رد مثير من البشير على “عتاب وعرض إماراتي” خلف الكواليس: الحوثيين قرب مصالح السودان المائية والسعودية خذلتنا
موقع متابعات | صحيفة رأي اليوم:
صعدت خلال الأيام القليلة الماضية مجددا لكن خلف الكواليس الخلافات والإستقطابات الحادة على خلفية المشروع العسكري التركي في السودان تحديدا وفي عمق شواطيء البحر الأحمر.
وتصاعدت حدة الإعتراض الإماراتي والمصري والسعودي على السودان مع الضغط على الرئيس عمر البشير مع تدشين المخطط الهيكلي لإقامة منشآت عسكرية ضخمة في جزيرة سواكن التي ستتواجد فيها بموجب عقد خاص قاعدة عسكرية تركية متقدمة.
وشغلت هذه القاعدة طوال اربعة اسابيع الحكومتان في الإمارات والسعودية.
وعلمت رأي اليوم بان الرئيس البشير تلقى “عرضا مغريا جدا” للتراجع عن إتفاقه على تأجير جزيرة سواكن للجيش التركي من قبل مبعوث إماراتي رفيع المستوى لكنه يقاوم الضغوط والإغراءات في هذا العرض ويطالب قبل الإتفاق على اي شيء اجبار النظام المصري بوقف إعتداءاته على السودان وتدخلاته في شئونه الحدودية والإفريقية.
ويبدو ان مواجهة أمنية وإستخباراتية وسياسية رفيعة المستوى تجري خلف الكواليس على خلفية ما يحصل اليوم في جزيرة سواكن السودانية التي ستقام فيها منشآت كبيرة وإستثمارية في نفس الوقت وستشكل نقطة حيوية وعميقة للحضور التركي على البحر الاحمر وفي العمق الإفريقي.
وخلال مقابلة خاصة مع مبعوث إماراتي رفيع المستوى زار الخرطوم مؤخرا حاول الرئيس البشير التخفيف من حدة “الإنفعال الإماراتي” مؤكدا بان الخطوة التي وافق عليها في استضافة الجيش التركي ليست موجهة ضد اي “دولة عربية” ولها علاقة بحماية السودان وتنويع خياراته.
البشير وفقا لمعلومات من مصدر غربي مطلع جدا تحدث لرأي اليوم قال بان تصعيده في الورقة التركية لا يستهدف أبو ظبي إطلاقا بل النخبة الحاكمة في السعودية التي خذلت السودان وخدعته وضللته في حرب اليمن والنظام المصري الذي وصفه بانه “بدأ يهدد الأمن القومي السوداني”.
تلك الرسالة كانت واضحة مباشرة في المسألة التركية والسودانية ونقل عن البشير القول بان من حقه تأمين بلاده وحمايتها خصوصا في ظل الدور المريب لإسرائيل مع الجمهورية الإنفصالية وللنظام المصري الذي وصفه بأن يتآمر على السودان مع الإشارة لإن الحليف السعودي والإماراتي للنظام المصري لا يأخذ بالإعتبار إطلاقا المصالح ولا الإحتياجات الوطنية السودانية وان بلاده لا تستطيع الوقوف مكتوفة الإيدي فيما نظام السيسي يتحرش بها وإسرائيل تحاول التحريض والتواجد وبقوة في الجنوب والمحيط.
وإعتبر الرئيس السوداني ان مسألة جزيرة سواكن مسألة “سيادية” ولها علاقة ب”خيار وطني ذاتي” كما وصفه وتأمين مصالح الشعب السوداني مشيرا لإن القوات السودانية التي شاركت في تحالف عاصفة الحزم قدمت تضحيات كبيرة لم يقدرها الجانب السعودي وإنتهى الأمر بوجود بحري قوي للحوثيين بالقرب من مصالح السودان المائية ودون إعتبار لأمن بلاده من قبل أطراف تحالف عاصفة الحزم.