ثورة أكتوبر تبحث عن نفسها
متابعات | كتابات | محمد صالح حاتم
وشعبنا اليمني العظيم يحتفل بأعياد الثورة اليمنية 26سبتمبر الخالدة ،و14اكتوبر المجيدة و30نوفمبر ،وبعد نصف قرن من الزمان مرت من عمر الثورة اليمنية، وما تحقق لشعبنا اليمني العظيم من منجزات وأهداف بفضل الثورة اليمنية ،وأهمها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية الأرض والإنسان هذا المنجز الذي يفتخر به كل يمني حر وشريف،واليوم وبعد هذا الوقت الذي ليس بقليل من عمر الثورة اليمنية،فقبل أيام احتفلنا بالذكرى 55 لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة ضد الحكم الأمامي في شمال الوطن سابقا ،واليوم تحل علينا الذكرى 54 لثورة الـ14من أكتوبر المجيدة ،التي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الشماء ضد الاحتلال البريطاني الذي جثم على جزاء غال من تراب اليمن الحبيب 128عاما عندما احتل عدن في تاريخ 19يناير 1839م ،ولكن صمود وعزيمة وشجاعة الإنسان اليمني هو ما أرغم المحتل البريطاني أن يحمل عصاه ويرحل من جنوب اليمن في تاريخ 30نوفمبر 1967م ،بعد أن تلقى ضربات موجعة وخسائر بشرية ومادية من قبل الثوار الأحرار الذين هبوا من كل محافظات اليمن شماله وجنوبه لطرد المحتل البريطاني ،وكان لهم ما أرادوا.
واليوم وشعبنا اليمني يتعرض للقتل والتدمير يوميا من قبل عبيد وأذناب بريطانيا وإسرائيل ومملكة بني سعود ودويلة عيال زايد هذا الحلف الإرهابي الذي شُكلّ لقتلنا وتدميرنا منذ أكثر من 900يوم،ويحتل جزءاً غاليا من وطننا الحبيب وللأسف يحتل نفس المحافظات التي كانت تحتلها بريطانيا الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس،واليوم يحتلها من لا تجد الشمس ارضاً لكي تسقط أشعتها عليها وهي دويلة عيال زايد التي تحتل عدن وحضرموت ولحج وشبوة وسقطرى وأبين والظالع والمهرة ،ومعها مملكة بني سعود.
فكيف نحتفل بثورة أكتوبر التي حررت هذه المحافظات من الاحتلال البريطاني ،وهي اليوم تقبع تحت الاحتلال ، فأكتوبر اليوم تبحث عن من ينقذها من هذا الاحتلال ،ثورة أكتوبر، تبحث عن نفسها بعد 54عاما من ميلادها وميلاد يمن جديد محرر ومستقل .
فأين دماء شهداء أكتوبر أين دم لبوزة ومدرم وعبود وغيرهم من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل نيل الحرية والاستقلال .
متى ستنطلق شراره تحرير الجنوب اليمني المحتل ،هل ننتظر أن يعود لبوزة ليفجر ثورة اكتوبر ويعلن انطلاق شرارة التحرير من على جبال ردفان الشامخة .
إن ما يتعرض له الجنوب اليوم من احتلال ونهب الثروات وقتل وتدمير ،وسلب الحريات والحقوق ،فلا أمن ولا خدمات اجتماعية.
فعن أي شرعية تتكلمون وعن أي حرية تنشدون،هل قتلتم آلاف الشهداء اليمنيين جراء عاصفتكم الإرهابية بحجة إعادة الشرعية ليتسنى لكم احتلال عدن والمحافظات الجنوبية لتعيثوا فيها الفساد تقتلون أبناءها وتنهبون ثرواتهم ،وتنتهكون اعراضهم وتستبيحون شرفهم، بالجنجويد والبلاك ووتر،والقوات السعودية والإماراتية.
تعتقلونهم في سجونكم السرية وتقومون بتعذيبهم واغتصابهم ،هل هذا هو التحرير الذي تتغنون به يوميا عبر إعلامكم ؟
لكن نقول لكم للصبر حدود ،والشعب اليمني العظيم من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه لا يقبل الضيم ولا يقبل أن يعيش مسلوب الإرادة والحرية ولا تحت الوصاية لا يقبل الذل والمهانة ،شعب اليمن شعب حر ،شعب قراره بيده.
فكما ثار ضد الاحتلال البريطاني واجبره على حمل عصاه ورحلت ،فهو اليوم بصموده واستبساله سيجبر بعران الخليج أذناب بريطانيا وعملاءها ومن معهم من المرتزقة والخونة أن يحملوا معهم الخزي والذل والهزيمة والعار ويرحلون مهزومين صاغرين.
فبعد اليوم لن يهنأ الاحتلال الإماراتي والسعودي في أرضنا وان معركتنا اليوم هي معركة تحرير المحافظات المحتلة ،فعلى المندوب السامي الإماراتي أن لا يحلم أن يكون برايمر ،وانه هو الأمر والناهي وهو من يشرع ومن يسن القوانين ،وهو صاحب القرار وهو من سيحدد شكل الدولة اليمنية وهويتها ومن سيقسم جغرافيتها فهذا أبعد عليه من عين الشمس .
والقادم أعظم .
وثورة أكتوبر ستجد من ينقذها .
وعاش اليمن حراً أبياً والخزي والعار للخونة والعملاء.