معركة دبلوماسية في نيويورك واستعدادات حاسمة لحلفاء دمشق
متابعات| الوقت:
جلسة عاصفة شهدها مجلس الأمن الدولي ليل الأربعاء، فشل خلالها في تبني أي مشروع قرار بشأن التحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا، بعد ثلاثة مشاريع قوانين أجهضت جميعها بفيتو مختلف المصدر.
روسيا التي قدمت مشروعي قرارين إلى المجلس، لم تستطع تمرير أي منهما نتيجة للفيتو الأمريكي، ولم يحصلا على عدد الأصوات الكافي لتبني الوثيقة، وحصلا على دعم 6 أعضاء في مجلس الأمن، بينها الصين، فيما عارضته 7 بلدان أخرى، بينها أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وامتنعت دولتان عن التصويت.
كذلك استخدمت روسيا، حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار أمريكي بشأن القضية ذاتها، وقال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن روسيا ترفض مشروع القرار الأمريكي لأنه سيؤدي إلى تشكيل آلية تحقيق لن تعمل بصورة مستقلة، وأضاف المندوب الروسي إن التهديدات الأمريكية ضد سوريا توحي بأن العالم يقف على هاوية أحداث خطيرة ومؤسفة.
في حين اعتبرت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، خلال الجلسة، أن مشروع القرار، الذي تقدمت به روسيا حول إجراء التحقيق في دوما يمنح موسكو فرصة لاختيار المحققين الأمر الذي سيجعل آلية التحقيق غير مستقلة.
بشار الجعفري مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، وفي تعقيبه على تطور الأحداث في مجلس الأمن، أكد أن أمريكا وحلفاءها يحتاجون للفيتو الروسي لتبرير تحرّك عسكري خارج إطار مجلس الأمن، وأضاف الجعفري في تصريح عقب الجلسة، إن قرار رفض المشروع الروسي كان قد اتخذ، واصفاً ما جرى تحت قبة مجلس الأمن الدولي بأنه “مسرحية”، وأكد الجعفري أن ” لا قانونية لأي إجراء خارج إطار مجلس الأمن”، مضيفاً “الغربيون لا يريدون لفريق تقصي الحقائق أن يصل إلى دوما”.
مبعوث بوتين الخاص يصل طهران
وبالتوازي مع الحراك الدبلوماسي في مجلس الأمن، كان هناك حراك آخر في طهران، حيث وصل المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف خلال زيارة مفاجئة إلى العاصمة الإيرانية لبحث التهديدات الغربية بتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، وأجرى محادثات معمّقة حول الوضع في سوريا مع الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ومسؤولين آخرين.
روسيا تتوعد بالرد وباستهداف مركز إطلاق الصواريخ
السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين، وفي معرض رده على التهديدات الأمريكية بقصف سوريا، أكد أن بلاده ستنفّذ ما أعلنه رئيسها حول التعامل مع أي عدوان أمريكي على سوريا بإسقاطِ الصواريخِ الأمريكية واستهدافِ مراكزِ إطلاقِها، وشدد على أن موسكو جاهزة للرد على أي تحرك عدوان غربي على سوريا.
وفي السياق ذاته أكد مصدر عسكري روسي، أن موسكو جاهزة للرد على أي تحرك أمريكي في البحر المتوسط، مشيراً إلى أن القوات الروسية ستكون بانتظار السفن الأمريكية قبالة السواحل السورية، وأضاف المصدر لصحيفة “كوميرسانت” الروسية، في تعليق له على أنباء عن انطلاق مجموعة ضاربة من القطعات البحرية الأمريكية، وعلى رأسها حاملة الطائرات “هاري ترومان”، من قاعدة “نورفولك” البحرية باتجاه المتوسط: “حتى الآن، لم يحدث شيء مخيف“، وأوضح أن “كل تعزيز للقوات في منطقة البحر المتوسط سيؤدي إلى تصعيد التوتر”، مشيراً إلى أن العسكريين الروس سيقومون بمتابعة تطورات الوضع وتقييمها، وهي مهمة تنفذها، منذ عدة أيام، طائرات الاستطلاع الروسية من طراز A-50 التي تراقب سير مدمرة “دونالد كوك” الأمريكية.
وأوضح المصدر في أجهزة الإدارة العسكرية أن القوى البحرية الروسية الموجودة في مياه المتوسط لا تقتصر على السفن العادية بل تشمل أيضاً غواصات، بما فيها الغواصات النووية المزودة بطوربيدات وصواريخ “كاليبر” المخصصة لتدمير الأهداف البحرية والبرية. ورفض المصدر الكشف عن الأنواع المحددة للغواصات الروسية الموجودة في المنطقة، لكن صحيفة The Sunday Timesالبريطانية أفادت في العام 2016 بأن غواصتين نوويتين من نوع “شوكا – بي” وغواصة ديزل من نوع “بالتوس” تم رصدهما في البحر المتوسط.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قالت أمس الثلاثاء، إن مجموعة ضاربة من الأسطول الحربي الأمريكي، وعلى رأسها حاملة الطائرات “هاري ترومان”، تتوجه إلى البحر الأبيض المتوسط، وستضم المجموعة الطراد الحامل للصواريخ “نورماندي”، والمدمرات الحاملة للصواريخ “آرلي بورك” ، و”بالكلي”، و”فوريست شيرمان”، و”فاراغوت”، على أن تنضم إليها لاحقاً مدمرتا “جيسون دانام” و”ساليفانز”. وتحمل تلك المجموعة على متنها حوالي 6,5 آلاف عسكري.
الى ذلك دعت المنظمة الأوروبية للسلامة الجوية، اليوم الأربعاء 11 أبريل/نيسان، شركات الطيران، التي تنفذ رحلات جوية فوق البحر الأبيض المتوسط، إلى توخي الحذر في سماء منطقة شرق المتوسط لاحتمال شن غارات جوية على سوريا خلال الـ 72 ساعة القادمة، وتلقت إبلاغاً باحتمال تغيير قواعد التحليق “.