سوريا وروسيا بينهما إسرائيل
صلاح الدكاك
قبلَ وبعدَ الـ(s300) كانت سوريا الأسد وازنة في معادلة الصراع والوجود الحي الفاعل على مستوى المنطقة، في حين أن ترسانة روسيا العسكرية لم تمنحها وزناً دولياً قبل أن تناولها دمشق دوراً في الاشتباك مع الإرهاب..
لا أقلِّلُ من أهميَّـة روسيا في حسبان الانتصار السوري الراهن إلا أن مقاربةَ الدور الروسي بوصفه حجر الزاوية في هذا الانتصار هي مقاربة كيدية لئيمة ترمي لتغييب دمشق كقلب فاعل في محور مقاومة وتغييب المحور المقاوم برمته لجهة استفراغ وزن روسيا المكتسب حديثاً، خارج واقع وسياق فاعليتها المحدودة في الصراع عبر تضخيم دورها في (الحرب على الإرهاب) وفق التصريحات الأمريكية للحيلولة بينها وبين التماهي شرقاً مع محور المقاومة بل والاصطدام به لاحقاً واتّخاذ مسارِ مفاهيمي جيوسياسي غربي لا وزن لروسيا فيه يمكن اكتسابه إلا كرقم تبعي مضاف لرصيد النفوذ الأمريكي..
لدى روسيا ألف بوابة لتصنيف إسرائيل كعدو لها وَلا أقول إن عليها أن تناصِبَ الكيانَ الصهيوني العداءَ ولوجاً من بوابة عربية إسْــلَامية سورية إيرانية، فهناك بصمات جلية صهيونية في أَكْثَــرَ من ملف من ملفات الأخطار والتهديدات الوجودية الجيوسياسية المباشرة لروسيا، علاوةً على أن إسرائيل هي اليد الضاربة الرئيسة في الجسم الامبريالي الغربي الذي لا يزال يرى في روسيا عدواً ويعمل على تفكيكها ووضعها تحت نفوذه المطلق كسوقٍ شرقية وكيان مستلَبٍ لا تختلفُ عن كيانات خليج البترودولار الريعية حديثة الطفور..
غير أن روسيا تريدُ تغييبَ كُـلّ ذلك وتلافي تفعيل هذه البوابات المفتوحة على العداء في علاقتها مع إسرائيل وحصر الاشتباك في سماء سورية تتناوبها الطائرات الروسية والإسرائيلية بتنسيق مشترك حول مسارات وأزمنة الطيران ويتعين على تل إبيب – حَـدَّ البيان الروسي الأخير- أن ترفعَ من مستواه فقط تلافياً لصدامات أُخْــرَى عن طريق الخطأ.