هكذا خطط نظامي الحكم في السعودية والإمارات لاجتياح دويلة قطر
متابعات:
لعبت الأنظمة الحاكمة في كلا من السعودية والإمارات دوراً في إقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون من منصبه، بسبب جهود لوقف تنفيذ خطتهما لاجتياح قطر الصيف الماضي، حسبما كشف موقع “ذي انترسبت” الأمريكي أمس.
الموقع الأمريكي لفت إلى أن محاولات تيلرسون للوساطة من أجل إنهاء الحصار على قطر تداولتها التقارير الإعلامية، وتحديداً صحيفة “نيويورك تايمز”. لكن ما علمه “انترسبت” أنه في صيف 2017 أي قبل أشهر من بدء الحلفاء الخليجيين الدفع باتجاه طرده تدخل تيلرسون لوقف خطة سرية سعودية تدعمها الإمارات لاجتياح قطر، وفق ما ينقل الموقع عن مصدر استخباراتي أمريكي حالي، ومسؤولين سابقين اثنين في الخارجية الأمريكية.
وفق المصادر، فإن تيلرسون أجرى في الأيام والأسابيع التي تلت إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر من قبل الأنظمة الحاكمة في السعودية والإمارات ومصر والبحرين وإغلاق كل حدودها البرية والبحرية والجوية معها، أجرى سلسلة اتصالات تحث النظام السعودي على عدم القيام بأي عمل عسكري ضد قطر. وسبق لتقارير أن تحدثت عن هذه الاتصالات لكن تصريحات الخارجية والصحافية آنذاك وضعتها في إطار الجهود لتخفيف التوترات في الخليج وليس محاولة من تيلرسون لمنع عملية عسكرية سعودية.
في الاتصالات التي أجراها، حثّ تيلرسون بن سلمان وعادل الجبير على عدم مهاجمة قطر، حتى أنه حاول اقناع وزير الدفاع جيمس ماتيس للتواصل مع نظرائه في السعودية لكي يشرح لهم مخاطر مثل هذا الاجتياح.
ضغوط تيلرسون جعلت بن سلمان يتراجع خشية إلحاق مثل هذه الخطوة الضرر بالعلاقات السعودية الأمريكية الطويلة المدى. لكن تدخل تيلرسون أثارت غضب ولي العهد الاماراتي محمد بن زايد بحسب المسؤول الاستخباراتي ومصدر مقرب من العائلة الملكية في الإمارات.
وفق الموقع، فإن عملاء تابعين للاستخبارات القطرية داخل السعودية اكتشفوا الخطة في مطلع صيف 2017. وتحرك تيلرسون جاء بعد إبلاغ حكومة آل ثاني في قطر له وللسفارة الأمريكية في الدوحة بذلك.
وبعد أشهر عديدة، أكدت التقارير الاستخباراتية الأمريكية والبريطانية وجود مثل هذا المخطط.
الخطة التي كان من المفترض أن تنفذ خلال بضعة أسابيع كانت تقوم على عبور القوات البرية السعودية الحدود مع قطر والتقدم سبعين ميلاً باتجاه الدوحة بمساعدة عسكرية إماراتية، للسيطرة عليها متجاوزين القاعدة الجوية الأمريكية.
في حين رفض متحدثون باسم السفارات السعودية والإماراتية والقطرية في واشنطن، التعليق على هذه المعلومات التي بحسب الموقع لم يحصل عليها من أي مسؤول قطري أو مستشارين في شركات العلاقات العامة التي تعمل لمصلحة حكومة آل ثاني.
الموقع نقل عن روبرت مالي المدير التنفيذي في مجموعة الأزمات والمستشار السابق لأوباما لشؤون الشرق الأوسط قوله، إنه منذ صيف 2017 أخبره مسؤولون قطريون مراراً أنه جرى تهديد قطر بالاجتياح، مضيفاً أنه لم يكن هناك أدنى شك أن المسؤولين القطريين كانوا مقتنعين بوجود مخطط لهجوم عسكري على بلادهم وأنه جرى إيقافه بفعل التدخل الأميركي.
كما أشار الموقع إلى تقارير إخبارية نقلت عن مساعدين لتيلرسون شكوكهم بأن ملاحظات ترامب بشأن الأخير كتبها السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة.
أي من المسؤولين الذين التقاهم الموقع، لم يؤكد معرفته بالأسباب الحقيقة التي دفعت ترامب إلى إقالة تيلرسون، لكن توقيتها الذي جاء قبل أسبوع من زيارة بن سلمان لواشنطن كانت لافتة.
فيما أشار أربعة من المصادر أيضاً، إلى حملة مستمرة من قبل الإمارات لاستفزاز قطر وجرّها للتصعيد.