التصعيد في #الساحل_الغربي برعاية أممية… أبوشوارب: حساباتهم خاطئة
متابعات:
ثمة مؤشر سياسي مرتبط بهذا التصعيد العسكري الملفت الذي يقوده تحالف العدوان السعودي الأمريكي في الساحل الغربي هذه المرة، خصوصاً مع اقتراب موعد تقديم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، خطة سلام تتضمن بنوداً لحل سياسي واتفاق شامل لإنهاء الحرب. ومن المتوقع أن يقدم المبعوث هذه الخطة إلى مجلس الأمن الدولي في الـ 6 من يونيو الجاري.
ولطالما ظلت مدينة الحديدة التي تطل على البحر الأحمر، وعلى الممرات الدولية الهامة، فإنها تبدو ورقة سياسية وعسكرية مهمة في قلب موازيين المعادلة اليمنية سياسياً وعسكرياً. ومن هذا المنطلق ظلت الحديدة ورقة تتجاذبها الأطراف المتصارعة اليمنية ومعها الأطراف الإقليمية المشاركة في الحرب من جهة، ومن جهة ثانية تبدو الحديدة أيضاً ورقة ضغط في ذهن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والإقليمي، والذي يعطي مؤشرات لتحريك هذه الجبهة مع كل تحرك جديد يجري على طريق إحياء مفاوضات السلام، وقد برز هذا المؤشر في عهد المبعوث الأممي السابق، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والذي حاول أن يستخدم معركة الحديدة كورقة ضغط على الأطراف اليمنية المتحاربة، كي تتقارب وتقبل بالجلوس على الطاولة، خصوصاً في الأشهر الأخيرة من فترته، ومع ذلك كانت كل المحاولات مصيرها الفشل.
هذه المرة، مارتن غريفيث، وليس ولد الشيخ، ولكن الفكرة هي نفسها. فالتصعيد العسكري الأخير الذي انطلق في الساحل الغربي، وقيل إن هدفه تحرير مدينة الحديدة، ما هو إلا ورقة عسكرية، تسعى من خلالها الأمم المتحدة، إلى تشكيل ضغط على حركة «أنصار الله» التي تسيطر على الحديدة، من أجل قبولها بالذهاب نحو تسوية سياسية.
مصادر سياسية رفيعة في الرياض، كشفت لـ«العربي» عن أن «تحريك جبهة الساحل هو مرتبط بشكل أساسي بالتسوية القادمة، وأن الهدف من ذلك هو تشكيل ضغط على الأطراف اليمنية على حد سواء، الشرعية وأنصار الله، وأن تحريك هذه الورقة ليس بيد التحالف أو الشرعية بقدر ما هو بيد المجتمع الدولي والأمم المتحدة».
ولفتت المصادر إلى أن «كل حركة على الأرض لها علاقة بالحلول السياسية مثلما أن الحلول السياسية هي انعكاس لميزان القوة على الأرض. ولعل الصمت الدولي الذي لوحظ بداية انطلاق المعركة في الحديدة وإعلان عملية عسكرية لتحريرها، ما هو إلا دليل واضح».
وفي هذا السياق يقول القيادي في حركة «أنصار الله»، عضو «الثورية العليا»، صادق أبو شوارب، لـ«العربي» إن «هذا الطرح الذي يشير إلى الضغط عليهم في معركة الحديدة للذهاب نحو تسوية، هو جزء من الفعل الصحيح ولكنه ليس الفعل كاملاً، فالجزء من الاستراتيجية عسكري والجزء الآخر سياسي، ولكن كل ما حدث من قتل للمدنيين طوال الشهرين الماضيين بضوء أخضر من المبعوث الأممي لقوات الاحتلال على أساس أنها تحقق إنجازاً على الأرض لينعكس ذلك على طاولة المفاوضات، وهذا هو تفكيرهم».
وفي رده على سؤال «العربي» بشأن ما يدور في أذهان «أنصار الله»، قال أبو شوارب إنه «بالنسبة لنا إذا كنا انقلابيين وطلاب سلطة، فهذا العمل صحيح وخطتهم صحيحة، أما إذا هي ثورة تغيير اجتماعي قام به الشعب اليمني في العام 2011، وامتد ليتجدد في العام 2014، ونحن مشروعنا مشروع سيادة واستقلال وتحرير وطن من الوصاية السعودية الأمريكية، ونريد أن نبني دولة عادلة لكل اليمنيين ونعيش أحراراً بعيداً عن الهيمنة، نحن لا تعنينا يأخذوا مديرية أو تبه أو جبل، ونحن لو لم يتبق لنا إلا شبر واحد من تراب الوطن سنقاتل فيه ونطلق آخر رصاصة، والمسألة بالنسبة لنا مسألة سيادة، ومسألة ثورة وليس انقلاب، وبالتالي المعادلات خاطئة، ولن يقودهم هذا التصعيد وهذا التفكير إلا إلى مزيد من المحارق».
ولفت أبو شوارب، إلى أن «استعدادات أنصار الله، تفوق مقاتلة ومواجهة إخواننا اليمنيين الذين يقاتلون في صف الشرعية، ونحن نقول لهم اتركوا لنا المارينز الأمريكي والجنود الإماراتيين يقاتلوننا فنحن مستعدون لهم».
ورأى أبو شوارب، أن مسألة المفاوضات «ماتت، وأن العملية السياسية ماتت أيضاً، لأنهم يستخدمونها كوسيلة للابتزاز وليس وسيلة للحل، وليسوا صادقين هم أيضاً في هذا جانب»، مشيراً إلى أن «المعركة بالنسبة لنا معركة تحرير واستقلال، وليس معركة مفاوضات بشأن مصالح كم يعطونا وكم نعطيهم من أرض ويعطونا مقاعد في السلطة، فالموضوع مختلف وليس كذلك».
وخلص أبو شوارب إلى القول «نحن الآن قدّمنا أكثر من 30 ألف شهيد»، متسائلاً «هل يعني أننا سنذهب ليكون هؤلاء الشهداء مقابل أربع وزارات في الحكومة أم مقابل وطن وسيادة وتحرير من الوصاية؟». وتوجّه إلى غريفيث، بالقول إن «وكلاءكم في السعودية وبريطانيا فشلوا في اليمن طيلة 40 عاماً، وقد قامت ثورة ضد وصايتهم في 2011 وتجددت في 2014، ونحن نصارع الأدوات الإقليمية للنظام البريطاني وحساباتهم خاطئة، وعليهم أن يقرأون الواقع بشكل جيد».