كل ما يجري من حولك

مجلة أمريكية: لدى مارتن غريفيث الفرصة المثلى لحل الأزمة اليمنية

434

متابعات:

تطرقت مجلة «فورين بوليسي» إلى المباحثات التي يجريها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، من أجل التوصل إلى هدنة بين طرفي الصراع هناك، مشيرة إلى أن ذلك يتزامن مع تحذيرات منظمات إغاثية وخبراء في الشأن اليمني من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

وشرحت المجلة الأمريكية، تحت عنوان: «اليمن يقف على وشك الوقوع في كارثة تزامناً مع دفع المبعوث الأممي باتجاه التوصل إلى هدنة»، أن المنظمات الإغاثية تبدي خشيتها من أن وقوع معركة الحديدة «يمكن أن يجعل الوصول إلى الميناء غير متاح، بالنسبة إلى باقي أنحاء البلاد»، حيث تهدد المجاعة حوالي 8.4 مليون شخص، فيما يعتمد الملايين من اليمنيين على المساعدات الإنسانية.

وفي هذا الإطار، أفاد ستيفن راب، وهو سفير أمريكي سابق فوق العادة في القضايا المتعلقة بجرائم الحرب، بقوله «إننا نختبر في هذه المرحلة من الصراع (في اليمن) هذا التهديد الحقيقي والعميق لوقوع كارثة إنسانية»، مضيفاً «إننا نقف عند نقطة تحول، حيث أنه، وإذا ما سار هذا الهجوم (على الحديدة) قدماً بالفعل، فإن الوضع هناك سوف يصبح، وعلى نحو مفاجئ، أسوأ بكثير».

هذا، وتوقفت «فورين بوليسي» عند المحادثات التي أجراها غريفيث مع كل من عبد ربه منصور هادي، وكبير المفاوضين لدى حركة «أنصار الله» محمد عبد السلام، مشيرة إلى أن المبعوث الأممي «يأمل في أن يجلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف القتال».

وعلى هذا الصعيد، قالت إليزابيث ديكنسون، وهي كبيرة المحللين في قضايا الجزيرة العربية لدى «مجموعة الأزمات الدولية»، إن لدى جريفيث «الفرصة الأمثل (لحل النزاع) أكثر من أي مبعوث أممي شهدناه حتى الآن»، مشددة على أن الديبلوماسي البريطاني «يستحوذ على ثقة أكبر من أطراف الصراع قياساً بأي من المبعوثين الامميين السابقين».

ولفتت «فورين بوليسي»، إلى أن القوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، أوقفت عمليتها العسكرية في الحديدة بدافع «إعطاء جريفيث فرصة من أجل القيام بعمله» على صعيد استكمال المحادثات مع كافة الأفرقاء حول الأزمة اليمنية، مضيفة أن لدى المبعوث الأممي «القليل من الوقت من أجل التوصل الى اتفاق، وذلك قبل أن تعاود تلك القوات مواصلة تقدمها” باتجاه المدينة الاستراتيجية، الخاضعة لسيطرة الحوثيين».

وأكملت «فورين بوليسي» بالإشارة إلى أن «الإماراتيين يصرون على أن الإبقاء على وتيرة تدفق المساعدات الإغاثية، يعد أولوية قصوى بالنسبة لهم»، خصوصاً وأن الجانب الإماراتي يزعم التحضير لاحتمالات اشتداد الأزمة الإنسانية في اليمن، من خلال «التوفير المسبق لعشرات آلاف الأطنان من المواد الإغاثية»، وذلك تحسباً لإمكانية إلحاق الضرر أو الدمار بميناء الحديدة، أو عدم إتاحة الوصول إليه، في حال استئناف المعارك في المدينة، بينما تبدي المنظمات الإغاثية قلقها من أن «فتح جبهات جديدة ضد الحوثيين سوف يتسبب بقطع خطوط الإمدادات الإغاثية»، لا سيما وأن غالبية اليمنيين يتركزون في المناطق الخاضعة لسيطرة حركة «أنصار الله».

ومن هذا المنطلق، حذّر سكوت بول، وهو خبير في الشأن اليمني لدى منظمة «أوكسفام»، من أن عدم إقرار خطة من أجل ضمان إيصال المساعدات الإغاثية عبر خطوط القتال، وعدم اعتراضها من قبل أي من أطراف الصراع في اليمن، يجعل من كل ما سبق «عديم الجدوى».

وأردف بول، في حديث إلى المجلة، أن «الشيء المخيف في ما يخص هجوم (الحديدة)، هو أن هناك العديد من السبل المختلفة، التي يمكن أن تفضي جميعها إلى السيناريو الأسوأ»، مشيراً إلى أن «أياً من تلك السبل، يمكن تلافيها أو تفاديها».

You might also like