انتصارُ اليمن انتصارٌ لكل الأجيال
عصام علي الحملي*
* رئيس مجلس إدارة شركة يمن موبايل
يـَمُرُّ وطنُنا الغالي على قلوبِنا بأسوأ عدوانٍ وحشي غاشم وظالم، عدوانٍ انتهك كُـلَّ شيء، دمَّر الشجرَ والحجرَ والإنْسَان والحيوان، ارتكب أفظعَ المجازر وأقذرَها، هاجم المدارسَ والمحاكمَ والمستشفياتِ، المواقعَ الأثريةَ والجسورَ والطرقاتِ، حتى مخيمات اللجوء والنزوح لم تَسْلَمْ من عدوانه، أتلف المزارع ودمّـر المنازل والأحياء السكانية،… إلى آخر سجل الإجْــرَام السعودي الأمريكي؛ وها نحن هذه الأَيَّـام نعيشُ وَقْـعَ جريـمة طلاب ضحيان، تلك الجريمةُ الشنيعة التي استهدفت بالمقام الأول أطفالٌ صغار لا حول لهم ولا قوة؛ تُحرم وتُجرم استهدافهم كُـلّ القوانين السماوية وكل قوانين الدنيا، وأن استهدافهم في المقام الثاني هو استهدافٌ لمستقبل اليمن؛ فكلنا نعرف بأن العدوان استهداف حاضر وماضي شعبنا، ولكنه لا يزال مُصِّراً على استهداف مستقبل اليمن، ومستقبل أبنائه وشعبه، يا اللهُ ما هذا الجُرمُ وما هذه العقليّة التي يتمتع بها هؤلاء القتلة؟!!
إنَّ استهدافَ طُلاب ضحيان يأتي في المقام الثالث هو إيصال رسالةٌ من دول العدوان بأن لا يفرح اليمنيون بتحقيق أي حلمٍ نحو استقلال قرارهم، والنهوض بشعبهم، والبناء لوطنهم؛ ولهذا فإن اليمنَ بكله – شرقه وغربه وشماله وجنوبه – واقعٌ تحت نَيْــرِ عدوانٍ لم ترَ البشريةُ له مثيلاً ولا قريناً، ولعلَّ الجريـمةَ الأخيرة هي العنوانُ الأبرزُ في سجل الإجْــرَام السعودي الأمريكي، فبالله عليكم أطفالٌ فوق حافلة مدرسية، في وسط سوقٍ مزدحم بالمتسوقين والمتبضعين، في قلبِ مدينةٍ عامرةٍ وآهلةٍ بالسُّكان، لتعدّ هذه الجريـمة جريـمةٌ مُركبةٌ، أي أن جُرمَها وإجْــرَامَها وشناعة وَقْعِها ثلاثة أضعاف كُـلّ جرائم الحرب التي عاقبت بها المنظمات الدولية الدول أَوْ الجهات التي قامت بارتكابها أَوْ المشاركة فيها، واتخذت ضدهم أشد العقوبات وأقسى الأحكام.
إن سجلَّ جرائم العدوان السعودي الأمريكي طويلٌ وكبيرٌ، فعلى مدى ما يقارب من أربعة أعوامٍ من العدوان، أربعة أعوامٍ من القتل والتدمير، أربعة أعوامٍ من شراء الضمائر العالمية، تُرتكَبُ بصورةٍ يوميةٍ مجزرةٌ تلو المجزرة، بشاعةٌ تُقارب ببشاعة هذا التحالف، وبشاعة تلك الدويلات المصطنعة، وذات التأريخ القزم، تأريخٌ لا يتجاوزُ عددُ عقود الزمنية رُبَّـما أعدادَ أصابع اليد الواحدة، لتهاجمَ اليـمن السعيد، أرض الحضارات والتأريخ العريض، بلاد الإيْمَـان والحكمة، لتدمّـر هذا الشعب الأصيل وبحججٍ واهية، وأعذارٍ مكذوبة، وشرعيةٍ ضائعة أكل عليها الدهر وشرب، ولنا في المناطق المُحتلة أعظم بيانٍ، وأفضل برهان، وأنصع عنوان لواقعٍ يشاهده القاصي والدَّاني رأي العين بلا حُجبٍ ولا حواجز.
وهنا أقفُ ويقفُ معي كُـلُّ حُرٍّ وشريف في داخل اليمن وخارجه وقفة إجلالٍ وإعظامٍ وإكبارٍ لأبطال الجيش واللجان الشعبية وأبطال القوة الصاروخية والطيران المُسيّر على كُـلّ تضحياتهم وكل بطولاتهم التي شهدت لها كُـلّ أصقاع الأرض ووصفتها بأعظم معاني البطولة والشجاعة والإقدام،.. ونتيجةً لكل ذلك استشرف المستقبل بأن أعظم نصرٍ وأكبر فخرٍ وأجلُّ تقديرٍ قادمٍ لكل اليمنيين، وها نحن نصنع نصراً ستفتخر وتُفاخر به كُـلّ الأجيال اليمنية إلى أن تقوم الساعة بإذن الله تعالى.
وفي الأخير.. مُصابُنا عظيمٌ في وطنٍ تنتهكُه أيادٍ غاشمةٌ قتلت واستباحت كُـلّ المُحرمات وكل القُدسيات، وآخرها جريـمة العصر، جريـمة القرن، جريـمة استهداف طلاب ضحيان، فلا رَحِمَ الله من نفَّذ، ومن وجّه، ومن خطّط، ومن بلّغ، بل ومن دافع وأنكر، ومن استفاد وفرح بأنهار الدماء اليمنية التي روت هذه الأرض العظيمة.. النصرُ قادمٌ لا محالة، ولا عزاءَ لكل المجرمين، وكل العملاء.