مجلس خبراء الشاي وهيئة الاستجمام.. 6 من أغرب الإدارات الحكومية حول العالم
لدى كل الدول الموجودة في العالم، وزارات وإدارات وهيئات حكومية تختص بتسيير شؤون الدولة، مثل التعليم والصحة والاقتصاد والتجارة والعلاقات الخارجية، وغيرها من القطاعات المختلفة التي تتكون منها الحكومات، ومع ذلك؛ فهناك في بعض الدول، بعض الإدارات والوكالات بل وحتى الوزارات، التي تختص بمهام غريبة، منها ما يحاول السيطرة على المواطنين، أو على البيئة، أو حتى كوكب الأرض، ومنها ما يختص بالسعادة أو إعادة الاتحاد بين الكوريتين، وقد تصل غرابة المهام الموكلة لمثل هذه الإدارات والهيئات إلى حد العمل على إنقاذ البشر من الفضائيين.
التقرير التالي يستعرض بعض هذه الهيئات والإدارات ذات المهام الغربية، في العالم.
1- هيئة الاستجمام في الهواء الطلق
هل تحب الخروج في رحلات إلى المتنزهات المختلفة، من أجل الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والهواء المنعش؟ الكثيرون يُحبون ذلك في العالم، لكن الولايات المتحدة الأمريكية أنشأت هيئة خاصة بهذا الأمر، تابعة لوزارة الداخلية الأمريكية في عام 1962، وأطلقت عليها هيئة الاستجمام في الهواء الطلق، وأو ما يعرف بـ Bureau of Outdoor Recreation أو (BOR) اختصارًا، إذ كانت مهامها تتلخص في زيادة فرص الترفيه الخارجي في وزارة الداخلية، ومساعدة المنظمات الخاصة والمحلية بالولايات المتحدة المختلفة في التخطيط للاستجمام، ثم لم تلبث أن أصدرت قانونًا في مايو (أيار) عام 1963، يدعى قانون الاستجمام في الهواء الطلق.
وعطفًا على هذه الهيئة، أعدت الولايات المتحدة الأمريكية خططًا للاستجمام في الهواء الطلق، وشارك فيها جمع من العلماء والباحثين في المعاهد والكليات،وذلك من أجل تحفيز المزيد من الناس على الترفيه في الهواء الطلق.
2- وكالة رصد الأطباق الطائرة والفضائيين
بداية من خمسينيات القرن الماضي، انتشرت شائعات تفيد برؤية أجسام طائرة مجهولة أو ما يُعرف بـUnidentified flying object، واختصارًا (UFO) في السماء، ومنذ ذلك الحين، ازدادت فكرة وجود أطباق طائرة، بها مخلوقات فضائية، تحلق في سماء كوكب الأرض، من أجل اختطاف الأرضيين (كما ادعى البعض) أو لدراسة واكتشاف هذا الكوكب المفعم بالحياة.
وفي عام 1977 أسس المركز الوطني للدراسات الفضائية، المكافئ الفرنسي لوكالة ناسا، وكالة حكومية مكرسة للبحث في ظاهرة طيران الأجسام غير المعروفة أو ما تُعرف اختصارًا بـ (GEIPAN)، إذ أطلقت هذه الوكالة في عام 2007، آلاف الملفات التي تتضمن تحقيقاتها، في أكثر من 1650 حالة طيران لأجسام غير معروفة، مكتوبة في أكثر من 100 ألف ورقة، بالإضافة إلى ما احتفظت به الوكالة ولم تعرضه، من وثائق صُنِّفت سرية للغاية، هذا بالإضافة إلى العديد من البلاغات الأخرى التي لم تبدأ وكالة بعد في التحقيق فيها.
3- مجلس خبراء احتساء الشاي وتذوقه
طوال 99 عامًا، عينت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، مجموعة من الناس، فقط من أجل احتساء الشاي والتحقق من مدى جودته؛ إذ إن إنشاء مجلس خبراء الشاي، كان جزءًا من قانون استيراد الشاي الذي صدر عام 1897، وكان الهدف منه حماية المستهلكين من الشاي المستورد.
أعضاء مجلس خبراء الشاي، كانوا يعملون في مكاتب إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) في جميع أنحاء البلاد، ويتذوقون عينة من كل شحنة شاي مستورد، ومقارنتها بعينات شاي أخرى، منتقاة بواسطة أعضاء المجلس.
وبعد سنوات من إنشاء هذا المجلس، أدركت الحكومة الأمريكية أنه مضيعة للوقت والموارد وللضرائب أيضًا، إذ كان هذا المجلس يُكلِّف دافعي الضرائب الأمريكيين حوالي 200 ألف دولار سنويًّا.
في عام 1996، أعيد صياغة قانون استيراد الشاي وتوقف عمل هذا المجلس، بعدما ارتأى الرئيس الأمريكي آنذاك، بيل كيلنتون، أنه من غير المهم أن تكون مواصفات الشاي على درجة جودة عالية، دونًا عن باقي الأغذية المستوردة الأخرى.
4- إدارة حماية كوكب الأرض من الأعداء الخارجيين
هذه الإدارة التي أُنشئت في الأساس من أجل حماية كوكب الأرض من الملوثات الخارجية والكائنات الحية التي تسبح في الفضاء، وكذا المخلوقات الفضائية (إن وجدت) ومنع المخلوقات الأرضية بالتبعية من تلويث الفضاء واستفزاز مخلوقاته؛ تابعة لوكالة ناسا، ويجني العاملون فيها ما يصل إلى 187 ألف دولار سنويًا، وجدير بالذكر أن الدول الأخرى التي لديها برامج أبحاث فضاء، تملك أيضًا إدارة حماية كوكبية، بيدَ أن العاملون فيها يعملون بشكل مؤقت، على عكس العاملين في وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ووكالة ناسا، الذين يعملون في مجال الحماية الكوكبية منذ توقيع معاهدة الفضاء الخارجي عام 1967، بشكل دائم.
وتتمثل مهمة مكتب حماية الكواكب، في تعزيز استكشاف النظام الشمسي، من خلال تنفيذ وتطوير الجهود لحماية علوم الأرض واستكشاف بيئاتها، وكذلك دراسة العوالم الأخرى كما هي موجودة في حالتها الطبيعية، وتجنب التلوث البيولوجي للبيئات المستكشفة، وضمان اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المحيط الحيوي للأرض من الكائنات الفضائية في حالة وجود حياة في مكان آخر.
5- إدارة بكين لتعديل الطقس وهطول الأمطار
هذه الإدراة الحكومية الصينية، المخصصة لتعديل الطقس، وحدة تابعة لمكتب بكين للأرصاد الجوية، وتنتشر في عدة مدن متاخمة لعاصمة بكين، ويختص بالسيطرة على هطول الأمطار، ومتى وأين تسقط.
رسم يوضح كيفية تحفيز السُحب بشكل صناعي من أجل سقوط الأمطار – مصدر الصورة: futurism
ويحدث ذلك عن طريق إطلاق بلورات كريستالية في السُحب، من أجل حث الأمطار وتحفيزها على الهطول بصورة صناعية، وتتجلى مدى أهمية هذه الإدارة، في المناطق المعرضة للجفاف، وكذلك في المناطق التي تتسم بارتفاع في درجات الحرارة، كما في شنغهاي، إذ يعمل سقوط الأمطار الصناعي، على تخفيف الطلب على الكهرباء واستهلاكها بشكل كبير، وكذا في إطفاء الحرائق الكبرى، أو مواجهة تأثير العواصف الترابية الشديدة، بالإضافة إلى تحفيز الإدارة لهطول الأمطار قبل يوم من الأحداث الشعبية أو الرياضية الهامة. ففي أثناء دورة الألعاب الأوليمبية في بكين، عام 2008، كانت هذه الإدراة في أوج نشاطها، وأطلق أكثر من 32 ألف موظف، يعملون بدوام كلي وجزئي في هذه الإدارة، قاذفات صورايخ من مدافع مضادة للطيارات، على سُحب قريبة من هذا الحدث الضخم، من أجل استنزاف المطر منها، قبل وصول هذه السُحب إلى ملاعب البطولة الكبرى.
اسم هذه الإدارة وطبيعة عملها الغريب، عاد مرة أخرى إلى السطح في عام 2009، عندما شهدت العاصمة الصينية بكين، تساقطًا ثلجيًّا غزيرًا نادرًا، وقالت الأنباء، أن الإدارة استخدمت يوديد الفضة في البلورات الكريستالية التي وجهتها نحو السُحب المتكونة في سماء بكين.
6- إدارة حراسة الغربان في برج لندن
هذه الإدراة لا علاقة لها بالمسلسل الأمريكي الشهير صراع العروش، ولا الغربان المُسيرة من وإلى ويستروس، بل هي إدارة حقيقية، موجودة في العاصمة البريطانية لندن، ونشأت بسبب الخرافة الإنجليزية، التي تقول بإن انهيار المملكة وسقوط التاج البريطاني مرهون ببقاء ستّة من الغربان السود موجودة في برج لندن؛ وتعود أصل هذه الحكاية إلى عام 1666، عندما وقع حريق لندن الكبير، وقتل المواطنون الكثير من الغربان والحيوانات الأخرى، ليقتاتوا عليها ويضمنوا البقاء على قيد الحياة، الأمر الذي لم يرق لأحد مستشاري الملك تشارلز الثاني؛ فادّعى أن قتل الغربان فألٌ سيّئ، وأنّ قتل آخر غراب سيتسبب في انهيار حكم الملك وسقوط عرشه، مما دفع الملك إلى إصدار أمر ملكي بإحضار ستة من الغربان، وقص ريشها كي لا تتمكَّن من الطيران، ومن ثم حبسها في برج لندن، للعمل على حماية بقاء المملكة والتاج البريطاني.
ومنذ ذلك الحين، أُنشئت إدارة لحراسة هذه الغربان، يعمل فيها ضباط بحريون وعسكريون سابقون ويلقب كبيرهم بـ«سيد الغربان»، من أجل حراسة هؤلاء الجنود السود، الذين يرتبط بقاء المملكة ببقائهم.
وتُعدّ غربان برج لندن، واحدة من أشهر الغربان في العالم ويزورها السائحون من أجل التقاط الصور برفقتها، وفي الماضي، كان يُؤخر نبأ وفاة أحدها؛ خوفًا من انتشار شائعات باقتراب نهاية المملكة وسقوط التاج البريطاني.
سميحة إبراهيم