إستراتيجية أمريكا لمواجهة التحديات في باب المندب
متابعات:
كشف «مركز الدارسات الإستراتيجية والدولية» الأمريكي، عن أن «قادة الأمن القومي في الولايات المتحدة الذين اعتادوا التركيز على الأهداف الضيقة لمكافحة الإرهاب في الصومال، واليمن، لاحظوا في الآونة الأخيرة، توسع النشاطات التجارية، والعسكرية للصين، والسعودية، والإمارات، وقطر، وتركيا، على نحو مفاجئ في تلك المنطقة التي كانت هادئة في السابق».
ورأى المركز الأمريكي أنه «يتعيّن على الولايات المتحدة تحديث نهجها بشكل استراتيجي في تلك المنطقة»، ولكنه شدد على ضرورة أن تعي قبل البدء في ذلك العمل أن «التواجد الدولي في القرن الإفريقي، يتطور بشكلٍ مطرد، وأنها قد تجد نفسها في وضع غير جيد للتأقلم معه وإدارته، وكذا فهم أن التداخل في المصالح الأمنية والتجارية، يزيد من تعقيد الأمور، وذلك بعد أن ازدادت التجارة عبر مضيق باب المندب منذ العام 2013، وتحديداً تجارة النفط بمقدار 20 % بين عامي 2013 و2014 فقط».
وذهب المركز الأمريكي، إلى القول: «لكي تمضي الولايات المتحدة قدماً في ذلك الفعل، يجب عليها أن تفكر في الأمر من ثلاثة اتجاهات متداخلة، وهي أزمة الخليج، والعلاقات الإقليمية في القرن الأفريقي، والمصالح والأهداف الصينية».
وبشأن الأزمة الخليجية، أوضح المركز، أنه «ينبغي على الولايات المتحدة، أن تحدث سياستها، طبقاً لديناميكية القرن الأفريقي، وأن تستفيد من القيود الآخذة بالتزايد على إيران في المنطقة، والبحث عن أوجه الاشتراك مع الدول الخليجية، لمواجهة التحديات المشتركة». واستطرد المركز، في تحليله، بالقول «أما بالنسبة للعلاقات الإقليمية في القرن الأفريقي، فينبغي على الولايات المتحدة أيضا أن تراجع مصالحها العسكرية، والاقتصادية في المنطقة، وتضمن أن التراجع غير آخذ في النمو الحيوي، مع عدم تجاهلها في الأماكن التي من الممكن أن تكون في غير قادرة على المنافسة».
تحدي الصين في باب المندب وعن المصالح والأهداف الصينية، شدد المركز على «وجوب أن تأخذ الوجود الصيني في المنطقة على محمل الجد، وأن تحدد سبل التنافس والردع والتعاون، وألا تسمح لنفسها بأن تكون الثمن بإقصائها من السوق، لكن من دون تصعيد الأمر حد المواجهة». كما حذر المركز من أن «تؤدي التحديات المتزايدة في منطقة باب المندب، إلى خلق مخاطر وفرص وقيود جديدة لحرية الملاحة الأمريكية»، منوهاً إلى أن على الولايات المتحدة أن «تأخذ ذلك بالاعتبار، في الوقت الذي تسعى فيه وزارة الدفاع إلى زيادة القدرة التنافسية الإستراتيجية للولايات المتحدة على مستوى العالم».
ولفت المركز إلى أنه وفي كل الأحوال، «يمكن أن يكون موقع الولايات المتحدة في جيبوتي مصدراً للقوة، حيث يمكنها الوصول إلى الطرف الجنوبي من البحر الأحمر والذي سيكون مفيداً لمجموعة من الأهداف الإستراتيجية»، وفيما أكد «ضرورة أن تهتم الولايات المتحدة بالتنويع بجانب النهج الضيق الذي يركز على الدفاع، من خلال تعزيز علاقاتها في المنطقة، مع الحفاظ على سلسلة رادعة وصارمة ضد المنافسين»، أوضح أن أهمية ذلك تتلخص في «خلق مزيجاً متسلسلاً من الاستثمارات المستهدفة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية، وابتكار مداخل جاهزة للعمل»، محذراً في ختام تحليله من أن «خلاف ذلك، قد تجد الولايات المتحدة نفسها قد أقصيت بسرعة، وستجد من يتفوق عليها في منطقة تتزايد فيها المنافسة».