حرب اليمن والمصالحة الفلسطينية.. خلافات سعودية إماراتية تهدد تحالفهما
متابعات | تقارير | صحيفة البديل المصرية
يعتبر محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي ونائب رئيس القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، “المرشد” لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
أدى سوء صحة العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، إلى إسقاط معظم مسؤولياته لصالح ابنه الأمير محمد، الذي يعد الزعيم من حيث القوة الاقتصادية والعسكرية في الشرق الأوسط، ويسيطر على واحدة من أغنى الكيانات النفطية في العالم، أرامكو، المملوكة للدولة.
محمد بن سلمان، أيضا وزير الدفاع وقائد التحالف الذي يشن الحرب على اليمن، وكان لاعبا رئيسيا في الحياة السياسية القصيرة لوالده، ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، كان الأمير محمد على علاقة ودية مع قطر، لكن مع تصاعد التوتر في الخليج، كان عليه أن يختار بين الدوحة والإمارات، وقال إنه اختار الأخيرة، ما يدل على تأثير محمد بن زايد على ولي العهد السعودي.
منذ لقاء بن زايد وبن سلمان، الأول “في حدث اجتماعي بالصحراء” ازدهرت علاقتهما، ما أدى إلى رفع الوضع السياسي لوجود دولة الإمارات العربية المتحدة الغامض سابقا في المنطقة، ومع ذلك، فإن الدولة العميقة في السعودية كانت متشككة تجاه دور وسياسة الإمارات في المنطقة، ما قد يخلق تصدعات في علاقتهما.
خلافا للاعتقاد العام، لا يوجد حتى الآن توافق في الآراء بين الإمارات والسعودية بشأن التكوين السياسي بعد الحرب في اليمن، رغم أن الهدف الأساسي للتحالف، هزيمة “الحوثيين” والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، غير أن دولتي الخليج تختلفان على دور حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا.
ووفقا لجاكولين ماير كانتاك، الباحث في مشروع التهديد الخطير: حذرت الإمارات العربية المتحدة السعودية من التخلي عن دعمها للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وإلا سوف تتخلى الإمارات عن التحالف، كما أن العلاقات بين الدولتين توترت بسبب مزيج من التشكك الإماراتي تجاه احتمالات النصر العسكري، ونفور دولة الإمارات من الإسلاميين السياسيين في الشمال.
تحافظ دولة الإمارات على علاقات اقتصادية وسياسية مع إيران، وهي الدولة التي ترغب السعودية في عزلها عن المنطقة سياسيا واقتصاديا، كما أن المفاوضات الأخيرة بين فتح وحماس لم تشكل ارتياحا للسعودية وكذلك إسرائيل، إلا أن مصر والإمارات هما الدولتان اللتان لعبتا دورا أساسيا في مفاوضات الوحدة.
التطبيع مع حماس ليس شيئا ستحتفل به السعودية بسهولة، حيث انتقدت الرياض قطر لدعمها حماس، وطالبتها بوقف تمويل الجماعات المتطرفة مثل حماس والإخوان، وعلاوة على ذلك، لدى حماس علاقات وثيقة مع إيران.
رغم أوجه القصور لدى حماس، لكنها الحركة التي تحارب إسرائيل، وأثار خطاب ترامب ضدها حين كان بالسعودية، استياء الإمارات، التي كانت في ذلك الوقت، تسهل مفاوضات الوحدة الفلسطينية بين فتح وحماس.
لم تتفاعل السعودية مع الجهود السياسية الجارية في فلسطين، ومن ناحية أخرى تحمست مصر والإمارات جدا؛ لأنها ستكون إنجازا عظيما لهما، وهذه الاختلافات الرئيسية جدا في السياسة بين الرياض وأبو ظبي قد تكسر تحالفهما.