فايننشال تايمز”: السعودية أخفقت في حملتها على “حزب الله”
متابعات| شفقنا:
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن السعودية “اتهمت لبنان بإعلان الحرب عليها وربما احتجزت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري رغماً عن إرادته”، وأشارت إلى أنه “أمام هذا الاستعراض للقوة، فإن المملكة ينحسر نفوذها، عندما يتعلق الأمر في التعامل مع الهدف الحقيقي الذي يغضبها من وراء كل ذلك، وهو “حزب الله” اللبناني”.
وأضافت الصحيفة، في مقال لمراسلتها في بيروت إريكا سولونون، نشره بالعربية موقع “أورو نيوز” الإلكتروني، أن الحزب “يحظى بدعم إيران، وهو يهيمن على لبنان، وقوته تتصاعد في المنطقة يوماً بعد يوم. في المقابل تستخدم السعودية نفوذها في لبنان، وتؤثر في الحياة السياسية لهذا البلد، بدءا من الاستثمار في المشاريع العقارية، وصولاً إلى مساندة الكتلة السنية بقيادة سعد الحريري، الذي صدم لبنان بإعلانه الاستقالة من منصبه وهو في الرياض، وليس في بيروت”.
ولكن ذلك الدور السعودي “تضاءل”، تتابع الصحيفة القول، وإنه “انتقل إلى صراعات إقليمية، كما أن العلاقات الاقتصادية بين المملكة ولبنان تضاءلت. وأمام مواجهة الرياض انتقادات دولية فيما تعلق بمقاربتها المتشددة مع لبنان، فإن المملكة ستحاول جاهدة أن تضغط على بيروت، حتى تكبح جماح “حزب الله”، وفقاً للصحيفة.
وتضيف “فايننشال تايمز” أنه “ربما تتراجع السعودية مجبرة عن تهديداتها، وربما قد تلجأ إلى اتخاذ إجراءات اقتصادية لتركيع لبنان، مثلما فعلت مع قطر لمحاولة إخضاعها، عندما فرضت عليها حصاراً إقليميا منذ شهر حزيران/يونيو الماضي، إذ منعت الرحلات الجوية من وإلى الدوحة، وقطعت الطرق التجارية على ذلك البلد”.
لكن “مثل هذه الوسائل الخشنة قد يصعب تطبيقها، في ظل تراجع الحكومات الغربية عن دعم الرياض”، ذلك ما تستنجه الصحيفة، فـ”الغرب لا يريد مزيداً من الفوضى في المنطقة الممزقة، وهو يخشى من التطرف وعودة تدفق المهاجرين”. إذن، “زعزعة استقرار لبنان ليس من مصلحة أي كان وفق مسؤول غربي، قال إنه يعتقد أن السعوديين يلاحظون أنهم لا يستطيعون ملاحقة لبنان بأقسى مما هو عليه الأمر الآن، وإلا فإنهم سيكونون كمن يطلق النار على قدميه”، بحسب الصحيفة.
وتقول الصحيفة إنه “يسود اعتقاد بأن (رئيس الحكومة اللبنانية سعد) الحريري أجبرته السعودية على الاستقالة. فالرياض فشلت على مدى ثلاث سنوات في حملتها العسكرية ضد الحوثيين (الجيش اليمني و”اللجان الشعبية”) في اليمن، حيث يعتقد أنهم يتلقون التدريب على إطلاق الصواريخ على أيدي عناصر “حزب الله”.
وتعتبر الصحيفة أن إطلاق الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” صاروخاً بالستياً على الرياض “ليس إلا رسالة من طهران، التي نفت أي دور لها في ذلك. وقد أضحت لبنان مرة أخرى مركز مواجهة بين الخصمين المتنافسين السعودية وإيران”. وتضيف “مع الضغط الغربي المتصاعد والرفض الشعبي اللبناني، قد لا تكون السعودية قادرة على الدفع بسنة لبنان لمواجهة مسلحة ضد حزب الله”.