إعلان الإمارات إيقاف الحرب في الحديدة: تهرّب من المسؤوليات الإنسانية وعجز عن التقدم
متابعات:
بالرغم من إعلان الإمارات قدرتها على حسم معركة الحديدة بشكل كامل في وقت قصير، من خلال السيطرة على المطار وميناء الحديدة الواقع على البحر الأحمر، أعلنت أبوظبي إيقاف العمليات العسكرية بشكل مفاجئ ما أثار التساؤلات حول الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ مثل هذا القرار.
إعلان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي قضى بإيقاف الحملة العسكرية بشكل مؤقت في مدينة الحديدة لم يُحمل على عاتق الجد لدى الجانب اليمني إذ اعتبر أنصار الله أن قرار إيقاف العمليات العسكرية المزعوم لم يأتي حرصاً على الأوضاع الإنسانية بل انه ليس سوى مجرد محاولات محبطة من ابوظبي للتهرب من مسؤولياتها الدولية بفعل تسببها بتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد. وعلى إثر شيوع النبأ أكد الناطق الرسمي باسم أنصار الله محمد عبدالسلام، أن إعلان وقف العدوان يهدف إلى تضليل الرأي الدولي ولمحاولة عرقلة الجهود الأممية والتهرب من الاستحققات الانسانية الكبيرة المترتبة على الامارات لافتاً إلى إلى أن المعارك لم تتوقف في الساحل الغربي بالحديدة وضواحيها.
من جهتها رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن وقف العمليات يرجع إلى سببين جوهريين وهما عدم قدرة قوات التحالف على التقدم في ظل وجود ألغام بالقرب من ميناء الحديدة، وعجزها عن خوض غمار حرب المدن في البلد الذي مزقه الحرب الأمر الذي يتنافى مع تصريحات الوزير الإماراتي الذي قال أن انسحاب بلاده يهدف لإنقاذ مدينة الحديدة من كارثةٍ إنسانية محتملة بسبب الأوضاع هناك.
الصحافي والباحث السعودي د. فؤاد ابراهيم اعتبر أن “قرار الإمارات وقف العدوان على الحديدة بشكل مؤقت هو إقرار غير مباشر بالهزيمة في العمليات السابقة وخوفاً من هزيمة مماثلة أو أكبر في العمليات المزمع القيام بها” وأضاف “مبروك للشعب اليمني ولجيشه ولجانه الشعبية”.
قرار الامارات وقف العدوان على الحديدة بشكل مؤقت إقرار غير مباشر بالهزيمة في العمليات السابقة وخوفا من هزيمة مماثلة او اكبر في العمليات المزمع القيام بها..مبروك للشعب اليمني ولجيشه ولجانه الشعبية
— فؤاد ابراهيم (@fuadibrahim2008) July 1, 2018
فيما رأى الناشط اليمني محمد بن روضان خولان أن الإمارات حينما تستشعر القوة العسكرية تمضي قدماً في معركة الحديدة لكنها عندما تتكبد الخسائر تعلن إيقاف الحرب بشكل مؤقت، مؤكداً أن الجيش واللجان الشعبية مستمرون بالحرب.
سخافة العدو الاماراتي جعلته يعتقد ان بإمكانه ايقاف الحرب متى شاء
لذى أبلغوا الأغبياء أنهم يخوضوا حرب وليس لعب عيال
عندما يهتزموا يعلنوا إيقاف الحرب وعندما يحققوا انتصارات يواصلوها
ابلغوهم أيضًا ان الجيش واللجان مستمرون في تفجر جمامج الاماراتيين ومرتزقتهم بالساحل الغربي.— محمد بن روضان خولان (@moh_rawdan_ye) July 1, 2018
الناشط الإماراتي خليفة المازم قال أن أكبر خطأ ارتكبته بلاده هو إعلانها عن أنها ستكسب معركة الحديدة بسهولة، غير أنها بعدما تعرضت لهزيمة مدوية قررت الادعاء بوقف العمليات العسكرية ولكنها في الواقع لن توقفها، بل ستواصل الهزائم النكراء بفضيحة أقل من سابقتها.
أكبر غلطة إرتكبتها حكومة الإمارات هي أنها لفتت نظر العالم لمعركة الحديدة معتقدة بأنها ستكسبها بسهولة!
وبعد الفضيحة المدوية والهزيمة النكراء،
قررت الإعلان(كذباً) عن إيقاف المعركة(مؤقتاً)!
ولكن في الواقع لن توقفها، بل ستواصل الهزائم النكراء بفضيحة أقل من سابقتها??#تحالف_السلاتيح— خليفة المازم (@Sheikh_khalifah) July 1, 2018
الصحافي السعودي حمزة الحسن من جانبه بيّن أن الاعلان عن ايقاف الحرب أظهر الهزيمة العسكرية التي مُني بها ولي العهد الاماراتي محمد بن زايد ونظيره محمد بن سلمان مشيراً إلى إمكانيات أنصار الله العالية في استكمال الحرب على عكس قوات التحالف السعودي.
تبرير الهزيمة العسكرية!
لقد ارتقيت مرتقى صعبا يابن زايد ويابن قرقاش! وقبلهما يابن سلمان.
قالوا ان (الحوثي) لا يفهم الا لغة السلاح!
وقال الامريكي نصا: (الحوثي لا يجيد الا السلاح)!
بحق أقول: أنتم لستم رجال سلاح أو سياسية.
أنتم مهايطية!
تعلموا من الحوثي عسكريا وسياسة، فقد تفلحوا! https://t.co/xk26DSWEkV— حمزة الحسن (@hamzaalhassan) July 1, 2018
وأعلنت أبوظبي بشكل مفاجئ وقف العمليات العسكرية في المعركة الدائرة بالحديدة بشكل مؤقت نتيجة تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أنّ بلاده ستقوم بما سماه “وقفًا مؤقتًا” للعمليات العسكرية في مدينة الحديدة مشيداً بالجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن جريفيث من أجل انسحاب أنصار الله من الحديدة ومينائها.
معركة الحديدة اندلعت في 13 يونيو الماضي، بين قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة والقوات الموالية للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي وقوات التحالف السعودي من جهة أخرى. ويعد ميناء الحديدة المنفذ الرئيسي لواردات شمال البلاد من المواد الغذائية والسلع والأدوية، فيما تسببت العمليات العسكرية التي يشنها التحالف السعودي في تفاقم الأزمة الإنسانية وتدهور النشاط كما أدت إلى مقتل المزيد من المدنيين ونزوح آخرين.