«الدفتيريا»… قاتل جديد يتهدد حياة أطفال اليمن
وبدأ وباء «الدفتيريا» في محافظة إب منتصف الشهر الماضي وتسبب بوفاة عدد من المصابين، إلا أن الوباء سرعان ما انتقل إلى محافظات ذمار والحديدة والعاصمة صنعاء، ولم يتوقف في محافظات الشمال بل انتشرت العدوى إلى محافظتي عدن وأبين في الجنوب.
وأكدت مصادر في وزارة الصحة بصنعاء أن إجمالي الوفيات حتى مساء الجمعة الماضي بلغت 22 حالة، فيما بلغ عدد الإصابات المؤكدة إلى 250 حالة.
وتسبب الوباء بوفاة ثلاثة أطفال في محافظة الحديدة على الرغم من أنه ظهر في المحافظة مؤخراً، كذلك ارتفعت الحالات المصابة بـ «الدفتيريا» إلى 18 مصاب.
ووفقاً لمصادر طبية في مستشفى «الثورة» بالحديدة فإن الإصابات في تزايد مستمر وأن الوباء أصاب أسراً بكامل أطفالها. وكشف مصدر طبي في صنعاء لـ «العربي» أن مستشفى «السبعين» استقبل عدد من حالات الإصابة بوباء «الدفتيريا» وحالات أخرى متشبه بإصابتها بالوباء.
ولفت المصدر إلى أن المستشفى خصص أقسام حجر صحي خاصة لاستقبال حالات «الدفتيريا».
وفي عدن سجل فيها حالة وفاة في مستشفى «الصداقة» الخميس الماضي بوباء «الدفتيريا»، كذلك سجلت إصابة أربع حالات جديدة بعضها وصلت من القرى النائية في الضالع.
وفي محافظة أبين قالت مصادر طبية إن عدد من حالات الإصابة بوباء «الدفتيريا» سجلت في مديرية جيشان بمحافظة أبين.
«الصحة»: لانملك اللقاح
الناطق الرسمي لوزارة الصحة بصنعاء، عبدالحكيم الكحلاني، حذّر من حدوث كارثة إنسانية إذا لم يتم علاج الوباء.
وأكد الكحلاني في تصريح لـ «العربي» أن هناك صعوبة كبيرة في مواجهة الوباء في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الوباء القاتل انتشر بشكل مخيف في عدد من محافظات الجمهورية وبلغت الإصابة به 150 حالة في قرابة أسبوع.
وشدد على أن وزارة الصحة عاجزة عن مواجهة هذا الوباء الفتاك في ظل استمرار الحصار على البلاد، ومنع دخول المساعدات المنقذة للحياة.
وحول الدواء أكد الكحلاني أن الدواء هو مجرد لقاحات لا تملكها الوزارة حالياً، وتتمثل في مضادات الذيفان Antitoxin، ويجب احضارها من الخارج بصورة عاجلة قبل أن تحل كارثة جديدة بالشعب اليمني.
ولفت إلى أن تأخر وصول الدواء سيعرض حياة أكثر من مليون طفل ومثل ذلك بين البالغين بالإصابة والوفاة بسبب «الدفتيريا»، وغيرها من الأوبئة التي تنتشر سريعاً في مثل الظروف التي تمر بها اليمن وبسبب التدهور السريع الحاصل للنظام الصحي جراء استمرار الحرب والحصار.
تحذير دولي
منظمة الصحة العالمية أكدت في بيان صادر عنها مطلع الأسبوع الماضي، عن وفاة 14 طفل بوباء «الدفتيريا»، وحذرت من تفشي الوباء في ظل تردي الأوضاع الصحية والغذائية في البلاد. وذكر فرع المنظمة باليمن، عبر صفحته على «تويتر»، أن تفشي وباء «الدفتيريا»، يتم بشكل سريع؛ حيث تم تشخيص 120 حالة سريرية خلال الفتره القليلة الماضية، مشيراً إلى أن معظم الإصابات بالمرض هم من الأطفال، لافتة إلى أهمية تطعيمهم بجميع جرعات اللقاحات المضادة للوباء.
الوباء القاتل
وباء الحلاق أو المعروف علمياً بـ «الدفتيريا» كانت اليمن قد تخلصت منه قبل ثلاثين عاماً، إلا أنه وبسبب الكثير من العوامل والتي أبرزها الحرب والحصار وتدهور البنية الصحية عاد للظهور مجدداً. الوباء يصيب الانسان مرة واحدة في العمر، وأعراضه تتطور سريعاً وتؤدي إلى التهاب حاد بالجهاز التنفسي وانتفاخ بالغدد الليمفاوية الموجودة بالرقبة ويتسبب بصعوبة التنفس، ومن ثم يصاب المريض بالسعال وارتفاع الحرارة ويشعر بالإعياء، ويتغير صوت المصاب وتزيد سرعة ضربات القلب، وفي حال عدم السيطرة عليه مبكراً يؤدي إلى الوفاة.