كل ما يجري من حولك

لماذا تمكنت قوى العدوان من التقدم ببعض مناطق الحديدة.. إليكم السبب ؟!

322

متابعات:

مسار المعارك في الحديدة والانتصارات الكبيرة التي يسجلها اليمنيون دفاعا عن الحديدة مقابل زحوف كبيرة للغزاة تدفعنا للتفكير في سبب تسجيل العدو لبعض الاختراقات التي يبدو أنه كان من الممكن عدم السماح بها

الخيانة في صفوف اليمنيين أمر مستبعد، والتقهقر أمام العدو لم يُسجل خلال سنوات العدوان حتى في مناطق قليلة الأهمية، فلماذا تقهقروا في الساحل الغربي؟

أنصار الله وهم أصحاب اليد الطولى في الدفاع عن اليمن راكموا سنوات من الخبرة الاستراتيجية والقتالية وهي ما مكنهم من الصمود بوجه العدوان الكوني ضد اليمن منذ سنوات، وعلى الجانب الآخر الغزاة الخليجين ومرتزقتهم ومن فوقهم دول الاستكبار العالمي جميعها اتحدت لشن هجوم بري، بحري وجوي على الحديدة والتقدم من المناطق الرخوة وهو أمر منطقي فلا أحد يهاجم المناطق الأشد تحصينا.

وبينما يهاجم العدو المناطق الرخوة، تراجع أنصار الله وفضلوا الدفاع في مناطق أخرى ثم الانقضاض على القوات المتقدمة في أماكن أخرى، وهذا يأتي ضمن الذكاء الاستراتيجي، فأنصار الله لمم يشتبكوا مع العدو حيث خطط وحيث رغب، بل جعلوه يتقدم الى حيث يخططون وحيث يرغبون هم بمواجهته وهذا ما أدى الى انزال خسائر كبيرة بالمعتدين ودفعهم نحو تسجيل انتصارات وهمية عبر تويتر للتغطية على الانكسارات الكبيرة.

استراتيجية أنصار الله هذه هي نفس ما قام به حزب الله تجاه الكيان الصهيوني مرات ومرات، فهو لا يستعجل في الرد ولا يرد حيث يُراد له أن يرد، بل يتمهل ويخطط ويرسم مسرح عملياته بنفسه ثم يباغت الصهاينة ويضربهم في مقتل؛ الأمر نفسه كررته إيران في الرد على القصف الإسرائيلي لقاعدة التيفور، في تلك الليلة كان الصهاينة على أهبة الاستعداد لمواجهة الرد الإيراني، لكن حائكو السجاد لم يردوا وتريثوا ثم ضربوا الصهاينة حيث لم يتوقعوا ذلك.

محور الممانعة في طول المنطقة وعرضها لا يتميز بالتفوق التقني أو جوي على أعدائه، ولكنه يتميز بالانضباط العسكري والبسالة وبأنه نابع من قلب المنطقة وأدرى بشعابها وهذا ما يجعله يدرك جميع الأمور ويتوقع كل شيء وبالتالي فهو يخطط جيدا لا يتعرض للمفاجئات كما هو حال أعدائه ممن سلبهم الغرب والصهاينة ارادتهم وحولوهم إلى أدوات رخيصة لا يتورع الغرب عن دفعها الى المحارق.

(ياسر الخیرو)

You might also like