كل ما يجري من حولك

مسؤولان أمنيان إسرائيليان يؤكدان: تل أبيب تنقل معلومات استخباراتية للسعوديين عن إيران

445

تتوالى التقارير الإسرائيليّة التي تؤكّد على أنّ العلاقات الـ”سريّة” بين الكيان الاسرائيلي والمملكة السعوديّة أخذة بالتطوّر والتوطّد، وفي هذا السياق، كشفت صحيفة (جيروزاليم بوست) أنّ كيان الاحتلال يزود السعودية بالمعلومات الاستخبارية اللازمة لـ”مواجهة إيران”، ونقلت عن اثنين من كبار المسؤولين الاستخباراتيين الإسرائيليين السابقين قولهما إنّ المعلومات الاستخبارية التي تقدمها تل أبيب للرياض تُسهم في خدمة مصالحها الوطنية، على اعتبار أنّ هذه المعلومات تستخدم في مواجهة أعداء مشتركين. 

وحسب رام بن براك الذي عمل نائبًا لرئيس الموساد ومديرًا عامًا لوزارة الشؤون الإستراتيجيّة الإسرائيليّة، ويعقوف عميدرور مستشار الأمن القوميّ الأسبق لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقائد لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، فإنّ تبادل المعلومات الاستخباراتية بين السعودية والكيان الاسرائيلي يؤكّد أنّ الاتجاه الواضح والمتواصل لتطور العلاقات بين الجانبين جديّ أكثر بكثير مما يبدو.

وتحت عنوان “أين تشارك إسرائيل السعودية بمعلوماتها الاستخبارية؟، قال بن براك إنّ ما كشف عنه رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت، في المقابلة التي أجراها معه موقع “إيلاف” السعودي بشأن التعاون الاستخباري مع السعودية لم يشكل مفاجأة، فالسعوديون يكافحون التوسع الإيراني في المنطقة، وهذه مخاطر تقلقنا وتقلقهم، فعندما تتوحد المصالح بشكلٍ كافٍ لطرفين ما، فإنّه من الطبيعي أنْ يعملا معًا، ويطوران قاعدة للشراكة.

وأشار إلى أنّ التعاون الاستخباري بين السعودية و”إسرائيل” يرمي إلى مساعدة السعوديين لمواجهة “الخطر الشيعي”، في حين يساعد تل أبيب على تحسين قدراتها على مواجهة المخاطر التي تتعرض لها في الضفة الغربية، مضيفًا: يتم على أساس المعلومات التي تنقلها “إسرائيل” للسعودية توقيف أشخاص، وأردف: عندما نتمكن من توقيف شخص ما، أوْ نزودهم بمعلومات استخبارية تساعد على توقيف (شخص ما)، وعندما نقوم بجمع المعلومات الاستخبارية ونعمل معًا ضد الأمور الكبيرة المتعلقة بالشيعة (من ناحية السعودية)، أوْ تلك المتعلقة بالعمليات الإسرائيليّة، فهذه مساع جديرة بالاهتمام، على حد تعبيره. وشدّدّ على أنّ تبادل المعلومات الاستخبارية بين “إسرائيل” والسعودية يقوم على مبدأ تبادل المنفعة.

واستدرك نائب رئيس الموساد السابق قائلًا إنّ تبادل المعلومات الاستخبارية بين “إسرائيل” والدول الأخرى يخضع لمعايير محددة، حتى مع تلك الدول التي تعد الأقرب لها، مشيرًا إلى أنّه لا يمكن لدولة أنْ تسمح بحصول دول أخرى على كل المعلومات الاستخبارية التي تقوم بجمعها.

ولفت إلى أنّ “إسرائيل” بلورت نظامًا يحدد معايير مشاركة المعلومات الاستخبارية مع الدول الأخرى، حيث أنّ هذه المعايير تسمح بتحديد الدول التي بإمكان “إسرائيل” تزويدها بالمعلومات الاستخبارية، إلى جانب تحديد مستوى هذا التعاون. كما شدد بن براك على أنّ تزويد الدول الأخرى بالمعلومات الاستخبارية يخضع أيضًا لجوهر الهدف الذي تحاول “إسرائيل” تحقيقه من وراء ذلك.

وحول الكيفية التي يتم بها نقل المعلومات الاستخبارية للدول الأخرى، أوضح أنّه يتم نقل المعلومات الحساسة مشافهةً من خلال اللقاءات وجهًا لوجه، في حين يتم نقل المعلومات الأقل حساسية بشكل آلي إلكترونيًا، واعتبر أنّ السماح باستخدام الجوي السعودي من قبل “إسرائيل” سيمثل مستوى متطورًا جدًا من التعاون، على حدّ قوله.

من ناحيته، قال يعقوف عميدرور وفق الصحيفة إنّ “إسرائيل” تحرص على تقديم المعلومات الاستخبارية التي تطلبها الأطراف التي تواجه إيران، وأضاف: أي طرف يقاتل إيران يأتي ويقول: احتاج شيئًا ما لمقاتلتهم، حينها “إسرائيل” ستبادر بتقديم الخدمة للمساعدة في قتال الأعداء المشتركين.

وأشار إلى أنّ مجرد توجه السعودية لمحاربة إيران، يمثل المقابل التي تحصل عليه “إسرائيل” لقاء تزويد الرياض بالمعلومات الاستخبارية، وقال: ما يهم “اسرائيل” هو أن تشارك السعودية في مواجهة إيران، وأضاف: هناك في السعودية من بات يعتقد بوجوب تطوير العلاقات مع “إسرائيل”، وأعتقد أنّ هذا التوجه تجاوز مرحلة التردد، معتبرًا سماح السعوديين لموقع “إيلاف” بإجراء المقابلة مع إيزنكوت تطوّر مهم جدًا.

وأضاف عميدرور إنّ السعوديين التقوا مع مسؤولين إسرائيليين كبار سابقين مثل عاموس يدلين ودوري غولد ونفسه (التقى الرئيس السابق للاستخبارات السعودية تركي بن فيصل آل سعود في واشنطن في العام الماضي)، وأضاف أنّ صنّاع القرار في السعودية يدركون أنّ العلاقات مع “إسرائيل” تحتاج إلى تغيير.

وأكّد عميدرور على أنّ إعطاء “إسرائيل” معلومات استخباراتية للسعوديين لا يعني أنّها حصلت على شيءٍ ما، مثل الحق في الطيران من خلال المجال الجوي السعوديّ باتجاه إيران، لكنّه ذهب إلى أبعد من ذلك، قائلاً: يمكن أنْ يكون هناك شرط لتبادل المعلومات الاستخبارية، ولكن ليس بالضرورة.

المصدر: رأي اليوم

You might also like