية، تعبث به، وتتحكم بكل كبيرة، وصغيرة فيه عبر سفارتها الموجودة في العاصمة صنعاء، وثكنتها العسكريّة في القاع وشرتون، وقواعدها العسكريّة في العند وبعض الجزر اليمنية، وأجهزة المخابرات التابعة لها في مُؤَسّسات الدولة ومرافقها المختلفة!!!

فالعدوان على شعبنا اليمني بعد إزاحة عفاش من الحكم، كان لمحاولة إعادته مجدّداً وإعَادَة السفير الأمريكي معه، وهذا ما أثبتته أحداث 2 ديسمبر ٢٠١٧م، التي أنهت ذلك الحلم.

وما تشهدُه المحافظاتُ الجنوبية اليوم، وبعد وصول نجل عفاش طارق إليها وإجبار أبناء الجنوب على القتال في جبهة الساحل الغربي، تحت رايته يؤكّـد مدى العلاقة وحجم الثقة بين الأمريكان وعفاش، إضَافَة إلى مدى التماهي والإخلاص لتنفيذ مُخَطّطات الغزاة والمحتلّين لهذا الوطن أرضاً وإنْسَـاناً.

ومن الأدلة والحقائق التي تثبت ذلك، تهميش قوى العدوان لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وقياداته في الداخل والخارج، ومنع الشرعية المزعومة من العودة وممارسة الحكم في المحافظات التي لن يدخلها أنصار الله من قبلُ، والمحافظات التي أخرجوا منها!!

فإدخالُ الشعب اليمني تحت البند السابع منح مجلس الأمن والأُمَـم المتحدة حقَّ الوصاية الدولية علينا، ومنح المجتمع الدولي الحقَّ في تعيين تسليم قرارنا إلى بعض الأطراف التي تثق بها، وتكليفها بإدارتنا.

ومن هذا المنطلق تعتبرُ كافة الملفات الأمنية، والسياسية، والاقتصادية بيد دول العدوان التي أعطاها المجتمع الدولي، القرارَ ٢٢١٦ كضوءٍ أخضرَ لشن الحرب والحصار على شعبنا، ومنحها كاملَ الصلاحيات، في كافة الملفات، ومنع حكومة الإنقاذ، وحكومة النوارس المهاجرة، من أية صلاحيات يمكن من خلالها تحييد بعض المصالح الوطنية، والاقتصاد الوطني من الاستهداف، فلو خرج الدنبوع وحكومته للمطالبة بعدم استهداف العُملة، لما سمعت الإدَارَة الأمريكية، ذلك.

وهذا ما أكّده السفير الأمريكي لوفدنا الوطني المفاوض في دولة الكويت، عندما هدّد باستهداف العُملة الوطنية.

ولذلك يجبُ على شعبنا اليمني الصامد، في مواجهة العدوان، عدم الركون إلى الحكومتين المنزوعتين الإرادة والاستقلال، في تقديم حلول للوضع الاقتصادي، المنهار يوماً بعد آخر.

وخيارُ كُـلّ أبناء الوطن في مواجهة التحديات وتعزيز الصمود والثبات، ورفد الجبهات بالرجال والمال، وإحياء قيم ومبادئ التكافل والتراحم والعطف في ما بيننا، وتوحيد الصفوف؛ للتخلص من الغزاة والمحتلّين ومرتزِقتهم، وتطهير التراب الوطني، من دنسهم، ورجسهم، وتحدّي المجتمع الدولي، وانتزاع قرارنا السيادي بالانتصار على العدوان، ورمي القرارات الدولية عرض الحائط.

وليفهمْ مَن لم يُرِدْ أن يفهمَ إلى يومنا هذا، أن حربَ الشعب اليمني مع الإدَارَة الأمريكية والإسرائيلية رأساً، وما تحالف العدوان إلا مجرد عبيد وخُدَّام لتلك الإدَارَة.

You might also like