أبطالها ضباط «الإصلاح»… فصول جديدة من فساد قيادة مأرب
مصدر في دائرة «التوجيه المعنوي» في مأرب يكشف في حديث إلى «العربي»، عن وجود «فساد وظلم» بحق الأفراد المنضوين في الوحدات العسكرية، شارحاً كيفية تقسيم الوظائف العسكرية، وتوقيفها عن آخرين. ويقول المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إنه «في الوقت الذي يفترض أن تعمل فيه بعض أجهزة الدولة للتخلص من الفساد الموجود في بعض وحدات الجيش الوطني، ومعالجة الخلل فيه، دائرة التوجيه المعنوي تمارس الفساد بطريقة أخرى وتتخلص من الكوادر المتخصصة باستبدالهم بجماعة وأفراد من أقرباء المسؤولين على الدائرة».
ويضيف المصدر أن «أكثر القيادات في الدائرة ورؤساء الشعب موظفون في أكثر من وظيفة في مؤسسات الدولة، والبعض الآخر مشغول في أعمال خاصة و محلات تجارية تتبع بعض القيادات في الدائرة، كما أن البعض الآخر منهم يستخدم موقعه ورتبته الفخرية. للهيمنة على ميزانية الدائرة التشغيلية لمصالحهم الشخصية أو للاستقواء على البعض الآخر من الموظفين الأقل رتبة».
ويشير المصدر ذاته إلى الطريقة التي يتعامل بها بعض قيادات الدائرة مع بعض الأفراد «فرئيس شعبة التلفزيون، يحيى الحاتمي، ونجيب المظفر، توجيه السلاح على الأفراد جزء من أساليبهم القمعية والتعالي برتبهم ومناصبهم، وهذا ينافي قيم الجندية والجيش… فساد مبطن بالوطنية، يدعون الوطنية والحرية وهم في حقيقة الأمر لا زالوا يحملون معنى الحكم بالقوة ويستخدمون مناصبهم للوساطات».
ويلفت إلى أن «هناك تغييرات؛ بدل أفراد بآخرين مقربين، وهناك أشخاص في تركيا وفي صنعاء وتعز، محسوبون على الدائرة، ويتقاضون مرتباتهم حيث المقربون يتم منحهم رتب كبيرة، والشعب عملوا لها ناس غير متخصصين من حزب الإصلاح، وجميعهم من مناطق الهضبة مطلع».
وفق المصدر، أمست دائرة «التوجيه المعنوي» بيد مدير مكتب العميد رئيس الدائرة محسن خصروف، الذي غادر إلى القاهرة، حيث تحول مكتب رئيس الدائرة إلى «مشروع يخدم الإصلاح فقط عن طريق محمد صلاح مدير مكتب الرئيس». وتؤكد المصادر في حديثها إلى «العربي» أن هذا الأخير «لديه أكثر من وظيفة، ويستخدم رتبته العسكرية للظلم وإدخال البعض إلى الزنزانة، كما يوجد هنا الكثير ممن لديهم وظائف في الداخلية وغيرها وآخرون أساتذة».
مصدر عسكري ضمن أفراد دائرة «التوجيه المعنوي»، يقول، في حديث إلى «العربي»، إنه «يوم صرف المرتبات قام أحد أفراد أمن الدائرة لتنظيم الأفراد برفض الأوامر القمعية من قبل القيادة، وقال لهم: إن كل الأفراد أمام القانون متساوون، ولايمكن أن يستلم أحد قبل الآخر، فكان نصيبه الزنزانة».
يحدث ذلك في ظل الفراغ الذي يخيم على رئاسة الدائرة، كون الرئيس في دولة مصر، والنائب يعاني من مرض مزمن، الأمر الذي جعل المكتب رهن التصرفات الحزبية «حيث يجري اليوم إسقاط الكثير من الموظفين، واستبدالهم بأفراد جدد، ناهيك عن عدم تسليم المرتبات للأفراد الذين لديهم إجازات رسمية».
ويضيف المصدر، في سياق الحديث، أن بعض الرؤساء يمارسون جملة من التهديدات، وصولاً إلى تصويب السلاح نحو بعض العناصر، والزج بهم في السجون دون أي تهم. ومن هؤلاء: يحيى الحاتمي، نجيب المظفر، محمد صلاح، محمد هزام، و أحمد عائض. فلم يكتف هؤلاء القادة باستخدام القمع والعنف ضد الأفراد، بل قاموا بإدخال وتوظيف مجموعات كبيرة من أقاربهم في القطاعات كافة، وإقصاء آخرين. رئيس «شعبة التلفزيون»، يحيى الحاتمي، الذي قام بتوظيف عدد من أقربائه «يسيطر على الشعبة بمفرده، وأقصى كل أعضاء الشعبة»، على حد تعبير المصدر.
أما في ما يخص التعيينات، تفيد معلومات «العربي» بأنه تم تعين كل رؤساء الشعب الـ 16 من أفراد من محافظتي صنعاء وعمران.
وتؤكد مصادر لـ«العربي» أن «مدير شؤون الضباط، عبد الغني سلمان، وبالتعاون مع مدير مكتب خصروف، محمد صلاح، يقومان باستبدال وتعيين رؤساء شعب بدلاً من الأسماء السابقة، حيث تم استبدال وشطب أسماء من كشوفات الدائرة… مثل مؤسس الموقع الإلكتروني لصحيفة 26 سبتمبر رمزي الحكيمي، خالد القرني من محافظة صنعاء، وكذلك تم استبدال مؤسس صحيفة 26 سبتمبر الذي أصدر العدد الأول في محافظة مأرب، أنور العامري، بأحد أبناء المنطقة السابقة، ويدعى أحمد عائض، كما تم تغيير ركن القوى البشرية العميد محمد مهيوب من قبل عبد الغني سلمان، وتعيين أحد أقاربه، وهو من المنضمين مؤخراً للجيش الوطني، وقام هذا الأخير على إحلال واستبدال الكوادر من مراسلين وصحافيين في المحاور والمناطق العسكرية في المناطق المحررة، حيث تم توقيف صرف عدد من المرتبات للمراسلين في المناطق العسكرية، بالاتفاق مع مدير مكتب خصروف والمسؤول المالي عمار التام، الذي لا يعرف من مهمته إلا الصرف والتحكم لمن يصرف أو لا، ولا يهمه متابعة مستحقات الأفراد من المعاشات التي تم خصمها لأنه: مسؤول راقد صباحاً ومخزن ليلاً».