ميدل إيست: هكذا يعيش أبناء العوامية في السعودية بعد مجيء “ابن سلمان”
متابعات:
قال موقع ميدل ايست البريطاني، عندما اقتحمت قوات الأمن السعودية بلدة العوامية، وهي بلدة ذات أغلبية شيعية في محافظة القطيف الشرقية، في فبراير / شباط، استخدمت شتى أنواع القوة والبطش ضد أبناء هذه المنطقة الفقيرة.
وقال “عبد الله” أحد أبناء العوامية لمجلة “ميدل إيست آي” في مقابلة هاتفية: “لم أرَ زوجتي منذ تسعة أشهر ولديّ فقط صورة لطفلتي”، “هذا يؤلمني كثيراً لعدم التمكن من أن أكون معهم“.
ومنذ هجوم القوات السعودية على المنطقة يقول عبد الله إنه لجأ إلى بيوت مختلفة ومتاجر خاوية كل يومين كي لا يتم إلقاء القبض عليه من قبل القوات السعودية، حيث يشعر عبد الله بالقلق من أنه قد لا يرى عائلته مرة أخرى حيث لم يلتقِ بفتاته التي ولدت منذ ستة أشهر.
وتعقيباً على قول عبد الله قالت الصحيفة إن العشرات من الشبان الآخرين، على حد قول نشطاء على الأرض، اختبؤوا في العوامية، مع عدم وجود مكان يذهبون إليه حيث توجد نقاط تفتيش تدير نقاط الخروج من البلدة منذ أغسطس، وعندما قامت القوات السعودية باستهداف البلدة، ألقي القبض على الشيخ النمر من قبل السلطات السعودية في عام 2012 وحكم عليه بالإعدام، وفي 2 يناير / كانون الثاني 2016، كما أُعدم 46 سجيناً آخر، معظمهم كانوا محتجزين بتهم الإرهاب، ما أثار الاحتجاجات في جميع أنحاء المنطقة، حيث تُعرف السعودية بعدم تسامحها مع الأقليات الدينية، ولاسيما الطائفة الشيعية التي لا يزال معتنقوها يواجهون الاعتقال والسجن وحتى عقوبة الإعدام بعد محاكمات جائرة.
ففي تقرير عام 2017، قالت منظمة العفو الدولية، إلى جانب هيومن رايتس ووتش، إنها سجلت في السنوات الأخيرة زيادة في أحكام الإعدام ضد المنشقين السياسيين في السعودية، بمن فيهم أعضاء في الأقلية الشيعية المسلمة.
وقالت المنظمات إن هناك ما لا يقل عن 38 عضواً من الطائفة الشيعية السعودية – الذين يشكلون 10 إلى 15 بالمئة من السكان – محكوم عليهم بالإعدام حالياً.
وبينما كان الشيعة السعوديون منذ فترة طويلة مهمشين في السعودية التي يحكمها السنة، يزعم البعض أن القمع ازداد سوءاً منذ تعيين محمد بن سلمان ولياً للعرش في يونيو من العام الماضي، في حين تواصل السلطات استخدام عقوبة الإعدام كسلاح سياسي ضد الأقلية الشيعية في السعودية.
وبحلول الوقت الذي توقف فيه القتال في أغسطس / آب، أقامت قوات الأمن نقاط تفتيش عند كل مخارج البلدة، وحافظت على وجود مكثف فيها. مع مداهمات الشرطة المستمرة، يقول الشيعة من العوامية وأماكن أخرى في السعودية إنهم يعيشون في خوف دائم، بينما يخبر “ابن سلمان” الغرب بأنه سيصلح الإسلام، في الوقت الذي يواصل غزوه على منازل الشيعة وتجريدهم من أي حقوق سياسية.
وقد منح الأمير سلمان (32 عاماً) صلاحيات واسعة جديدة عندما أصبح وريثاً للعرش، ولطالما صوّر نفسه كمصلح، وكان في الآونة الأخيرة في رحلته الأولى إلى الخارج يسعى لجذب الزعماء الأجانب.