بارزاني يعلن: سأتنحى من رئاسة الإقليم أوائل الشهر المقبل .. و“خيانة قومية عظمى” وراء خسارتنا المناطق المتنازع عليها
متابعات| أ ف ب| د ب ا:
أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أنه “لن يستمر” في منصبه بعد الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، في رسالة إلى البرلمان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها.
وقال بارزاني في رسالته تليت الأحد في افتتاح جلسة لبرلمان كردستان “بعد الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، سوف لن أستمر في هذا المنصب وأرفض الاستمرار فيه. لا يجوز تعديل قانون رئاسة الإقليم وتمديد عمر الرئاسة”.
واعتبر بارزاني ان “خيانة قومية عظمى” حصلت وادت الى فقدان قواته السيطرة على أراض متنازع عليها مع بغداد بعد إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم.
وبعيد إعلانه تنحيه من منصبه بعد الأول من تشرين الثاني/نوفمبر في رسالة تليت أمام البرلمان، أطل بارزاني مساء الاحد في كلمة متلفزة.
وبعد فشل رهانه في الحصول على الاستقلال، ما أدى إلى خسارته غالبية الأراضي التي يطالب بها الأكراد حكومة بغداد المركزية، اعتبر رئيس الإقليم أن “الخيانة القومية العظمى” ساهمت في دخول القوات الاتحادية إلى تلك المناطق من دون مواجهة.
وكان بذلك يشير إلى انسحاب قوات البشمركة من محافظة كركوك الغنية بالنفط، الذي سهله اتفاق سري بين بغداد ومسؤولين من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، المنافس التاريخي للحزب الديموقراطي الكردستاني.
وأضاف “أؤكد لكم أن هذا برنامج مجهز، وتحججوا بالاستفتاء. منذ مدة طويلة بينوا نواياهم لذلك”، لافتا إلى أن “الحشد (الشعبي) كانوا مصرين على هذه المعركة في جميع المناطق”.
وهاجم عدد من المتظاهرين الغاضبين مساء اليوم الاحد ، مبنى برلمان كردستان، احتجاجا على عقد جلسة البرلمان التي ستقرر نقل صلاحيات رئيس الاقليم مسعود برزاني، إلى السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية.
فقد اقتحم أكثر من 60 محتجا مبنى البرلمان، ودخلوا قاعة الاستقبال في المبنى، ولم تستطع القوات الأمنية منعهم من اقتحام المبنى ومهاجمة الفرق الصحفية المتواجدة في المبنى.
ويتواجد المحتجون الآن في قاعة الاستقبال في مبنى البرلمان، ويرددون شعارات ضد اعضاء البرلمان الذين تحدثوا عن برزاني والبيشمركة.
وصادق برلمان كردستان اليوم على قانون توزيع صلاحيات رئيس الاقليم بأغلبية 70 صوتا ومعارضة 23 صوتا.
كان برزاني اقترح، في خطاب وجهه إلى برلمان الإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي، أن يتم تقسيم السلطات الرئاسية البرلمان لتجنب حدوث “فراغ قانوني” في كردستان.
وأفادت شبكة رووداو الكردية للأنباء بأن بارزاني 71/ عاما/ كتب في الخطاب الذي تمت تلاوته في البرلمان اليوم الأحد “أرفض البقاء في منصب رئيس الإقليم بعد الأول من تشرين ثان/ نوفمبر 2017″.
وتابع: “أنا كمسعود برزاني، سأستمر كأحد مقاتلي البيشمركة مع جماهير شعبنا وأعزائنا البيشمركة في النضال للحصول على حقوق شعبنا والمحافظة على مكتسبات شعبنا”.
وواجه بارزاني، الذي يحكم الإقليم منذ عام 2005، ضغوطا كي يتنحى منذ أن أجرت حكومته استفتاء محل نزاع للانفصال عن العراق الشهر الماضي مما أثار غضب بغداد وجيرانها.
واجتمع أعضاء برلمان كردستان خلف الأبواب المغلقة اليوم لبحث مشروع قانون يقسم سلطات بارزاني بين الحكومة والسلطة التشريعية والسلطة القضائية.
وصادق البرلمان اليوم على قانون توزيع صلاحيات رئيس الإقليم بأغلبية 70 صوتا ومعارضة 23 صوتا.
وأجل البرلمان الانتخابات البرلمانية والرئاسية لمدة ثمانية أشهر.
وكان من المقرر أن تجرى الانتخابات في الأول من تشرين ثان/ نوفمبر المقبل، لكن لجنة الانتخابات أوقفت الاستعدادات لبدء الانتخابات بسبب عدم وجود مرشحين واستمرار النزاع مع بغداد.
وجاءت عمليات تقدم القوات العراقية في المناطق التي سيطرت عليها قوات البشمركة منذ العام 2003، في الوقت نفسه.
وتسمى تلك المناطق بالخط الأزرق للإقليم، وتضم مدن السليمانية وحلبجة ودهوك وأربيل فقط، بينما توسعت السلطات الكردية منذ العام 2003 في محافظات كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين، إضافة إلى سيطرتها على مناطق في سهل نينوى خلال قتالها لتنظيم الدولة الإسلامية في معارك استعادة الموصل.
وخلال نحو عشرة أيام، ومن دون مقاومة تذكر، انتشرت القوات الاتحادية في تلك المناطق.
ومساء الأحد، توصلت القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية الأحد إلى اتفاق على نشر القوات الاتحادية المركزية عند معبر فيشخابور الإستراتيجي مع تركيا في شمال البلاد، بحسب ما أفاد مصدر حكومي.
وتقع منطقة فيشخابور على رأس مثلث حدودي بين الأراضي التركية والعراقية والسورية، وتعتبر استراتيجية خصوصا للأكراد.
وانتقد بارزاني من جهة أخرى، الدعم الدولي الذي كان يعول عليه في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر، عندما أجرى الاستفتاء خارج إرادة الجميع وخصوصا بغداد.
وقال إن “الموقف الأميركي هو الذي كنا لا نتوقعه حيال هذه الهجمة الشرسة على الشعب الكردي”.