المعيار الحقيقي
متابعات | كتابات | محمد صالح حاتم
يمر اليمن بأوضاع صعبة جدا في ظل عدوان ظالم وغاشم يشنه علينا تحالف قوى العدوان بقيادة مملكة بني سعود وحصار اقتصادي بري وبحري وجوي ،وانعدام للموارد الاقتصادية نتج عنه عدم قدرة الدولة على تسليم المرتبات لعدة أشهر ،وهو ما فاقم من الأوضاع المعيشية والصحية للمواطن ،وتسبب في أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم حسب تقارير منظمات الأمم المتحدة الإنسانية .وفي ظل هذا الوضع الصعب والذي لم يشهده اليمن عبر تاريخه،وما تتطلبه المرحلة القادمة من تغييرات وإصلاحات إدارية ومالية والذي يعتبر محكا واختبارا صعبا لقيادة الدولة في اختيار الشخصيات المناسبة لتولي أي منصب سواء كان عسكريا أو مدنيا .المنصب في هذا الظرف ليس مغنما أو ليس تشريفا ،بل انه مغرم وتكليف ،والقيادة في ظل هذه الظروف الصعبة مطالبة أكثر من ذي قبل بحسن اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب ،وان يكون المعيار الحقيقي للاختيار هو الوطنية والولاء الوطني ،وعلينا الاستفادة من تجارب الماضي ،وفي الشخصيات التي كانت تتقلد أعلى المناصب وهي عميلة للخارج ،وهذا هو أهم معيار لأي شخصية يتم اختيارها لأي منصب سياسي أو عسكري ،وكذلك معيار الكفاءة والنزاهة والشرف ،بالإضافة للمؤهلات. يكفينا محاصصة وكسب ولاءات ،يكفينا أرضاءً لهذا المكون أو ذاك ،يجب وضع الشخص المناسب الوطني الكفؤ القادر على تحمل المسؤولية والأمانة بغض النظر عن انتمائه السياسي والحزبي ،أو انتمائه القبلي ،بعيدا عن المحسوبية والقرابة ،بعيدا عن المجاملة والاقصاءات وتصفية الحسابات على حساب الشعب، الصابر والصامد والمستبسل في وجه قوى العدوان ،والذي ضحى وسيضحي بآلاف الشهداء في سبيل الدفاع عن الوطن والحرية والكرامة،والعزة والشرف ، ينتظر من يوفر له أدنى مقومات العيش ،من خدمات ضرورية وأساسية ليواصل مسيرة الصمود والاستبسال والتضحية والعطاء .المرحلة جُدُّ صعبة وتتطلب تضافر الجهود بين الجميع قيادة وحكومة وشعبا ،وتتطلب تفعيل أجهزة القضاء والرقابة والمحاسبة ،ومحاربة الفساد والفاسدين أيا كانوا ومن أي مكون ،وتوريد موارد الدولة إلى الخزينة العامة ،والرقابة على أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية ،وإيجاد حلول عاجلة لمشكلة المرتبات ،والعمل على تماسك الجبهة الداخلية ،ورفد الجبهات بالرجال والمال والسلاح ،وتوحيد الصف الوطني ، والحفاظ على الوحدة الوطنية.وهذا هو ما سيفشل مخطط تحالف قوى العدوان ،الذي يراهن على شق الصف وإضعاف الجبهة الداخلية ،وفشل القيادة ممثلة في المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني في إدارة شؤون البلاد .وعاش اليمن حراً أبياً،والخزي والعار للخونة والعملاء .