بعد قرابة ثلاثة أعوام من الحرب في تعز، برزت تغيّرات كثيرة على كل المستويات، جعلت «المقاومة الشعبية» منقسمةً بين أكثر من فصيل، وأكثر من كيان، وتنامت الجمعات المسلحة المتطرفة، وأصبحت تعز على صفيح ساخن و«بلا تحرير». «العربي»، وفي رحلة البحث عن إجابات مقنعة، يحاور السياسي المخضرم، والرقم الذي لا يمكن تجاهله في تعز. نسأله عن حقيقة الصراع داخل فصائل «المقاومة»، والى أين سيقود تعز؟ وعن قضية «تحرير» تعز، و«الحزام الأمني»، وتفعيل أجهزة الدولة واستعادة مؤسساتها، ومن يعرقل ذلك؟ وعن توقف مرتبات الموظفين في القطاع الحكومي والمؤسسات العسكرية والأمنية والمتقاعدين منهم منذ قرابة عام كامل، وأين هي حكومة «الشرعية» من معاناة أبناء تعز؟ وعن انسحاب «المؤتمر» من تكتل الأحزاب المساندة لـ«الشرعية»… أسئلة عديدة ومواضيع مهمة نطرحها على وكيل أول محافظة تعز، الشيخ عارف جامل.
بداية، شيخ عارف… ما هي أسباب زيارتك إلى عدن مؤخراً؟

زيارتنا إلى عدن للإلتقاء بالإخوة في قيادة «التحالف». تعد الزيارة الثانية، وغيرها زيارات كثيرة سابقة، فأنا أزور قيادة «التحالف» بصفتي وكيل أول محافظة تعز، وممثل السلطة المحلية، ونلتقي معهم حول المستجدات الموجودة على مستوى المحافظة فيما يتعلق بجانب التحرير وبجانب إشكاليات كثيرة، وأقصد أن اللقاء شبه رسمي حول ما يتعلق بشأن تعز.
ما الذي خرج به لقاؤكم هذا بقيادة «التحالف» في عدن؟
ناقشنا فيه عدة مواضيع، أبرزها «الحزام الأمني»، كما ناقشنا قضية التحرير، ونحن نحاول بقدر ما نستطيع أن نزيل القطيعة التي يحاول البعض أن يمارسها على الإخوة في الإمارات، ونحن نعتقد أن الإخوة في الإمارات ركن أساسي في «التحالف العربي» بقيادة السعودية، وبالتالي شيطنة الإمارات ومحاولة الكتابات الرسمية بتشويه صورة الإمارات هو غير صحيح، ونحن نحاول من فترة إلى أخرى أن نخلق تقارباً بما يخدم محافظة تعز، وما يدور في الإعلام أو محاولة شحنه في الشارع ضد الإمارات نعتبره غير صحيح ولا يخدم تعز.
ماذا عن ما يشاع حول قرب تعيينكم محافظاً لتعز؟ وهل صحيح أن قيادة «التحالف» وعدتكم بهذا شريطة دعمكم لفرض «الحزام الأمني» بتعز؟
هذا الكلام غير صحيح، كلام «فيسبوك» وإعلام، لا أساس له من الصحة.
هل صحيح ما تم تداوله من لقاء جمعكم و«أبو العباس» وعبد الله نعمان مع ضباط إماراتيين في عدن؟
إلتقينا بالأخ قائد «التحالف»، ولم يكن الأخ عبد الله نعمان موجوداً، وكان الأخ «أبو العباس» موجوداً، وهذا شيء طبيعي، وزيارتنا للإخوة بقيادت «التحالف» زيارة معروفة، ولم تكن زيارة سرية، وليس لدينا ما نخفيه، عملنا كله في الظاهر.
ماذا عن «الحزام الأمني» بتعز؟ وما موقفك منه؟ وهل جرى التنسيق بينكم وبين الإمارات حول «الحزام الأمني»؟ وما طبيعة مهام «الحزام الأمني»؟
بالنسبة لـ«الحزام الأمني»، الإخوة في «التحالف» يصرون على «الحزام الأمني»، ونحن نحاول أن نقرب وجهات النظر، فنحن في الأخير موجود لدينا مؤسسات دولة في قلب مدينة تعز، والأهم كيف نستطيع تفعيلها؟ لكن هناك من الإخوة الموجودن في تعز، أو ربما أحد الأطراف في المدينة، لديه هاجس تخوف من «الحزام الأمني»، في نفس الوقت هناك إصرار من الإخوة في «التحالف» على أن يكون هناك حزام أمني، بالتالي نحن واجبنا أن نقرب وجهات النظر حول ما يخدم تعز، نحن ليس لدينا اعتراض في كل ما يخدم مدينة تعز نحن معه، لا ننطلق من رفض حزبي أو من خلال شيء غير واضح المعالم، نحن عندما لاحظنا أن الإخوة في «التحالف» مصرون على «الحزام الأمني» قلنا لهم أنه يمكن إخرج «الحزام» في طريقة أفضل، ربما هناك مؤسسات، هناك أمن مركزي، هناك شرطة عسكرية، ربما نخوض في هذا المضمار، وأقصد أنه في الأخير هناك نقاش حول «الحزام الأمني»، وإذا خرج سوف يخرج بطريقة أفضل.
ما حقيقة الصراع داخل فصائل «المقاومة»؟ وإلى أين تقود فصائل «المقاومة» تعز؟ 
لا توجد الآن فصائل. تم دمج «المقاومة» في الفترة الأخيرة بالألوية العسكرية. هناك ألوية عسكرية موجودة في تعز، لكن في الحقيقة هناك تقصير من قيادة الجيش في مسألة الدمج الحقيقي لـ«المقاومة» في الجيش. هناك بعض السلبيات والتصرفات التي يقوم بها بعض الأفراد وبعض القادة الموجودين والمحسوبين والمنضمين ضمن الألوية، هناك ثلاثة أو أربعة ألوية موجودة في مدينة تعز، لكن أغلب الإشكاليات الأمنية والأخطاء الموجودة تتم ضمن تصرفات أفراد تابعة لهذه الألوية، وكما قلت هناك تقصير كبير يتمثل بمسألة أنه حتى اللحظة لا يوجد دمج حقيقي لـ«المقاومة» في الجيش، هناك انضمام ما يسمى بالفصائل الموجودة إلى «الجيش الوطني»، لكن الحقيقة في الميدان يفترض أن يكون تم الدمج الفعلي، طالما قد توفرت الرواتب الموجودة للجيش فيفترض أن يتحمل كل قائد لواء مسؤليته، ويجب عليه إعادة هيكلة اللواء من حيث الهيكل الإداري الموجود في اللواء، أيضاً التبعية يفترض أن يوجد آلية المساءلة وسحب السلاح الثقيل من الفصائل، ويضم إلى اللواء ويكون هناك خطة وآلية عمل مرسومة لاستكمال عملية دمج «المقاومة» في الجيش.
ما تعليقكم على من يقول بأن القتال في تعز أصبح تعزي – تعزي؟
الكلام غير صحيح. تعز لا يمكن أن تتقاتل فيما بينها البين. تعز خرجت ضد عدو معروف جاء يعتدى عليها وعلى أبنائها وأرضها وعرضها ودينها. وبالتالي أبناء تعز متوحدون في هذا الجانب، ولا أعتقد أن هناك من يفكر بأن أبناء تعز يتقاتلون فيما بينهم البين. نحن عدونا واحد وخرجنا من أجل تحرير المدينة، وإن شاء الله مصرون على مسألة استكمال التحرير بتعاون ووقوف الإخوة في «التحالف العربي».
لماذا تأخر «تحرير» تعز؟ وهل لديكم خطة للسيطرة على كامل المدينة؟
التأخير ربما تقول أن جزءاً يتحمل مسؤليته أبناء المحافظة، وجزء تتحمله «الشرعية»، وجزء يتحمله «التحالف».
كيف تقرأ السيناريو القادم لتعز؟
أنا متأكد أن تعز سوف تتحرر، رغم صعوبة المرحلة وخطورتها، والهدف الرئيسي لمدينة تعز أنها تتحرر، وأن تستعيد الدولة، وسوف تستعاد بإذن الله سبحانه وتعالى، فالحاضن الشعبي الموجود داخل المدينة ينشد الدولة، وبالتالي المسألة مسألة إمكانيات ومسألة وقت، وإذا توفرت النية الصادقة حول تعزيز دور مؤسسات الدولة فأنا متأكد أن مدينة تعز سوف تنهض من جديد، وسوف تتمركز فيها الدولة بجميع مؤسساتها.
ماذا عن ما يشاع أنكم تعرقلون أجهزة الدولة؟ وهل لديكم تعليق حول ما تم نسبه إليكم من اعتداء على مدير المالية والبنك المركزي؟
مسألة ما طرح من الإعتداء على مدير المالية ومدير البنك المركزي تعتبر عارية من الصحة، هذه تصفية حسابات للأسف الشديد تصدرتها بعض الأحزاب السياسية حاولت تشويه صورة عارف جامل بأنه يعمل خارج إطار الدولة، وأنه يمارس ممارسات غير قانونية، بالعكس لم يتم أي عمل خارج إطار الدولة، نحن أوجدنا ومن أول يوم مؤسسات الدولة، وأنا أتحدى أي طرف من الأطراف ينفي هذا الكلام، نحن تواجدنا في ظل ظروف استثنائية وحرجة وعملنا على إيجاد ما لم يستطيع أحد أن يعمله، أوجدنا مؤسسات دولة، كنا في السابق مع من نتعامل كانت هناك فصائل وهناك كتائب كانت تقوم بكل الأعمال، تقوم بالعمل الأمني والخدمي وتقوم بتحصيل الإيرادات، تورد إلى جيوب أشخاص، أوجدنا مؤسسات دولة، انتقلنا على مستوى المدينة، أوجدنا أقسام شرطة، أوجدنا إدارات أمن، إنتقلنا إلى المديريات، أوجدنا مدراء إداريات وإدارات أمن، كانت هناك تحصيلات تتم على مستور كل الفصائل سوى في المدينة على مستوى التحصيلات والضرائب والوجبات الزكوية كانت تتم خارج إطار القانون، وكانت تورد إلى جيوب أشخاص، فتحنا حسابات بنكية قانونية في «البنك الأهلي»، ووردناها عبر دفاتر تحصيل موجودة ومسلسلة بأرقام وبشكل رقابي وتسجل عندنا بسجلات، هذا العمل تم فيه بشكل كامل، ولكن للأسف الشديد هناك من يحاول أن يغرد خارج السرب، ما جاء في عملية مدير المالية هي كانت دافع حزبي لا أقل ولا أكثر، نحن طالبنا بالتحقيق في مسألة استقالة مدير المالية وكلفنا عدداً من الإخوة الوكلاء أن يقوموا بالتحقيق في الاستقالة، فإذا اتضح أن الاستقالة لها دوافع معينة بأن هذا الأخ الوكيل مارس أشياء خارج إطار القانون، فإن الوكيل ليس فوق القانون، ولا بد أن يتحمل مسؤوليته، لكن إذا ثبت أن هذه الاستقالة لها أغراض وأبعاد سياسية فيجب أن يحاسب مدير المالية، لكن وكما أوضحت لك أنه لا يوجد لها أي أساس من الصحة، فالدوافع حزبية، وكانت ربما تشويهاً للوكيل عارف جامل أمام القيادة السياسية، وباءت بالفشل، وبالأخير اتضح للشارع وللمجتمع أن هؤلاء لا يشتغلون شغل دولة إلا بالـ«فيسبوك» والـ«واتسآب»، أما شغل دولة في الميدان غير موجود.
هل صحيح أن لديكم حساب شخصي يتم توريد إيرادات وضرائب التجار في المدينة إليه؟
هذا الكلام عار من الصحة، وبإمكانك أن تتأكد من «البنك الأهلي» الذي تم فتح حساب محلي فيه، وحساب مشترك وحساب مركزي، أنا أتحداهم أن يجدوا حساباً واحداً باسم عارف جامل، والحساب الذي هو موجود هو حساب «البنك الأهلي»، هؤلاء الذين حاولوا يلصقوا التهم في فترة من الفترات أقاموا ورشة كلفتهم حوالي 6 مليون ريال. المحافظ صرف في 7 أشهر ما يقارب 250 مليون ريال نفقات لأشخاص معينين، في حين صرفنا خلال سنتين ما يتجاوز هذا المبلغ في كل أنحاء تعز، وتغطية الجرحى والصحة والأمن والنظافة وغيره.
إذاً من يعرقل استعادة أجهزة الدولة ومؤسساتها؟ 
للأسف الشديد هناك من يعرقل، وهو التوجه الحزبي، هناك بعض الأحزاب تحاول السيطرة على المدينة خارج إطار الدولة، وهذا هو ما نرفضه نحن الآن عندما ترى المحاصصة جميع المكاتب التي تم توزيعها تم توزيعها عن طريق المحاصصة ويتحمل مسؤوليتها المحافظ الغائب عن عمله لأكثر من سنتين، يتحمل هو المسؤولية بالمقام الأول كونه وزع المناصب والمكاتب بالمحاصصة، تخيل أنت أن يكون لـ«الحزب الاشتراكي» جميع المكاتب الرقابية والادارية اليوم مدير المالية يصدر ما يقارب خمسين قراراً لـ«الحزب الاشتراكي»، قرارات تعينات في جميع مكاتب المالية، هنا إشكالية حقيقية ستواجهنا على المدى الطويل، الآن هناك احتقانات، تم إقصاء طرف معين، وأقولها بصراحة لـ«الموتمر الشعبي العام»، تم إقصاؤه بصورة قوية جداً، هناك أشخاص متواجدون في الميدان، متواجدون ربما لم يكن لهم موقف في فترة معينة وهم موجودون في أجهزة الدولة، تم استبعادهم رغم أنهم موجودون، وهذه مشكلة ستواجهنا في المستقبل.
ماذا عن قضية توقف مرتبات الموظفين في القطاع الحكومي والمؤسسات العسكرية والأمنية منذ قرابة عام كامل؟
والله هاذه مشكلة تتحملها السلطة الشرعية.
أين هي حكومة «الشرعية» من معاناة أبناء تعز؟
نحن التقينا الأخ رئيس الوزراء، متفاعل بشكل قوي جداً، وأكد على صرف المرتبات، لكن لا نعلم ما هي القضية والسبب الرئيسي، حاولنا نطلب منهم ما هو السر والسبب الذي نستطيع من خلاله نقنع الناس والمواطن من أجل أن يتحمل، لكن حتى اللحظة لا ندري ماهي الأسباب.
لماذا انسحب «المؤتمر» من تكتل الأحزاب المساندة لـ«الشرعية»؟ 
«المؤتمر» جمد نشاطه لأنه فقد المصداقية عندما تمت الدعوة إلى التحالف كان الغرض الرئيسي منه أن تتوحد كل الجهود، وكانت أول نقطة فيه الابتعاد عن الحملات الإعلانية، لكن ما حصل بعدها من المسرحية التي ترأسها وزير المالية، هذه أكدت لنا أنه ليس هناك مصداقية، كما أنه مورست حملات ممنهجة كان يمولها المعمري، أثبتت لنا بأنه ليس هناك جدية، فجمدنا نشاطنا، الإخوة حرروا لنا مذكرة قبل يومين لعقد لقاء استثنائي لمناقشة تجميد نشاط «المؤتمر»، لكن يجب أن يعلموا أن «المؤتمر» هو الحزب الجماهيري الوحيد الموجود داخل مدينة تعز، وبالتالي لا يتم المزايدة عليه، نحن نطالب بعدم المزايدة عليه، ولا يتم إقصاؤه، ويجب التعامل معه مثل باقي الأحزاب، نحن شركاء بمسألة تعز، تعز لن تحكم إلا بالتوافق والتوحد، نحن حريصون على أن تتوحد الجبهة الداخلية، ولا زلنا نسعى أن نبتعد عن المناكفات السياسية والحملات الإعلانية التي ليست لتشويه شخص، بل الغرض هو تشويه مدينة تعز، تلك الحملات لم تكن لتشويه عارف جامل، بل مدينة تعز، وقزمت تلك التضحيات والدماء وقزمت تلك الجبهات، سواء من قبل «التحالف» أو «الشرعية».
ماذا عن قضية قسم شرطة المظفر وإلى أين وصلت؟ وهل فعلاً شاركت عناصر من «القاعدة» في الهجوم؟
الاشتباكات التي حصلت في بيرباشا… هذا الكلام غير صحيح، هذه القضية حصلت بسبب خلاف على أرضية عند الجامعة، فحصلت اشتباكات معينة، تدخلت إدارة المظفر حول القضية، جاءت بعض الأطراف لإخراج أحد الذين تم توقيفهم، وحصلت اشتباكات قتل على إثرها الشخص الموجود، تظافر معه بعض الشباب الموجودين، فحصلت اشتباكات متبادلة، لكن الحمد لله تواجدنا في الميدان مع الأخ وكيل الدفاع والأمن والإخوة في الشرطة العسكرية، وتم حل القضية الموجودة، جميع الأطراف موقفون في الشرطة العسكرية والتحقيق مستمر.
حصلنا على تسريبات تفيد بأن التحقيقات أثبتت عدم علاقة طاقم الإدارة بالجنايات، وأنها من قبل المهاجمين ضد بعضهم؟ 
هذه الأمور سوف تثبتها التحقيقات.
ما تقييمكم لأداء الإدارة سابقاً بالمقارنة مع الإدارات الأمنية الأخرى؟ وهل لديكم خطة لدعمها؟
والله الإخوة في إدارة المظفر بعض الإشكاليات كانت موجودة لديهم، ربما يتحمل مسؤوليتها نائب مدير أمن المظفر، كما أن هناك بعض القضايا والإشكاليات، لكن أعتقد هناك بعض التغييرات وإصرار على إعادة ترتيب وضع الأمن، سواء على مستوى الأقسام والشرطة، أو على مستوى إدارة الأمن، يقولون بأن المرتبات ستصل، فهناك ترتيب للوضع الأمني بشكل عام فيما يتعلق بإدارة أمن المديريات وأقسام الشرطة.
هناك من يقول أنه تربطك علاقة وثيقة بقيادة التنظيم و«الدولة الإسلامية»، ما حقيقة ذلك؟
هذا كلام غير صحيح، من ضمن التشويهات الموجهة لنا، نحن نؤمن بأن تعز لا توجد بها تنظيمات، هناك بعض الأفراد الذين يحاولون أن ينسبوا أنفسهم إلى هذه التنظيمات، لكن تواجه أحياناً مشاكل معينة في تعز ربما حتى اللحظة إذا تجولت في تعز لن تجد من يرفعون حتى راية تنتمي إلى ما يسمى بتنظيم «القاعدة» أو «داعش»، لا توجد ممارسات معينة، تحصل بعض الإشكاليات من هنا وهناك، يتم تلافيها ومعالجتها، وأنا أعتقد بعض الأفراد الذين يدعمون الموضوع في تعز تجرم الفعل، بمعنى أنه من يقوم باغتيال فرد من أفراد الجيش هو مجرم يتم ملاحقته وتقديمه للمحاكمة، وتعاملنا مع تعز على أنه لا توجد تنظيمات، فيها هناك من يحاول أن يزج بمدينة تعز تحت هذا المسمى، على سبيل المثال عندما قام رئيس «الصليب الأحمر الدولي» بزيارة جميع المناطق التي يروج البعض بأن فيها تنظيم «القاعدة» زارها مثل الجحملية وسوق الصميل، وهذا أكد أن تعز لا يوجد فيها ما يسمى تنظيم «داعش»، قد يكون هناك بؤر بسيطة هنا أوهناك، هذه يتم معالجتها ضمن الجانب الأمني، وأنا في اعتقادي الشخصي تعز محتضنة للدولة، إذا تم توجيه حقيقي إلى استعادة مؤسسات الدولة وبشكل رئيسي فكل هذه الأمور ستختفي تماماً، نحن نؤمن أن المدينة منشقة نصفين، المربع الذي فوق يمثل الجهة الجنوبية والجهة الشرقية، هناك ما يقارب ثلاثين مكتباً حكومياً، عندما جاء الأخ رئيس الوزراء إلى تعز أصرينا عليه أن يزور هذه المنطقة، لكن للأسف حاولوا أن يخوفوه بمسألة الطلوع إلى هناك، وأكدنا له أنه لا بد من الطلوع إلى هذا المربع وإعادة ترسيم تلك المؤسسات بأي طريقة كانت، الدولة كما تعرفها كانت موجودة فى ذلك المربع، هناك البريد، الضرائب، المكاتب، المحافظة، جميع مباني الدولة موجودة في هذا المربع، وبالتالي من الخطأ الأمني والخطأ أن يترك هذا المربع من دون أمن، لا نريد من الأمن أن يتواجد فقط في شارع جمال أو شارع الروضة، نريد الأمن أن يتواجد بكل مناطق تعز.
هل لديكم تواصل وتنسيق مع الشيخ حمود المخلافي في ظل بروز ملامح صراع بينكم وبين «حزب الإصلاح»؟ وما طبيعة هذا التنسيق؟
لا توجد صراعات بيننا وبين الأحزاب، نحن نختلف في أمور كثيرة، والإختلاف رحمة، صحيح نحن نرفض أن يسيطر حزب من الأحزاب على جميع مكاتب ومؤسسات الدولة، هذا نرفضه، تعز لا بد أن تحكم بالتوافق، أيضاً من الخطأ الكبير في هذا الوقت الذي ما زالت الدماء تسيل والجبهات تشتعل ونحن نتقاتل على المناصب والمكاتب، هذا شيء مخجل ومخزي، عندما ترى الحملة الإعلامية والمناكفات تتأكد أننا لسنا في حرب ولا نخوض حرباً، وكأننا نخوض حملة انتخابية، وهذه مشكلة في تعز ومصيبة، الآن هناك من يحاول أن ينقل الصراع من الجبهات إلى داخل المدينة، وهذه ستتحملها الأحزاب، يجب أن نستشعر أننا نعيش في مرحلة حرجة واستثنائية، هؤلاء الذين يتكلمون عن النظام والقانون لم يكونوا متواجدين، تواجدوا اليوم عندما استقر الوضع نوعاً ما، ولكن لا نزال في حرب والجبهات مشتعلة، وكما تعلمون أنه في جبهة كلابة لا يفصل بيننا وبين العدو سوى عشرة متر، فيجب أن نوجه كل إمكانياتنا وحتى عملنا بالسلطة المحلية يجب أن نربطه بالجبهات.
وبالنسبة لتواصلكم بالشيخ حمود؟
لدينا تواصل مع الشيخ بشكل دائم.
لماذا يهاجمكم «الإصلاح»؟ وماذا يريدون منكم ليتوقف الهجوم عليكم؟
هذا السؤال يوجه لهم.
ما وضع تحالفكم مع الناصريين في ظل الهجمه الاصلاحية ضدكم وضد الناصريين في وقت واحد؟
(ضاحكاً) نحن لنا علاقة متميزة مع الإخوة الناصريين، وأيضاً لنا علاقة متميزة مع الإخوة السلفيين، والإخوة في باقي الأحزاب، وربما هذه الخلافات التي تظهر على الساحة جانبية، وإن شاء الله نتجاوزها، لإننا حريصون على أن تتوحد جميع المكونات في تعز، وبالتالي نحن نسعى إلى أن نكون على كلمة واحدة في تعز، وأنا أقول للأحزاب لا يوجد شيء يستاهل أن نختلف عليه اليوم الدماء تسيل في الجبهات، يجب أن نوحد الصفوف، ونتوجه كفريق واحد لمجابهة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة، ونبتعد عن المناكفات، فالعدو يتربص بنا جميعاً.
ما الموانع لعودة المحافظ المعمري؟
المحافظ لم يمنعه أحد من العودة، المحافظ يمنع نفسه من نفسه، وأعتقد أنه في ظل سنتين من الغياب لم يعد صالحاً.
رسالة تحب توجهها في ختام الحوار؟
رسالتي أوجهها للجميع: يجب أن نبتعد عن المناكفات، نبتعد عن المصالح الذاتية، أن نوجه أنفسنا توجهاً حقيقياً نحو هدفين؛ هدف التحرير وهدف استعادة مؤسسات الدولة، لا نزايد على القانون، لا نزايد على مؤسسات الدولة، نحن رجال دولة منذ عشرين عاماً، ونعرف ما هو القانون، فلا نريد أحد أن يزايد علينا في هذا الجانب، نحن مستعدون للنقد البناء الذي نستطيع من خلاله أن نقوم بعمل، لكن التشويه والقدح والسب والشتم هذا لا يخدم، هذا يدل على أن الطرف الآخر ضعيف، نحن نعلم أن المسألة إعلام وحملة إلكترونية وأفراد، هذا الكلام غير صحيح ولن يوصل إلى نتيجة، نحن متواجدون في الميدان وبقوة ولدينا رجال مخلصون ورجال صادقون، وإن شاء الله ستتجاوز تعز هذه المرحلة، ويجب أن نركز على هدفين رئيسين: التحرير واستعادة مؤسسات الدولة، ونبشركم أن تعز ستكون بخير خلال الأيام القادمة، أهم شيء أن يصدقوا الأحزاب نواياهم.