في العلاقة مع “إسرائيل” .. لا عتب على الهند كل العتب على بعض العرب
متابعات| شفقنا:
قبل ايام قرأت مقالا لاحد الكتاب المعروفين وهو يذكر بألم كيف خسر العرب الهند ، الدولة الصديقة والمؤيدة للقضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية ، بعد ان ارتمت في احضان “اسرائيل” ، معللا هذا الارتماء بعدد من القضايا من ضمنها وصول القوميين المتطرفين للحكم في الهند.
رغم اننا كصاحب المقال المذكور نتألم ايضا لما وصلت اليه العلاقة بين الهند ، البلد الذي كان من مؤسسي حركة عدم الانحياز ، والرافض للهيمنة الغربية والشرقية على حد سواء والمناصر لقضايا الشعوب وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، ولكن لا يحق لنا ان نكيل الاتهامات لزعماء الهند على علاقتهم ب”اسرائيل” ، فهذه العلاقة كان بعض العرب هم من السباقين اليها ، والعلم “الاسرائيلي” يرفرف في سماء اكثر من عاصمة عربية.
والاكثر مأساة وحزنا ان بعض الفلسطينيين لا يقيمون علاقات مع “اسرائيل” فقط ، بل ينسقون معها امنيا من اجل افشال كل تحرك شعبي فلسطيني يمكن ان يعرض امن واستقرار “اسرائيل” للخطر ، وقد تعرضت حركات المقاومة الاسلامية والوطنية في فلسطين لضربات موجعة من قبل اولئك الفلسطينيين المتعاونين مع “اسرائيل” وكذلك من قبل الانظمة العربية التي تحالفت مع “اسرائيل” تحت ذريعة “السلام” معها.
عدوى التطبيع مع “اسرائيل” التي بدات في العالم العربي تحت ذريعة “السلام” تنتشر اليوم تحت ذريعة الخوف من الشيعة وايران ، والنتيجة واحدة ، والهدف واحد هو محو القضية الفلسطينية من قلوب وعقول العرب وصولا الى محوها من الجغرافيا ايضا.
من اجل الاسراع في تحقيق هذه الغاية تم صناعة الجماعات التكفيرية في مصانع الغرب وبالتواطؤ مع بعض الدول العربية ، لاحراق وتدمير البلدان والمجتمعات العربية التي كانت تشهد دوما رفضا قاطعا للاحتلال “الاسرائيلي” والتطبيع مع “اسرائيل” ووقفت الى جانب حركات المقاومة في لبنان وفلسطين ، مثل سوريا ، التي عبثت وما زالت تعبث فيها العصابات التكفيرية في خدمة مجانية ل”اسرائيل” والصهيونية العالمية.
كيف يمكن ان نتوقع من الهند ان تقف الى جانب الحق الفلسطيني ، بينما يتواطأ بعض العرب مع الصهاينة جهارا نهارا ضد الفلسطينيين ، وبعض الفلسطينيين ضد قضيتهم ؟!! ، ترى كيف يمكن ان نقنع الهند بان “اسرائيل” اقيمت على انهار من الدم وعلى يد عصابات من المجرمين اتت الى فلسطين من اوروبا وامريكا ، في الوقت الذي وصل الهوان والخيبة حدا ان تفتخر العصابات الاجرامية التكفيرية التي تحارب ضد الشعب السوري تحت يافطة “المعارضة” بدعم واسناد وتدريب وتسليح وتمويل “اسرائيلي” واضح ، بل ان هذه عناصر هذه العصابات تنقل الى “اسرائيل” لتلقي العلاج في مستشفياتها ، وتشيد ليل نهار بالمواقف “الانسانية” ل”اسرائيل” من ” المعارضة” وحمايتها من “الاحتلال الايراني وحزب الله”!!!.
ندعو القارىء الكريم لقراءة نص اللقاء الذي اجراه الموقع “الإسرائيلي” “تايمز أوف إسرائيل” قبل ايام مع احد زعماء عصابة “الجبهة الوطنية لتحرير سوريّة” يُعرف بكنية أبو محمد الأخطبوط الأسمر، ليقف على جانب من هذا الهوان ، فهذه “المعارضة الوطنية” قائمة على “المساعدات “التي تقدمها “اسرائيل” ولولا هذه “المساعدات من السلاح والغذاء والدواء وحليب الاطفال الى جانب العلاج والتدريب و..” لما كانت رأت النور اصلا.
المعروف ان هذه الجبهة تشكلت يوليو تموز من العام الماضي من بعد اندماج أحد عشر فصيلًا مثل جبهة انصارالإسلام، ولواء الشهيد مجد الخطيب، ولواء صقور بيت سحم، ولواء صقور الجولان، وفرقة فجر التوحيد، والفرقة 16 قوات خاصة، ولواء شهداء السبطين، وفرقة صلاح الدين، ولواء توحيد كتائب حوران، وكتيبة جند العاصمة، ولواء صقور البادية ، وهي في الحقيقة ليست سوى مجاميع من الخونة والمرتزقة تعمل على خدمة “اسرائيل” وتتباهي وتفتخر بهذه الخدمة.
يقول المرتزق الاخطبوط الاسمر في حديثه مع الموقع “الاسرائيلي” بعد تحرير الجيش السوري وحلفائه منطقة بين جن بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة ، :” ان المسألة الآن هي الدفاع عن المنطقة لأننا نريد الحفاظ عليها، وأن الحدود مع إسرائيل هامّة من الناحية السياسية والدولية، أنا لا أقول ذلك لأنّك إسرائيليّ وأنا أتحدث معك، ولهذا السبب نقوم بالدفاع عن هذه المنطقة بشراسةٍ”!.
ويشيد الاخطبوط بالمساعدات “الاسرائيلية” ويفتخر من ان ابناء الجنوب السوري لا يرفعون العلامات “الاسرائيلية” على هذه المساعدات حيث يقول :” ان معظم الأشخاص في جنوب سوريّة لا يقومون بإزالة العلامات العبرية عن المواد الغذائية ومنتجات إنسانية أخرى دخلت عبر الحدود، باستثناء أولئك الذين يحاولون بيع المساعدات لتحقيق بعض الأرباح”.
يتضمن اللقاء كما هائلا من فضائح هذه “المعارضة” السورية ، والتي تثير الاشمئزاز عند الاطلاع عليها ، وعندها فقط يمكن تلمس حجم المؤامرة الكبرى التي تعرضت لها سوريا والقضية الفلسطينية ، وعندها فقط يمكن درك حجم العمل الجبار الذي قام به الجيش السوري الى جانب ايران وحزب الله وباقي فصائل المقاومة ، والذي اقبر المؤامرة الكونية على القضية الفلسطينية ومحور المقاومة.
*نجم الدين نجيب