«نار وغضب».. كتاب يثير عاصفة سياسية في الولايات المتحدة
متابعات | تقارير
أصبح كتاب “نار وغضب.. داخل بيت ترامب الأبيض” للكاتب الأمريكي مايكل وولف، حديث الساعة في الولايات المتحدة منذ صدوره مؤخرا، وأثار عاصفة سياسية بسبب ما سرده من وقائع تصور الوضع داخل البيت الأبيض بالفوضوي.
ويتحدث مؤلف الكتاب من خلال حوارات أجراها مع مقربين من ترامب وموظفين كبار في البيت الأبيض عن شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تؤكد عدم صلاحيته للمنصب.
يقول وولف في كتابه، وفقا لنيويورك تايمز، إن نجاح ترامب كان مفاجأة له ولحملته الانتخابية ومستشاريه؛ فلم يكن أبدا مدركا معنى أن تكون رئيسا للولايات المتحدة.
ويروي وولف عن المساعد السابق في حملة ترامب، سام نورنبرج، أنه عند سؤال ترامب لماذا يريد أن يصبح رئيسًا للجمهورية؟ كانت إجابته: “سأصبح أكثر الرجال شهرة في العالم”.
كما يكشف الكتاب الكثير عن السياسة الخارجية لإدارة ترامب، ويصفها في مجملها بأنها “فوضى فاحشة”، وبعد فشل محاولته في منع صدوره، انتقد ترامب الكتاب قائلا إنه: “مليء بالكذب والتحريف”.
ومن جانبه، شكر وولف الرئيس الأمريكي على موجة الدعاية للكتاب.
ونشر موقع “ميدل ايست اي” تقريرا يتناول فيه أبرز ما جاء في الكتاب حول السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
وأشار الموقع البريطاني إلى أن الكتاب يغطي مساحات واسعة، بما فيها كيف رأت دائرة ترامب الداخلية أن آخر ثلاثة رؤساء أمريكيين أداروا الشرق الأوسط بطريقة خاطئة تماما.
ومن الهجوم الصاروخي على سوريا إلى صعود الأمير محمد بن سلمان على قمة السلطة في السعودية، يبرز تقرير “ميدل ايست اي” عدة أشياء ومقتطفات من كتاب “نار وغضب” حول رؤية ترامب للشرق الأوسط.
ترامب وابن سلمان.. علاقة مربحة للجانبين
يصف وولف التآزر بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وترامب وعائلته بأنه أحد التحالفات التي تتغذى على صفاتهم المشتركة في عدم معرفة الكثير عما يقومون به.
قال صديق لجاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاريه: “عندما قدم ابن سلمان نفسه إلى كوشنر باعتباره رجله في المملكة العربية السعودية، كان ذلك مثل لقاء شخص لطيف في اليوم الأول في المدرسة الداخلية”.
علاقة محمد بن سلمان وكوشنر، كانت واضحة أنها قائمة على المصلحة والمنفعة المتبادلة؛ فبمجرد أن أكد ابن سلمان لفريق ترامب أنه سيقدم بعض الأخبار الجيدة للولايات المتحدة، تمت دعوته لزيارة البيت الأبيض.
كان ذلك نوعا من الدبلوماسية، حيث استغل ابن سلمان هذا الاحتضان الترامبي كجزء من محاولة لإظهار مدي علاقته الوثيقة بالبيت الأبيض من أجل تمرير لعبته الخاصة في المملكة، وقد مررها له البيت الأبيض.
في المقابل، عرض ابن سلمان سلسلة من الصفقات والإعلانات المربحة لترامب ستتزامن مع زيارته للسعودية، والتي كانت رحلة ترامب الخارجية الأولى بعد توليه الرئاسة.
ضوء ترامب الأخضر
أعطى ترامب الضوء الأخطر لولي العهد السعودي محمد بن سلمان؛ للتحرك ضد قطر ولبدء حملته التطهيرية داخل الأسرة المالكة السعودية ونخبة رجال الأعمال.
يقول وولف في كتابه، إن “الرئيس، متجاهلا إن لم يكن متحديا مشورة السياسة الخارجية، أعطى إيماءة الموافقة للسعوديين للتحرك ضد دولة قطر، لقد رأى ترامب أن قطر تقدم الدعم المالي للجماعات الإرهابية، متجاهلا التاريخ السعودي
الحافل المماثل في دعم الإرهاب”.
وأضاف “بعد أسابيع من زيارته للرياض، أخبر ترامب أصدقائه أن هو وكوشنر قد هندسوا صعود ابن سلمان إلى السلطة ليصبح وليا للعهد ووريثا للعرش السعودي”.
القدس لإسرائيل منذ اليوم الأول
وفقا للكتاب، قال كبير المخططين الاستراتيجيين سابقا في البيت الأبيض، ستيف بانون، للرئيس التنفيذي السابق لشركة فوكس نيوز روجر آيلز، إن ترامب يعتزم تحريك السفارة الأمريكية إلى القدس منذ اليوم الأول.
كما أعطي بانون، خلال عشائه مع آيلز، الخطة ترامب لإعادة تشكيل الشرق الأوسط من خلال “السماح للأردن بأخذ الضفة الغربية، والسماح لمصر بضم قطاع غزة، وتركهم يتعاملون مع الأمر أو يغرقون خلال المحاولة… وضع السعوديون على حافة الهاوية، وكذلك مصر على حافة الهاوية، كلهم خائفون من الموت أمام بلاد فارس … تبقى اليمن وسيناء وليبيا في حال سيء”.
كراهية إيران
حدد خطاب ترامب العدائي تجاه إيران سياسته الخارجية، يشرح وولف في كتابه، أنه بموجب إرشادات مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، علم ترامب أن إيران “هي الرجل السيئ في المنطقة وأن أي شخص معارض لإيران هو رجل جيد جدا بالنسبة للولايات المتحدة”.
مهاجمة سوريا
في أعقاب الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون السورية في 4 أبريل 2017، اتخذ ترامب قرارا انتقاميا غير مسبوق بإطلاق صاروخ توماهوك على قاعدة جوية حكومية سورية.
وصف كتاب “نار وغضب” كيف كان ترامب لا يعلم في البداية كيفية التصرف في هذا الموقف، وساد التوتر داخل البيت الأبيض من تأخر قرار الرئيس حول الرد على الحدث.
ويقول وولف “في وقت متأخر من ذلك اليوم، أعدت إيفانكا ترامب – المدركة أن البيانات عن أعداد الضحايا لا تثير حماسة والدها – ونائبة مستشار الرئيس للأمن القومي الأمريكي، دينا باول، عرضا يتضمن صور لأطفال سوريين يحتضرون من آثار الهجوم الكيميائي”.
وتابع “شاهد الرئيس هذا العرض عدة مرات وأظهر تأثره به، في هذه اللحظة رأى بانون حماسة ترامب للخيار العسكري، وبعد مزيد من المناقشة، أمر ترامب في 6 أبريل بشن هجوم صاروخي ضد سوريا في اليوم التالي”.
وأردف “مع انتهاء الاجتماع واتخاذ القرار، عاد ترامب في مزاج مزدهر إلى الدردشة مع الصحفيين الذين يسافرون معه، وبينما كان يوقع الهجوم، كان ترامب يسامر الرئيس الصيني في مقر إقامته في فلوريدا، وبمجرد انتهاء الهجوم، استعد ترامب وبعض مستشاريه لالتقاط الصور الفوتوغرافية – في مشهد مسرحي مصطنع”.
وزيرة الخارجية هالي.. السفيرة باول
كانت نيكي هالي، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، الذي يتم وصفها بالطموحة وأنها أكثر إسرائيلية من نتنياهو، تم إحضارها إلى دائرة ترامب من قبل ابنته إيفانكا التي كانت نيكي تتودد إليها وتكسب صداقتها.
هالي، وفقا لمؤلف الكتاب، خلصت إلى أن ترامب سيكون رئيسا لفترة واحدة فقط، ورأت أنه إذا كان الأمر كذلك، فإنها، مع تقديم المطلوب، يمكن أن تكون وريثته المحتملة داخل الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة”، ومع ذلك، كان ترامب له
أفكار مختلفة.
“هالي، كما اتضح بشكل متزايد لفريق السياسة الخارجية والأمن الوطني، هي اختيار الأسرة لمنصب وزير الخارجية عند استقالة ريكس تيلرسون الحتمية، وبالمثل، في هذا المراوغة، ستحل دينا باول محل هالي في الأمم المتحدة”.
الشرق الأوسط.. أربعة لاعبين فقط
قلصت دائرة ترامب الداخلية له، الشرق الأوسط إلى “أربعة لاعبين” فقط هم مصر وإسرائيل والسعودية وإيران. وأعربت دائرة الرئيس الأمريكي عن اعتقادها بان الثلاثة الأوائل سوف يتحدون ضد طهران، وأن مصر والسعودية لا يتدخلان في مصالح الولايات المتحدة في المنطقة طالما تمضي في طريقها مع إيران.
ووصف وولف هذا الموقف الجديد بشأن الشرق الأوسط بأنه “خليط مقزز يجمع بين تفكير بانون (المرض داخل بيوتكم – نحن نبقى خارجها)؛ ورؤية فلين المضادة لكل ما هو إيراني (من كل الغدر والسم في العالم، لا يوجد شيء مثل هؤلاء رجال الدين
الذين يقودون إيران).
نقلاً عن: صحيفة البديل المصرية