كل ما يجري من حولك

«لائحة أسعار» القيادات: إنذار سعودي لـ «الشرعية» ورجالها؟

729
 
 
متابعات| العربي| معاذ منصر:

تسريب جديد من قبل المملكة العربية السعودية، يكشف عن الأموال التي استلمتها القيادات السياسية اليمنية في مؤتمر الرياض، الذي دُشّن قبل ثلاثة أعوام، أي عند بداية الحرب، وكان الهدف منه الحصول على غطاء سياسي وموافقة على الحرب على اليمن، من قبل الذين فرّوا إلى الرياض في تلك الفترة.
وكشفت الوثائق المسرّبة من قبل وزارة المالية السعودية، عن المبالغ المالية التي استلمتها القيادات السياسية، وتضمّنت الكشف عن ما يقارب 300 شخصية، من مختلف القيادات السياسية والانتماءات والأطياف، ومقابل كل اسم رقم المبلغ الذي استلمه. تراوحت المبالغ التي استلمها المذكورون، بين الـ200 ألف ريال سعودي وصولاً إلى المليون.
ومنذ يومين، تثير هذه الوثائق جدلاً سياسياً وشعبياً كبيراً. وفي حين يحاول البعض ممن وردت أسماؤهم في الكشف، نفي ذلك والدفاع عن أنفسهم، يشير البعض إلى أن الوثائق لا شكوك فيها بحكم أن الجميع عرف بتلك الأموال التي استلمها السياسيون المشاركون في المؤتمر، ولم تكن المسألة سرية أو هناك تكتيم عليها؛ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو لماذا التسريب في الوقت الراهن؟ وما الهدف منه؟ وما هي الرسائل التي تريد إيصالها السعودية لرجال «الشرعية» في الرياض وخارجها؟

تزوير وتلفيق؟
الدكتور ياسين سعيد نعمان، أمين عام الحزب الاشتراكي السابق، وسفير اليمن لدى بريطانيا، اعتبر أن الأمر فيه تزوير وتلفيق، ولكنه في نفس الوقت طالب المملكة العربية السعودية بتوضيحات حول ذلك.

ياسين وفي صفحته على «الفيس بوك»، قال «يوزع بعض الأزلام المحسوبين على الحوثيين وعلى نطاق واسع قوائم أسماء بأوراق رسمية سعودية تضم تقريباً نفس الأسماء التي شملتها القوائم الخاصة التي صدرت قبل أيام بالتحفّظ على الحسابات البنكية لهؤلاء الأشخاص. تتضمن هذه القوائم حجم المبالغ المزعوم استلامها من قبل كل شخص مقابل حضوره مؤتمر الرياض». 
وأضاف «وبقدر ما يثير هذا الموضوع السخرية من الأسلوب الكاذب الذي يتم به محاولة تضليل الناس، إلا أن الرد الأبلغ لتكذيب هذه المزاعم لا بد أن يأتي من الأجهزة المختصة في المملكة العربية السعودية، لا سيّما وأن التزوير قد طال أوراقها الرسمية أيضاً».
وتابع «بالمناسبة أحد المروجين لهذه القائمة وبشدة، شخص مقيم هنا في لندن وهو ممن يجمعون بين الأختين، فهو متعصّب للحوثيين لحد الإدمان ويشترك في نفس الوقت مع بعض خصومهم الألدّاء في تجارة وعقارات».

رسائل سعودية!
من جهته، وتعليقاً على ما نشر، يقول الصحافي الجنوبي، فتحي بن رزق، إن «قيام السعودية بتسريب كشف الأسماء للشخصيات التي تلقت منها أموالاً خلال الحرب هدفه إيصال رسالة سياسية لكل الشخصيات التي تضمنها الكشف. التسريب لم يكن عفوياً وكان له هدف كبير ورسالة سياسية لكل الأطراف».

ويشير رزق في منشوره على صفحته في «الفيس بوك»، إلى أنه «من بين الرسائل رسالة للشخصيات التي في الشرعية مفادها: صرفنا عليكم كثيراً ولم نر أي ناتج حقيقي على الأرض، فاصمتوا عن أي حديث عن تقصير السعودية»، معتبراً أن «هناك رسائل موجهة أيضاً للشخصيات الجنوبية التي تبيع الوهم للناس في الجنوب وتدّعي أنها وطنية وتريد إقامة دولة مفادها: أنتم مرتزقة فلا تربكوا المشهد بالشعارات الفارغة».
ويتابع «هناك رسائل موجهة للصحافيين والنشطاء والشخصيات الاجتماعية الذين بدأوا مؤخراً الحديث عن انتهاكات التحالف في اليمن وتذمروا من إطالة أمد الحرب ومفادها: لن يكون لكم صوت مؤثر يا مرتزقة»، معتبراً أنه «بالمختصر المفيد السعودية قالت لليمنيين لديكم 300 مرتزق وأنتم شوفوا كيف بتتعاملوا مع كل مرتزق على حدة. وأنتم أيها الشعب اليمني وخراجكم مع هذه الأسماء».
ويؤكد مراقبون لـ«العربي» أن هذا التسريب ليس الأول ولن يكون الأخير، معتبرين أن السعودية «قد ضاقت كثيراً من استضافتها لرجال الشرعية والحكومة الذين تركوا الحرب وتركوا الميدان وتركوا المسؤولية الواقعة على عاتقهم وأقاموا إقامة دائمة في الرياض». كثيرة هي المعطيات والمؤشرات التي تؤكد ذلك، وأكدتها السعودية في أكثر من إجراء، ومع ذلك، يبدو أن كل الرسائل والصفعات الموجهة لذاك الطيف السياسي الواسع لم تعد تؤثر فيه.

You might also like