مسيرة البنادق المليونية: الوفاء للشهيد، والعهد لخلفه
متابعات| الوقت:
وسط تحليق طيران العدوان وقصفه لموقع قريب جداً من الفعالية، أحيا أبناء محافظة الحديدة اليمنية مسيرة البنادق المليونية، التي دعا لها الرئيس الشهيد الأسبوع الماضي وسطّرها بدمائه بعد استهدافه هو ومرافقيه في إحدى شوارع المدينة من قبل طائرات العدوان.
وأقسم الملايين الذين نظموا المسيرة رافعين بنادقهم، ليبادلوا وفاء الرئيس الشهيد بالوفاء، ورددوا هتافات معبّرة عن غضبهم واستيائهم في مسيرة البنادق، مؤكدين أنه سيكون منهم مليون صماد، وأنهم سيثأرون لدم رئيسهم ودماء كل الشهداء الذين قضوا في عمليات قصف ممنهجة لطيران العدوان، معاهدين الله بالوفاء لمشروع الرئيس “يد تبني ويد تحمي”، وما هذه المسيرة إلا قطرة من فيض الوفاء، مقابل وفاء الرئيس ومشروعه.
تجديد العهد للمشاط
لم تكن مسيرة أبناء الحديدة وفاء للرئيس الشهيد الصماد فحسب، بل تجديد الوفاء المستمر لقيادة الدولة، حيث تقدّموا بالعهد للرئيس الجديد مهدي المشاط، معتبرين أن الصماد والمشاط مدرسة واحدة ومشروع واحد، يتبنيان فكراً جديداً في المنطقة كلها، ورددوا هتافات “مثلما افتديتنا، سنقتص من قاتليك، وسيرى العدو منّا ما يزلزله”، طالبين الإذن من الرئيس المشاط للزحف من أجل القصاص، وكانت مدينة ذمار شمال اليمن قد شهدت مسيرة صباحية وفاء للرئيس الشهيد، وتعّهدت بالثأر له بالمزيد من رفد الجبهات، والصمود في وجه العدوان حتى آخر قطرة من دمائها.
البرلمان يمنح الثقة للمشاط
أدّى رئيس المجلس السياسي الأعلى الجديد مهدي المشاط، الأربعاء، اليمين الدستورية أمام أعضاء مجلس النواب خلفاً للرئيس الشهيد، مؤكداً في كلمة له أمام رئيس وأعضاء مجلس النواب، أن مشروع الشهيد الرئيس الصماد لبناء الدولة تحت شعار “يد تحمي ويد تبني” هو مشروع المرحلة المقبلة. وبالتزامن مع انعقاد الجلسة شنّ طيران العدوان السعودي الأمريكي تسع غارات على العاصمة صنعاء، ثلاث منها على حي عصر السكني، وثلاث على تلال الريان، وغارتين على جبل عيبان وغارة على جبل ظفار، وكان مجلس النواب اليمني قد بارك خلال الجلسة السابقة الثلاثاء، تعيين مهدي المشَاط رئيساً للمجلس السياسي الأعلى خلفاً للرئيس الشهيد صالح الصماد، وأكد مساندته للمجلس السياسي الأعلى، ووقوفه خلف الرئيس الجديد في قيادة المرحلة القادمة.
أبرز ما قاله الرئيس الجديد
في كلمة اليمين الدستورية للرئيس المشاط، قال الرئيس إن دم الرئيس الشهيد الصماد هو دم المشاط ودم كل واحد من هذا الشعب، مؤكداً أن مشروع بناء الدولة للمرحلة المقبلة هو مشروع الرئيس الشهيد الصماد “يد تحمي ويد تبني”. وأضاف المشاط: “العدو أرادها حرباً مفتوحة، وعليه تحمّل عواقب ما أراد”، مردفاً بقوله: “نحمّل الإدارة الأمريكية ما أقدم عليه النظام السعودي بحمايتها ورعايتها وسلاحها من اغتيال للرئيس الصماد”، معتبراً أن قتل الرئيس الصماد جريمة استهداف لرمز من رموز اليمن، وكما أن الرئيس الصماد قدّم نموذجاً لشموخ اليمن، فالطفل سميح في مجزرة بني قيس قدّم نموذجاً على “مظلومية اليمن”، وأن العدو يفاقم أخطاءه ويضاعف حجم التطابق والتشابه بينه وبين حلفائه من القاعدة وداعش.
كلمات خالدة
تبقى كلمات الرئيس الشهيد خالدة في قلوب كل اليمنيين، فهو رجل استثنائي بأقواله وأفعاله، ولا تزال عباراته تسكن كل مسامع شعبه وجيشه، “ليست أرواحنا أغلى من أرواحكم، ولا دماؤنا أغلى من دمائكم”، “شرف الواحد يمسح الغبار من أقدام المجاهدين أفضل من كل مناصب الدنيا”، “لو يستشهد الصماد غداً، آخر الشهر ما بيلاقي أولاده مكان يسكنوا فيه، وبيعودوا لمسقط رأسهم، وهذه نعمة عظيمة”، “نحن الأعلون بقيمنا ومبادئنا.”
غادر الصماد وبقيت كلماته الخالدة التي بصم عليها بدمه الطاهر، وبقيت روحه الثورية والجهادية ترفرف في ضمير الوطن والشعب.
المعركة الأخيرة
كثيرة هي المعارك التي خاضها الشهيد الرئيس صالح الصماد، والتي سطّر في أتونها أسمى آيات البطولة والفداء والاستبسال والإخلاص والتفاني الذي قلّ له نظير، فلم تفتر يوماً همته، ولم تتزحزح ثقته، ولم تخبو عزيمته، ولم تنكسر إراداته، ولم يفت الدهر بنوائبه وتقلباته عضد ثباته، بل كان ينتقل من معركة إلى أخرى أقوى إيماناً وأنقى يقيناً وأشدّ بأساً وأصلب شكيمة، فظل يرتقي حتى بلغ الغاية الأسمى والمنحة العظمى شهيداً مجيداً سعيداً خالداً.
لقد كانت معركة الشهيد الأخيرة هي معركة مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة بمساريها المحددين في الشعار الذي رفعه قبل أقل من شهر من استشهاده “يد تحمي ويد تبني”، وهي ذات المعركة التي سيكملها الرئيس الجديد بنفس الوتيرة والعزم حتى تحقيق النصر.