السُّعودية.. المُصارعة الحُرّة (WWE) وفتيات شِبه عارِيات على التلفزيون الرسمي
متابعات:
يبدو أنّ القِيادة السعوديّة “الشابّة” كانت مُنبَهِرةً إلى حَدٍّ كبيرٍ بمُنافسات المُصارعة الحُرّة (WWE) في صِغَرها، وعليه أوعزت إلى رئيس مجلس إدارة الهيئة العامّة للرياضة تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ بِجَلب هذهِ المُنافَسات، ونُجومِها “المُصارعين” إلى أرض بلاد الحرمين، لتَشهد مدينة جدّة أمس الجمعة بحسب توصيف الصُّحف المحليّة أعظم “حدث تاريخي”، على أرض ملعب الجوهرة، استاد مدينة الملك عبدالله الرياضيّة.
وفي خِتام المُنافَسة تَوَّج آل الشيخ المُصارِع برون سترومان بكأس وحِزام البطولة بعد فَوزِه على أكثر من 50 مُصارع في بطولة ما يُعرف باسم أعظم رويال رامبل، ووعد بتقديم مُنافسات جديدة الأشهر المُقبِلة، وشَهِد الحدث “التاريخي” حُضور وليّ العهد السعودي وزير الدِّفاع الأمير الشاب محمد بن سلمان.
دبَّ الصَّمت في أجواءِ التيَّار الإسلاميّ ورجالاته المُتشدِّدين، الذي كانوا يُحرِّمون مِثل تلك الرِّياضات على الشباب أجيال الثَّمانين والتِّسعين، وكان يُحَذِّروهم من اتّخاذ هؤلاء المُصارعين قُدوة، لأنّهم كَفَرَة، وفسقة، وكُفّار، لا يُؤمِنون بالله، ونبيّه محمد، اليوم حضر أكثر من خمسين قُدوة (المُصارعين) بالقُرب من مكّة في جدّة التي تغرق بالسُّيول جرّاء الأمطار وبُنيتها المُتهالكة كُل عام، في مشهدٍ لو أُخبِر بِه أهل المملكة مُنذ خمسة أعوام فقط، لماتوا من الدَّهشة، يُعلِّق الصحافي السعودي أحمد التميمي على الحدث لـ”رأي اليوم”.
السُّعوديون تفاعلوا إيجاباً، وحتى سَلباً في الغالب مع الحدث “التاريخي” فمنهم من افتخر بالقِيادة وما أوصلته إليه البِلاد، ومنهم من قلّل من شأن هذه الإنجازات الترفيهيّة، وطالبوا بإيجاد حُلول لمشاكل البطالة، الإسكان، البُنية التحتيّة، وإلى ما هُنالك من هُموم تُؤرِّق الشباب السعودي، ثم الالتفات إلى “الإلهاء الترفيهي” على حد قولهم.
جولةٌ قصيرة في وسم “هاشتاق” الذي حمل اسم البطولة، “أعظم رويال رامبل”، كافية لرصد مدى الانقسام في رأي الشباب السعودي كما لاحظت “رأي اليوم”، وتغريداتهم أكبر مِثال على هذا، عبدالرحمن بن ظاهر وضع مقطع فيديو للمُقاتلين على الحد الجنوبي، وصبرهم على ضرب الحوثي، وعلّق قائلاً: “نأسف من القلب يالنشامى”، أمّا حساب “ف” فسَخِر من الحدث، وأرفق مقطع فيديو يُثبت أن المُصارعين لا يلتقون جسديّاً، وإنما هي حركات تمثيليّة لا أكثر، عابرة سبيل أرفقت صورة من تغريدة آل الشيخ التي قال فيها نعم تحَقَّقت أُمنيات الكثيرين، وسَخِرت قائلة نعم تحقَّقت بامتلاك المنازل، والحُصول على وظائف مُحترمة، وختمت بالقول: “عن أي أمنيات تتحدّث؟”، عبدالكريم السميري أخذته الحميّة دينيّاً، فكتب لأنّه من قِلّة المُروءة أن نسمح للنساء بمُشاهدة “جُحوش” المُصارعين وهُم عُراة.
المُنبَهرين بالحدث الرياضي، وجَّهوا الشُّكر لوليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، اللاعب ياسر القحطاني غرّد قائلاً: “كرنفال عالمي، تنظيم احترافي، تفاعل جماهيري كبير، …، شكرًا لهيئة الرياضة على هذا المجهود”، سيف حموة علّق ليلة من ألف ليلة وليلة، أما ذا ديمون فأكّد أنها عُروض رائعة.
وعلى هامِش الحدث “التاريخي”، اشتعل جدلٌ آخر، وذلك حين ظهرت فتيات شِبه عاريات “مُصارعات” على شاشة قناة التلفزيون السعودي الرياضيّة، ضمن الإعلانات الرياضيّة خلال نقل فعاليات البطولة، وهو الأمر الذي دفع السعوديين، وبعض البارزين من شخصيّات سعوديّة إلى انتقاد الأمر، ووصفه بقِلّة الأدب، رئيس تحرير صحيفة “كورة” عبدالعزيز العتيبي غرّد قائلاً: “قمّة السخافة والعار، وعدم المُروءة والأدب، عرض مثل تلك اللقطات على شاشة حُكوميّة، نعم نحن مع الانفتاح والتطور، ولكن ليس مع الانحطاط والدعارة”، وقد عبّر أيضاً بعض السعوديين عن امتعاضهم من صُور الفتيات الخادِشة، مُؤكِّدين أنّ هذا الأمر غريب، ولا يليق بمقام بلادهم، مُطالبين رجال الدِّين بالتَّدخُّل.
المصدر : رأي اليوم