كل ما يجري من حولك

صنعاء لا تأبه للتهديدات: الدور على سلاح الجو.. بعد «الباتريوت»

468

موقع متابعات | تقارير | جريدة الأخبار اللبنانية:

لم تأبه سلطات صنعاء لردود الفعل على هجماتها الصاروخية ضد السعودية، مؤكدة المضي في سياساتها الدفاعية بوجه العدوان، عبر إنجاز عسكري جديد تمثّل بملاحقة طائرتين إماراتيتين في أجواء العاصمة. في الأثناء، توالت ردود الفعل الإيرانية على تهديدات الرياض لطهران، واتهامها إياها بتزويد «أنصار الله» بالصواريخ

أعادت عملية القصف الصاروخي اليمني على أهداف في العاصمة السعودية الرياض ومدن أخرى، التراشق الإعلامي بين السعودية وإيران، وسط نفي طهران علاقتها بالأسلحة اليمنية، وتهديد الرياض باحتفاظها بـ«حق الرد» على الجمهورية الإسلامية. ورداً على تهديدات السعودية بـ«الرد في المكان والزمان المناسبين»، واتهامها إيران بالوقوف وراء الهجمات من خلال تزويد «أنصار الله» بالصواريخ الباليستية، قالت طهران أمس إن التصريحات السعودية محاولة للتغطية على «الهزائم في اليمن»، مشددة على أن هذه الاتهامات «لا أساس لها».

وعلّق المتحدث باسم وزارة الخارجية، بهرام قاسمي، على اتهامات المملكة بالقول إن «السعوديين يحاولون عبر اتهام الآخرين اتهامات واهية ولا أساس لها التغطية على عجزهم وهزائمهم المتتالية في تحقيق نصر ميداني في الحرب على الشعب اليمني، رغم وجود الإمكانات والأسلحة المتطورة وصفقات السلاح بمليارات الدولارات»، مضيفاً أن «الحقيقة هي أن السعوديين وحلفاءهم واجهوا في هذه الحرب غير المتكافئة مقاومة الشعب اليمني فقط، ولحقت بهم هزيمة نكراء».

وتطرق قاسمي إلى تهديدات المتحدث باسم «التحالف»، تركي المالكي، أول من أمس، مُلوّحاً بملاحقة التهديدات السعودية «قانونياً ودولياً» كونها «مثيرة للحروب». واعتبر أن «السعودية ليست في موقع وظروف تمكّنها من تنفيذ أوهامها»، وأن «أبسط درس كان من المتوقع أن يتعلمه حكام الرياض من الحرب مع الشعب اليمني الأعزل هو الخروج إلى حد ما من جميع أوهامهم».

استغربت سلطات صنعاء ردود الفعل على الهجوم الباليستي

ودخلت القيادة العسكرية الإيرانية على خط ردود الفعل على الاتهامات السعودية، لتأكيد نفي مسؤولية طهران عن تزويد صنعاء بالأسلحة الصاروخية. ونفى الحرس الثوري، على لسان مساعد القائد العام للحرس للشؤون السياسية العميد يد الله جواني، ما وصفها بـ«المزاعم السعودية». ووضع العميد الإيراني اتهامات الرياض لبلاده في خانة «حرف الرأي العام في المنطقة والعالم…

وللتغطية على الهزائم»، معتبراً أن المسؤولين السعوديين يعمدون إلى «البحث عن عدد من المزاعم، وبينها إرسال إيران السلاح للشعب اليمني، وتقوية إيران لحركة أنصار الله عبر إرسال السلاح»، للتغطية على «الجرائم بحق اليمنيين».

وأضاف أن «الحقيقة التي أصبحت واضحة اليوم هي أن الشعب اليمني بأكمله يواجه السعودية، واستطاع هذا الشعب بالاعتماد على قدراته الداخلية الحصول على قدرات دفاعية ومن ضمنها القدرات الصاروخية، وهذا الأمر الذي لم تكن تتخيله السعودية».

وفي الرياض، جدّد مجلس الوزراء في اجتماعه، أمس، برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، اتهاماته لـ«النظام الإيراني بالتورط في دعم الحوثيين، في تحد واضح لقراري الأمم المتحدة 2216 و2231، وبما يبيّن الدور التدميري الذي تلعبه إيران في اليمن من خلال تهريب الصواريخ للميليشيات الإرهابية لاستخدامها ضد المدنيين في اليمن والمملكة»، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية.

وأشادت الرياض بما اعتبرته «نجاح وكفاءة قدرات قوات الدفاع الجوي الملكي» في اعتراض وتدمير الصواريخ اليمنية.

وفي حين تلقى الملك السعودي اتصالات «متضامنة» من بعض الدول العربية، أكدت وزارة الخارجية اليمنية في صنعاء على «حق الشعب اليمني وجيشه في الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المتاحة»، مبدية استغرابها من «مواقف بعض الدول الشقيقة والصديقة التي استهجنت قيام الجيش واللجان الشعبية بممارسة مهامهما الوطنية في الدفاع عن الشعب»، في إشارة إلى بيانات الاستنكار من دول عربية للهجمات الصاروخية اليمنية ضد السعودية. ودعت هذه الدول، بدلاً من مواقفها تلك، إلى «تقديم الدعم الجاد والصادق لإنهاء العدوان ورفع الحصار تمهيداً للدخول في مفاوضات جادة تضم كل الأطراف».

المواقف العربية والدولية الشاجبة للرد اليمني على السعودية، لم تمنع القوات اليمنية من مواصلة تصديها لقوات «التحالف» السعودي، وآخرها إنجاز جديد تمثل بملاحقة طائرتين حربيتين من طراز «إف 16» في أجواء العاصمة صنعاء. ووزع «الإعلام الحربي» اليمني، أمس، مشاهد تظهر تصدي الدفاعات الجوية لطائرتين إماراتيتين، قامتا بالمناورة عبر إطلاق بالونات حرارية لتغطية الفرار من الأجواء اليمنية من دون التمكن من تنفيذ أي إغارة. وهددت قوات الدفاع الجوي اليمني، «التحالف»، بالمزيد من العمليات ضد سلاح الجو، مؤكدة أن «قادم الأيام سيشهد إذلال المعتدين ونهاية أسطورة المقاتلات الأميركية بعد أن انتهت أسطورة الباتريوت».

You might also like