صحيفة نيويورك تايمز: هکذا أصبح الوضع الإنساني باليمن كابوسا
متابعات
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا للصحافية ميغان سبيشيا، تقول فيه إنه عندما اشتعلت الحرب علی اليمن قبل أكثر من ثلاث سنوات، فإنها حطمت بلدا كان هو الأفقر على مستوى العالم العربي، وأوصلته في المحصلة ليكون أسوأ كارثة إنسانية على الأرض.
وتقول سبيشيا إنه “في الوقت الذي غض فيه العالم النظر عن الصراع الذي طال، فإن طاحونة الحرب استمرت دون أن تخف، وأصبحت أكثر تعقيدا”.
ويشير التقرير، أن هجوما لتحالف العدوان الذي تقوده السعودية بدأ يوم الأربعاء على مدينة الحديدة، التي يوجد فيها ميناء يخدم بصفته مدخلا للمساعدات الإنسانية والإمدادات الضرورية لمعظم الشعب اليمني، لافتا إلى أن ذلك هو آخر تحول في الوضع الذي يتجه نحو الكارثة لملايين المدنيين.
وتفيد الصحيفة بأن الحرب تسببت إلى الآن بمقتل آلاف المدنيين، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل اليمن، مشيرة إلى أن السعودية وجارتها وحليفتها المقربة الإمارات تدخلتا في اليمن في 2015.
وتلفت الصحيفة إلى أن السعودية وعددا من الدول العربية الموالية، بما فيها الإمارات، تدخلت عام 2015، وقامت بدعم من أمريكا والحلفاء الغربيين، بشن غارات على اليمن.
ما هي أهمية الحديدة؟
وتبين الصحيفة أن “ميناء الحديدة الواقع على البحر الأحمر هو المعبر الوحيد للمساعدات الإنسانية -بما في ذلك المواد الغذائية والأدوية- وغيرها من المواد الضرورية، التي يعتمد عليها ما يقدر بحوالي ثلثي الشعب، وهناك حوالي 400 ألف شخص يقطنون المدينة، وليس فيها سوى طريقين رئيسيين للدخول والخروج، وأي حصار يمتد أمده سيترك مئات آلاف السكان منقطعين وغير قادرين على الفرار، واضطرت منظمات الإغاثة لسحب العاملين معها من المدينة بسبب المعركة المتوقعة”.
وتنوه سبيشيا إلى أن هجوم الأربعاء قامت به الميلشيات اليمنية المدربة والمدعومة من الإمارات، حيث “يتهم كل من الإمارتيين والسعوديين الحوثيين بتهريب الأسلحة إلى اليمن عبر ميناء الحديدة، فيما يقول المراقبون التابعون للأمم المتحدة بأنه من غير المحتمل أن يكون هناك تهريب للسلاح عبر الموانئ الواقعة على البحر الأحمر، وهي في الغالب تدخل من خلال الحدود البرية”.
ويذكر التقرير أن مؤسسات المساعدات التابعة للأمم المتحدة حذرت بأن الهجوم على الحديدة قد يفاقم من أزمة إنسانية خارجة عن السيطرة، ودعت إلى وقف لإطلاق النار، حيث قال الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند، في تصريح من خلال البريد الإلكتروني: “يجب عليهم التصرف الآن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل أن يعاني الناس في الحديدة”.
وبحسب الصحيفة، فإن الغارات الجوية المستمرة دمرت البنية التحتيه في كثير من المناطق..وتسبب القصف بإلحاق أضرار للمستشفيات وأنظمة الصرف، لافتة إلى أن الأمراض التي يمكن منعها تفشت، وانتشر وباء الكوليرا في اليمن عام 2017، حيث كان أكبر وأسرع تفش للمرض في التاريخ المسجل له.
ويفيد التقرير بأنه حتى قبل آخر هجوم، كان ملايين اليمنيين يعيشون على شفير المجاعة، حيث يقدر أن 60% من الشعب، الذي يبلغ تعداده 29.3 مليون، يصنفون بأنهم يفتقدون للأمن الغذائي، بحسب برنامج الغذاء العالمي.
وتنقل الصحيفة عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قولها إنها قامت بتخزين الغذاء والدواء وأنظمة تنقية المياه في المنطقة، متوقعة حصول المعركة، مستدركة بأنه لن يكون ممكنا توزيع المساعدات أثناء حدوث القتال.
وتختم “نيويورك تايمز” تقريرها بالإشارة إلى قول المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني: “سيعاني أناس حقيقيون وعائلات حقيقية إن لم تدخل المواد الغذائية، ونحن قلقون من أن العمليات العسكرية الجارية تستمر في إعاقة وصول المواد الضرورية”.