في حالة نشوب حرب بين إسرائيل وإيران.. ماذا ستفعل واشنطن؟
متابعات| شفقنا:
شهدت الأشهر القليلة الماضية انتشار الكثير من التقارير والتحليلات حول حربٍ محتملة بين جمهورية إيران الإسلامية والكيان الصهيوني، وهي حرب وكما يعتقد العديد من الخبراء أنها باتت وشيكة، وفي الوقت نفسه فإن دور الولايات المتحدة كشريك استراتيجي للكيان الصهيوني مهم أيضاً.
العديد من الخبراء أكدوا أنّه ونظراً للعلاقات المتينة التي تربط أمريكا وإسرائيل؛ فإنّ واشنطن وفي أي حرب بين إيران وإسرائيل، ستدعم إسرائيل بالكامل، ويجب على القوات الإيرانية أن تواجه القوات الأمريكية بالإضافة للإسرائيلية.
إيهود إيلام، المحلل السياسي في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، كان له رأي مختلف، حيث نشر تحليلاً في صحيفة “جيروساليم بوست” الإسرائيلية جاء فيه: “في 20 مارس 2018، اعترفت إسرائيل بأنها قصفت المفاعل النووي السوري في عام 2007، وإذا هاجمت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؛ فإنّ إيران لن تبقى صامتة وسترد”.
قبل أسبوعين، ركزت مناورات عسكرية كبيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل على سيناريو حملة عسكرية إيرانية ضد إسرائيل، فهل يتوجب على الولايات المتحدة الدفاع عن إسرائيل في حال وجود مثل هذا التهديد؟
منذ ستينات القرن الماضي؛ ربطت علاقات وثيقة للغاية بين إسرائيل والولايات المتحدة، بما في ذلك العلاقات على المستوى العسكري، وعلى الرغم من ذلك؛ لا يوجد اتفاق عسكري رسمي بين الجانبين!.
في حال نشوب حرب بين إسرائيل وإيران، ماذا ستفعل واشنطن؟
أكثر من 124 مليار دولار من المساعدات العسكرية تلك التي قدمتها أمريكا لإسرائيل منذ عام 1949، حيث يعتمد الجيش الإسرائيلي وبشكل أساسي في سلاحه الجوي على أنظمة الأسلحة الأمريكية، ما معناه أنّ الولايات المتحدة هي من توفر السلاح وليس الجيش الإسرائيلي، وكما يقول خبراء فإن إسرائيل تعتمد في قواتها على الأسلحة الأمريكية مقابل الدم الإسرائيلي الذي تُريقه.
أكثر من ذلك؛ إذا اندلعت حرب بين إسرائيل وإيران، ستحتاج القوات الأمريكية عدة أيام حتى تتمكن من الوصول ونجدة الإسرائيليين، بالطبع لم تعلن الولايات المتحدة أنّ صراعاً وشيكاً على وشك الحدوث، وإذا قررت إسرائيل أو أمريكا مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، فيجب أن تكونا مستعدتان للرد الإيراني.
وبالإضافة إلى ما سبق؛ من المُحتمل أن تنقض حكومة ترامب الاتفاق النووي في مايو من العام الحالي، الأمر الذي سيدفع إيران نحو تطوير أسلحة نووية، وفي هذه الحالة ستكون ضربة عسكرية أمريكية أو إسرائيلية خياراً لإيقاف طهران عن هذا العمل.
ويقول محللون: مادامت إيران لا تمتلك الأسلحة النووية فهي لا تُمثل تهديداً حقيقياً لتل أبيب، غير أنّ حزب الله اللبناني يمتلك 150 ألف صاروخ، وبعضها دقيق للغاية ويصل مدى بعضها إلى أبعد نقطة في إسرائيل، وقد يعمد حزب الله إلى نشر بعض هذه الصواريخ في سوريا وبالتالي يتوجب على إسرائيل توزيع جهدها العسكري بين البلدين، خلاصة القول إنّ إيران لا تمثل تهديداً حقيقياً لإسرائيل بالمقارنة مع حزب الله، فطهران تمتلك عدداً قليل من الصواريخ القادرة على الوصول إلى إسرائيل.
في ظل هذه الظروف؛ لا تحتاج إسرائيل إلى الكثير من المساعدة من الولايات المتحدة، كيف لها بمطالبة القوات الأمريكية بتعريض حياة جنودها للخطر، سيكون من الأفضل لإسرائيل أن تطلب من الولايات المتحدة توفير المعدات العسكرية ودعمها دولياً على مطالبتها بإشراك جنودها في أي عملية عسكرية.
خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية المحتملة، قد تلعب القوات الأمريكية دوراً دفاعياً بحتاً، على سبيل المثال بإسقاط الصواريخ الإيرانية الأمر الذي قد تعتبره طهران بمثابة الغزو، وتقوم بالتحرك ضد القوات الأمريكية في الخليج الفارسي، الأمر الذي قد يُشعل فتيل الحروب بين إيران والولايات المتحدة.
في ضوء كل السيناريوهات المذكورة، فإن النتيجة واضحة: يجب على إسرائيل أن تعتمد على قواتها، حيث إنّ إسرائيل تمتلك حوالي 10 أنظمة من نظام القبة الحديدية، ولكنها تحتاج إلى عشرين نظاماً كل منها يكلف حوالي 60 إلى 80 مليون دولار، وهنا يجب أن تعترف تل أبيب بأنها لا تمتلك أنظمة دفاعية كافية لحماية نفسها، الأمر الذي قد يدفعها لإظهار رد فعل قوي للغاية، ومن الممكن أن تُفكر تل أبيب في “الهجوم الوقائي” إذا لم يكن هناك خيار آخر للوقوف بوجه طهران.
وأخيراً يتوجب على تل أبيب أن تفكر ملياً في أي طلب للحصول على أيّ مساعدات عسكرية أمريكية وأن تعتبر هذا ملاذها الأخير فواشنطن لن تُضحي بجنودها فداءً لإسرائيل.