مفاجأة من العيار الثقيل.. السعودية حاصرت الكويت 14 سنة قبل قطر بـ 95 عاماً + (وثائق سرية)
متابعات:
مفاجأة من العيار الثقيل ، فجرتها المكتبة البريطانية من خلال وثائقها التي تحتفظ بها في سجلاتها والتي تمت رقمنتها بالتعاون مع مكتبة قطر الوطنية ، في مشروع واعد يستهدف رقمنة مليونين و400 ألف وثيقة ، سعت السعودية بكافة الطرق لإيقافه أو المشاركة فيه لعلمها بما تخفيه الوثائق .
تكشف وثيقة للمكتبة البريطانية عن أن قطر ليست الدولة الخليجية الأولى التي تفرض السعودية حصارا عليها . إذ سبق للمملكة العربية السعودية أن فرضت حصارا على دولة الكويت سنة 1922 اي قبل ان تحاصر قطر بنحو 95 عاما . وحتى لايسارع الذباب الالكتروني للادعاء بأن هناك من يسعى إلى دق إسفين لإفساد العلاقات الخليجية نحيل القارئ للدخول مباشرة إلى هذا الرابط ومتابعة الوثيقة بنفسه : https://www.qdl.qa/
ومحتويات السجل عبارة عن ملف واحد (ورقتان). يعود تاريخه إلى 25 يونيو 1935. واللغة المستخدمة: الإنجليزية. والنسخة الأصلية محفوظة في المكتبة البريطانية: أوراق خاصة وسجلات من مكتب الهند شرط الإتاحة : إتاحة غير محدودة – رقم الاستدعاء : IOR/L/PS/18/B450
نزاع حدودي
وتتعلق الوثيقة بالنزاع الحدودي بين الكويت والرياض نتيجة الخلافات الحدودية بين الدولتين وذلك إثر زوال الدولة العثمانية وكأحد آثار الحرب العالمية الأولى، أدى الصراع المسلح بين الكويت والرياض إلى نشوب معارك بين الطرفين، انتهى النزاع بتوقيع معاهدة العقير عام 1922.
وفرضت الرياض بعد تلك الحرب حصارا اقتصاديا على الكويت وكان الهدف من تلك الضغوط هو محاولتها لضم أكبر قدر ممكن من الأراضي الكويتية حيث وضع مؤتمر العقير سنة 1922 حدود الكويت مع نجد، ولم يكن للكويت أي ممثل في المؤتمر. حيث طلبت الرياض من السير بيرسي كوكس منحها ثلثي الأراضي الكويتية. وبسبب العقير خسرت الكويت أكثر نصف أراضيها، وفوق ذلك عانت حصارا اقتصاديا بعد هذا المؤتمر، واستمرت الغارات السعودية على فترات متراوحة.
مذكرة سرية
أما نص محتوى الوثيقة فيقول : ” هذه مذكرة سرية مطبوعة بمعرفة الإدارة السياسية بمكتب الهند بتاريخ 25 يونيو 1935، بخصوص الخليج . المذكرة مقسّمة إلى تسعة أقسام مُرقّمة، تشتمل على ما يلي: “نهج للتعامل مع الأمور المتعلقة بالخليج “، “العلاقات البريطانية مع دول الخليج”، “المسار الجوي للشاطئ العربي”، “النفط”، “العلاقات مع السعودية”، “الكويت”، “حصار السعودية للكويت”، حدائق التمور المملوكة للشيخ في العراق”، و”تهريب البضائع بين الكويت والعراق”.
الجمارك أو الحصار
ولدى التطرق إلى قصة حصار السعودية للكويت تقول الوثيقة : إن السعودية فرضت حصارا لمدة أكثر من عشر سنوات على الكويت أضر بها اقتصاديا (تذكر تقارير أخرى أنها استمرت 14 عاما) . أما سبب هذا الحصار فهو رغبة السعودية في فرض ضريبة جمركية على الكويت حيث كانت دولة رائدة في تجارة شمال شرق الجزيرة العربية ، ولهذا فهي تحتفظ بتعريفة جمركية منخفضة .
لكن جيرانها في السعودية أرادوا رفع التعريفة . وزعمت الرياض وجود صعوبة في تحصيل الإتاوة من مداخيل البضاعة التي تدخل إلى الكويت. وطلبت من الكويت جمع الضرائب من بادية نجد بفرض جمارك على بضائعها وأصرت على أن تقوم الكويت بالترتيبات الخاصة بذلك الأمر الذي رفضته الكويت باعتباره خروقات لسيادة الدولة.
وفرضت الرياض حظراً شبه كامل على التجارة بين الكويت ونجد ، وسعت جاهدة للحيلولة دون أن تتم المبادلات التجارية بين رجال القبائل الذين كانوا يشترون لوازمهم من الكويت بوصفها سوقهم التقليدي .
وسعت السعودية إلى تبرير حصارها على الكويت بالقول بان التجارة الكويتية تحرمها من دخل جمركي كبير ، لان سكان البادية يشترون البضائع من الكويت وتترك أسواقها حيث كانت الرياض السوق التقليدية لسكان نجد .
وتضيف الوثيقة : كان الهدف الحقيقي زيادة العائدات التجارية لصالح السعودية و إنعاش منافذها التجارية ، ومن المحتمل أيضاً أن يكون أكثر نوايا شريرة هو تقليل مداخيل الكويت لصالح السعودية فأرادت أن تحاصر الكويت وتضعفها اقتصاديا وفعلت ذلك لسنوات طويلة حتى تركع الكويت .
ساءت الأوضاع بسبب فرض الحصار حيث لم تكن هناك بدائل كثيرة أمام سكان الكويت الذين دخلوا في مواجهة مع السعودية .
في عام 1931 أقنع المقيم السياسي الرياض بالموافقة على مقابلة ممثلي الكويت بهدف إيجاد حل. لكن الرياض سحبت موافقتها بعد ذلك بسبب انتفاضة الأعمال المناهضة للرياض وهو الأمر الذي تم استغلاله كعامل للمساومة في مفاوضات الحصار ، وبرز من خلال رسالة مكتوبة بعثتها الرياض إلى الكويت أنها غير راغبة في الصلح . ونجح السيد أندرو رايان في إقناع الرياض بالموافقة مرة أخرى على عقد المؤتمر الكويتي السعودي بشأن الحصار
وانتقل ممثلو السعودية في يونيو 1935 إلى الكويت للنظر في مسألة الحصار، وقالت السعودية أنها تبحث عن التهدئة مع مناوئيها غير أنها غير معنية برفع الحصار ” الذي يبدو أنها اعتبرته قضية صغيرة جدا جدا جدا ! ”
تضيف الوثيقة أن بريطانيا ضغطت على السعودية لقبول الاتفاقية الانجلو عثمانية في 1935 ، وأجبرت السعودية على الجلوس مع الكويتيين لإنهاء الحصار حيث تقول تقارير انه استمر حتى سنة 1937 .
التاريخ يعيد نفسه ؟
الوثيقة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فالحبل على الجرار وبعد رقمنة مليون ونصف مليون صفحة أصبحت متاحة الآن من خلال بوابة مكتبة قطر الرقمية، سيتم رقمنة 900 ألف صفحة جديدة من الوثائق والسجلات حول تاريخ منطقة الخليج، بالإضافة إلى مخطوطات المؤلفات العربية في مجال العلوم والطب والهندسة والفلك ليصل عدد الوثائق إلى ما يزيد على مليونين و400 ألف وثيقة تقدمها قطر لشعوب المنطقة وللأجيال لتبقى الحقيقة كاملة ناصعة بلا تزييف حول من يستهدف من ومن يحقد على من ومن يتآمر على من ، ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه فهاهي السعودية تعود مرة أخرى لتمارس نفس النهج الذي استخدمته قديما وتتبع نفس الأسلوب في فرض الحصار على الشعوب لمحاولة تركيعها والانتقاص من سيادتها لكن قطر استطاعت في فترة وجيزة للغاية أن تكسر الحصار.
الحقيقة ليست أهازيج يهرج بها مطربو الحصار ومن شايعهم ممن يدعون أن قطر هي التي تفتعل المشكلات والأزمات فهاهو التاريخ بلا تزييف، في وثائق تتوافر منها نسخة مرقمنة في مكتبة قطر، على أن الأصل لهذه الوثائق هناك في لندن ، حيث مقر المكتبة البريطانية فأرشيفهم يحتفظ بتاريخنا بلا تزييف.
المصدر: بوابة الشرق