التقرير الأسبوعي عن اليمن والخليج في مراكز الدراسات الغربية: الأحمر بديلاً لصالح.. سعودياً؟ On ديسمبر 19, 2017 515 Share متابعات| العربي: رأى معهد «الخليج العربي في واشنطن»، أن محاولات الرياض وحلفائها لتوحيد القوى المتعددة العاملة على الأرض في جميع أنحاء اليمن، بعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تبقى مثار جدل، كونها ترعى شخصية مثيرة للجدل، هي الجنرال علي محسن الأحمر، شريك صالح الذي انشق عن نظامه في العام 2011. المعهد الأمريكي، أشار إلى أن السعودية وحلفاءها، قد اتخذوا من موت صالح دليلاً على أن حركة «أنصار الله» لا يمكن الوثوق بها، وأن تمكنها من السلطة، يسمح لإيران بأن تكتسب موطئ قدم قوي في البلاد ذات الأهمية الاستراتيجية والفقيرة، مؤكداً في المقابل، على أن محسن الأحمر، يعتبر أحد اللاعبين المؤثرين في الجماعات القبلية والسنية الإسلامية، إذ يشكل حزب «الإصلاح» المعروف باسم «الإخوان المسلمين» في اليمن، مركز خطورتها، فالأحمر متّهم بالمساعدة في تأسيس مجموعات انضوت، في نهاية المطاف، تحت لواء تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، وعلى الرغم من ذلك، تمكّن الرجل من وضع نفسه كأكبر الآمال السعودية في «تحقيق النصر العسكري» ضد «أنصار الله» وكخط دفاع أخير للجمهورية اليمنية. وأشار المعهد إلى أنّه إذا كان قادراً على تحقيق نتائج على أرض الواقع، سيكون فقط من خلال منصبه الحالي، لا أن يكون رجل السلطة الأول، كون ماضيه سيخضع للتدقيق أكثر وأكثر، كما أن أي دور مستقبلي له، سيكون مصدر غضب للمجموعات الجنوبية التي لا تزال تلومه بسبب تجاوزات الحرب الأهلية في العام 1994، واستخدامه المقاتلين العائدين من أفغانستان، للمساعدة في سحق القوات العسكرية الجنوبية. إلا أنّ المعهد، أشار إلى أن بقاء علي محسن الأحمر على قيد الحياة، من بين مجموعة من رجال القبائل الذين وصلوا إلى السلطة في أواخر السبعينيات، أمرٌ حاسمٌ بالنسبة لخطط السعودية لكسب الحرب اليمنية عسكرياً، وربما يكون آخر الآمال في بقاء «الإصلاح»، «الحزب الإسلامي» الرئيسي في اليمن، الذي يقع بين «أنصار الله» والبيئة الإقليمية التي تتزايد عدواتها للإسلاميين. وفي ضوء ذلك، يتساءل المراقبون، بحسب معهد «الخليج العربي في واشنطن»، عمّا إذا كان الأحمر مستعداً أو قادراً على العمل بحسم، خاصة بعد فشل دعوته التي وجهها لرجاله للانتفاض على صنعاء، في عملية أطلق عليها «صنعاء العربية»، وتزامنت مع أعلان صالح انفصاله عن «أنصار الله»، ودعوته إلى انتفاضة مسلحة ضدهم، حيث لم تتحرك الخطوط الأمامية الرئيسية حول صنعاء، وسبب ذلك، وفقاً للمعهد، يعود إلى أن كلاً من صالح ومحسن، باتا على ما يبدو، غير قادرَيْن على إقناع «القبائل السبعة التي تحيط بالعاصمة للانضمام إلى قضيتهما»، وكلما طال الانتظار، زادت حركة «أنصار الله» في سيطرتها على الشمال، فمع اقتراب القوات المدعومة من الإمارات من أخذ زمام المبادرة، أوضح المعهد أن الأحمر، قد يجد نفسه إلى جانب حلفائه في «الإصلاح»، أقل أهمية من «أنصار الله» والجنوبيين، وكلاهما ينظران إليه وإلى «الإصلاح» كأعداء. وختم المعهد الأمريكي تقريره، بالتأكيد على أن كثيراً من أولئك الذين يدعمون محسن حالياً، يفعلون ذلك فقط بسبب عدواتهما المشتركة لـ«أنصار الله»، وليس لما هو عليه، وأنه كلما طال أمد الحرب، من المرجح أن يكون اعتماد السعودية أكبر على اليد اليُمنى السابقة: صالح. ومع تقبل الإمارات على ما يبدو فكرة محسن الأحمر، فإن «عودته إلى منصب السلطة تصبح أكثر احتمالاً» يقول المعهد، خاصة إذا استطاع الأخير، تحويل مكانته المرموقة إلى نجاحات في المعركة، لكن المعهد حذّر في الوقت نفسه، من أن ماضيه المشكوك فيه، يضع مسؤولية كبيرة على السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، إذا نجح في الوصول إلى منصب أعلى. ما بعد صالح… «الانتقام» السعودي؟ من جهتها، قالت مؤسسة «نيو إسترن آوت لوك» الروسية، المتخصصة في التحليلات السياسية من حيث صلتها بالشرق، أنه على الرغم من أن خبر مقتل علي صالح أفرح كثيرين بزوال رجل ينظر إليه على أنه طاغية، فإن آخرين كثر أيضاً، كانوا ينظرون إليه على أنه وسيط السلطة، أو جسر بين الأطراف التي قد لا تتعامل مع بعضها البعض، أو تتنازل لبعضها البعض. ولفتت المؤسسة الروسية، إلى أن صالح، مهما كانت نواياه، سواء في الجشع أو الشعور البارع للبقاء السياسي وسط ديناميات سريعة التغير، وعديد الادعاءات الخطيرة التي وجهت ضد نظامه، إلا أنه قدم وعداً بتسوية سياسية، يمكن اعتبارها وسيلة استراتيجية للخروج من حرب اليمن، والمجاعة التي تضرب البلاد، معتبرة أن إغلاق هذا الباب الآن، يجعل من طريق اليمن نحو السلام أكثر تعرجاً ومشقة، ويعرض 26 مليون شخصاً، فديةً لدعوات إراقة الدماء، في ظل النداءات القبلية الطائفية التي تدعو للانتقام لمقتله. وشددت المؤسسة الروسية على أنه لن يكون هناك فائز في العداء الجديد في اليمن، وأن الانتصار السياسي اليوم سوف يكون مكتوباً بدم الأبرياء، خاصة وأن جيلاً كاملاً يقف على شفا المجاعة والكوليرا والدفتيريان، في ظل حملة عسكرية سعودية انتقامية، تركت مؤسسات البلاد في حالة خراب، لكنها بيّنت في الوقت نفسه، أنه إذا تم تبسيط المشهد السياسي في اليمن، نحو إجماع موحد وقوي، فإن مستقبل الشعب اليمني لن يظهر أبداً ضبابياً، أو محفوفاً بالمخاطر. وتساءلت «نيو إسترن آوت لوك» عن المستقبل الذي ينتظر اليمن، إذا ما تم رسم خط معركة آخر في رمالها، لافتة إلى أن الأمر سيعود إلى «حركة المقاومة اليمنية»، في إشارة إلى حركة «أنصار الله»، والرجال والنساء الذين قضوا ثلاث سنوات تحت القصف، مؤمنين بحقهم في تقرير مصيرهم السياسي واستقلالهم وسيادتهم، لكنها في المقابل، نبهت إلى أن البراغماتية، تُملي أيضاً الحذر من العزلة السياسية، وأنه مهما كانت الشعوب صالحة وصاحبة الشرعية، قد لا تقف وحدها في مواجهة تحالف عالمي، من دون السماح بقدر من حسن النية. واعتبرت المؤسسة الروسية أن صالح كان مقياس حُسن النية، وأنه كان من الممكن أن يُسمح له والفصائل السياسية التي كان يضمها، باستئناف المفاوضات، حيث كانت السعودية تبحث عن مخرج من المأزق الذي وقعت فيه في اليمن. لكن المؤسسة استدركت، بأنه كان من غير الممكن، إيجاد طريقة لمعرفة ما إذا كان صالح كان يعمل على وعوده من أجل السلام، وعلى الرغم من ذلك، شددت على أن وفاته جعلت من اليمن مقلقاً أكثر. وأشارت المؤسسة إلى أنّ أحمد علي عبد الله صالح، إذ كان في طريقه لتنفيذ لغة التهديد التي قالها، فإن اليمن، وجميع اليمنيين، قد تم دفعهم الآن، نحو مسار طائفي تريده السعودية، لافتةً إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان، يستعجل هذه الحافلة، التي يجب على المرء أن يقلق مما قد تمر به حتى الآن، مستبعدة أن تكون الأزمة الجديدة تتعلق بوفاة دكتاتور أو حتى نظام، ولكنها تتلخص في التداعيات التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد العداوة. وفي ختام تحليلها، شددت «نيو إسترن آوت لوك»، على أن اليمن دخل في الرابع من ديسمبر مرحلة جديدة في حربه ضد السعودية، وأنها يمكن أن تحمل بذور الاضطرابات المدنية والقبلية، حيث أن الرياض، تمتلك سلاحاً جديداً في اليمن، وهو «الانتقام السياسي»، وأنه ومع عدم وجود طرف ثالث لكسر الزخم السعودي، فإن اليمن قد يواجه ليال صعبة. صاروخ «أنصار الله» روسي أم إيراني؟ قال معهد «واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، إن طبيعة الصاروخ الذي أعلنت عن إطلاقه حركة «أنصار الله» تجاه العاصمة الإماراتية أبوظبي، يثير أسئلةً مهمة حول علاقة إيران بالحركة، مشيراً إلى أن هذا الصاروخ، يشبه بشكل لا لبس فيه، صاروخ «سومار» الجوال، الذي يُشكل نسخةً إيرانيةً من صاروخ «Kh-55» الروسي، بحسب الشريط المصور الذي عرضته قناة «المسيرة» اليمنية، مرجحاً أن تكون إيران قد زوّدت «أنصار الله» بهذا الصاروخ، ولكنّه نبّه في الوقت ذاته، إلى أنه لا يمكن التغاضي عن إمكانية حصول اليمن، في الماضي، على صواريخ «Kh-55» الروسية من السوق السوداء، وأن تكون «أنصار الله» قد استولت على بعضها خلال الحرب. كما أكد المعهد الأمريكي على أنه إذا كان الصاروخ الذي تم إطلاقه من نوع «سومار»، فإنه من المفترض أن يكون قد تم تهريبه إلى «أنصار الله» في إطار مخطط غير معروف بعد، مشدداً على أن تأكيد مسألة تهريب الصواريخ الجوالة، سيشكل تصعيداً كبيراً في المساعدة التي تقدمها إيران لـ«أنصار الله». وأشار «معهد واشنطن» إلى أن ما يثير الاهتمام هو أن إحدى الصور التي تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي لشظايا الصاروخ، تُظهر رأساً حربياً متشظّياً غير منفجر، معتبراً هذا النوع من الرؤوس الحربية خيار غريب في صاروخ موجّه على مفاعل نووي، إذ إن «أنصار الله» ليسوا في وضع يخوّلهم طلب رؤوس حربية مخصصة لأهداف محددة. وذهب المعهد الأمريكي إلى القول بأنه «على الرغم من أن الضربة المزعومة باءت بالفشل، إلّا أنّه لا يجدر التغاضي عن خطر وقوع هجمات مستقبلية بالصواريخ الجوالة طويلة الأمد من اليمن»، مؤكداً على أن التصدي لهذه الأسلحة، أكثر صعوبة من التصدي للصواريخ الباليستية. وشدد المعهد على وجوب أن تزيد المراقبة على برنامج إيران الصاروخي بعد هذه الحادثة، خاصة مع التهديد الذي وجّهه نائب قائد «الحرس الثوري الإسلامي» باستهداف أوروبا بصواريخ باليستية طويلة المدى، إذا ما واصل القادة الأوروبيون دعوتهم للتفاوض بشأن الجهود التطويرية التي تبذلها طهران في هذا الصعيد. وفي ختام تحليله، أفاد «معهد واشنطن» بأن أي دليل على أن إيران قد أعطت «أنصار الله» صاروخاً من نوع «سومار»، سيشير على الأرجح إلى أن طهران تسعى إلى إقامة شراكة استراتيجية مع «أنصار الله»، من أجل الرد على «التحالف العربي» وحكومة الرئيس هادي، وعلى الرغم من أن بعض التقارير تشير إلى أن جبهة صالح هي التي كانت تسيطر على غالبية منظومات الصواريخ، فإنه بالتالي يمكن توقع ازدياد الدعم الإيراني المباشر لـ«أنصار الله» خلال الأشهر المقبلة، لكن المعهد لم يحدد كيفية إمكانية حدوث ذلك. 515 Share FacebookTwitterGoogle+ReddItWhatsAppPinterestEmail