على وقع احتدام معارك الحديدة، حذّرت صحيفة «واشنطن بوست» من أن «أسوأ أزمة إنسانية في العالم، قد تكون على وشك أن تصبح أكثر سوءاً»، مع تحول أهم موانىء اليمن، والذي يدخل عبره 70 في المئة من شحنات المساعدات الإنسانية، إلى «هدف للهجوم» من قبل قوات «التحالف»، الذي تقوده المملكة العربية السعودية في ذلك البلد.
ولفتت افتتاحية الصحيفة الأمريكية إلى أن «القوات اليمنية، المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، تسعى إلى تضييق الخناق على مدينة الحديدة، البالغ تعداد سكانها 700 ألف نسمة، وصولاً إلى الإطباق عليها».
وشددت «واشنطن بوست» على أن الولايات المتحدة، التي تزود قوات «التحالف» بالمعدات العسكرية، والمعلومات الاستخبارية، «يتوجب عليها استخدام نفوذها من أجل وقف هذه المغامرة المتهورة» على الساحل الغربي لليمن، منبهة من أن «أي انقطاع مستدام في حركة الشحن باتجاه الحديدة، يمكن أن تدفع البلاد نحو المجاعة، ويجعل من مكافحة انتشار الكوليرا، التي أصابت أكثر من مليون شخص، أمراً مستحيلاً، من الناحية العملية».
هذا، واستعرضت الصحيفة وجهتي نظر حيال العملية العسكرية الرامية إلى طرد حركة «”أنصار الله» من الحديدة، ملمحة إلى تباين التقديرات في شأن تداعيات الهجوم على الحديدة بين الرياض، والإدارة الامريكية من جهة، والجماعات الحقوقية من جهة ثانية.
فمن جهتهم، «يؤكد السعوديون، وبعض من يؤيدهم في واشنطن، أنه في حال تم الإستيلاء على ميناء الحديدة، واستعادته من أيدي الحوثيين، فإن (وتيرة تدفق) شحنات المساعدات الإغاثية ستتحسن، فيما سيتوقف تهريب الصواريخ الإيرانية».
أما المنظمات الإغاثية، فهي بدورها «تنظر إلى المسألة بشكل مختلف»، ذلك أنها ترى أن «الهجوم على الحديدة سيواجه بمقاومة شديدة»، وأن العملية العسكرية فيها، «حتى في حال نجاحها، قد تستغرق أسابيع أو عدة أشهر».
وأضافت «واشنطن بوست» أن «التصعيد العسكري يعد عملاً أخرقاً، ولا معنى له، كونه يأتي في وقت تتحسن فيه آفاق التوصل إلى تسوية سياسية»، حيث أنه من المقرر أن يقدم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، خلال الشهر المقبل، خطة لعقد محادثات سلام بين أفرقاء الأزمة اليمنية إلى مجلس الأمن الدولي. 
وفي هذا السياق، لفتت إلى أن «المسؤولين (الدوليين) تشجعوا بفعل الاستعداد الواضح الذي أبداه قادة الحوثيين للتفاوض»، لا سيما وأن الجماعة تقدمت بمبادرة «تفصيلية» من أجل وقف القتال، مشيرة إلى أن «المشكلة تكمن في السعوديين والإماراتيين، الذين يرفضون فكرة التوصل إلى عقد مثل هذه التسوية»، مع تشديدها على أن الجانب الإماراتي «يبدو أكثر اهتماماً» بإحكام السيطرة على الموانىء اليمنية، عوض التركيز على إنهاء الحرب. 
ختاماً، دعت الصحيفة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى «حث السعوديين على أخذ (خيار) محادثات سلام، على محمل الجد»، وإلى «حث الإماراتيين على وقف تقدمهم في الحديدة»، بدلاً من بيع المزيد من الأسلحة لكل من الرياض، وأبوظبي.