السيد عبدالملك الحوثي مخاطباً عملاء العدوان الأمريكي السعودي: أنتم اليوم في موقع الخونة الذين التحقوا بالمحتل البريطاني
لنعزز في ذكرى 14 أكتوبر ثقافة التحرر ومواجهة المحتل الأجنبي
الاحتلال يسيطر على المنافذ والجزر البحرية والمواقع الاستراتيجية وجعلها قواعد وسجوناً عسكرية
الاستقطاب لمصلحة المحتلين نتيجة لتقصير ثقافي وإعلامي خلال المرحلة الماضية
التربية الإيمانية تحرر الإنسان من الخوف والطمع وتعزز لديهم الشعور بالمسؤولية
الطغيان الأموي مشروع انقلابي على الإسلام ما زال امتداده حاضراً اليوم
المشاكل الداخلية ليست مبرراً للخيانة وبيع الوطن للمحتلين
لنعمل على ألا تتكرر حالة القابلية للمحتل والتمجيد له كمحرر
الأمة تواجه مخاطر كبيرة لا بد من مواجهتها بتحمل المسؤولية
هناك تقصير كبير في المناهج التعليمية والنشاط الإعلامي حول حقبة الاحتلال البريطاني
التصدي للطغيان مسؤولية دينية تم تغييبها عن واقع الأمة
الإمام زيد رمز من رموز الإسلام ويحظى بمكانة مرموقة في الأمة
أكّد قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على أهميّة الاحتفاء بذكرى استشهادِ حليف القُرْآن الإمام زيد عليه السلام والذي سار على نهج جده الإمام الحسين في مقارعة الظلم والطغيان في التحَرّك الجاد في ثورة ضد طغيان بني أمية، وأن هذا التحَرّك كان أَيْضاً على نهج جده المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ للحفاظ على واقع الأُمَّة وإحقاق الحق ودفع الظلم والطغيان عن المقهورين والمستضعفين وتغيير الواقع المظلم للطغيان الأموي في ذلك التوقيت والذي كان نقطة سوداء في تأريخ الأُمَّة، والذي كان في حقيقته انقلاباً في نهج ديننا الإسْلَامي الحنيف وفي نهج وقيم وتعاليم نبينا الكريم، والذي حاول إفراغَ ديننا الإسْلَامي من مضمونه الإيماني الصحيح لا يحقُّ حقًّا ولا يصلح اعوجاجاً وفساداً ولا يردع ظالماً، هذا الطغيان الذي بدأ منذ التآمر على والحرب على الإمام علي عليه السلام، والذي قال نبينا الكريم عنه اللهم والِ من ولاه وعادِ من عاداه، هذا الطغيان الذي سفك دماء خيرة صحابة رسول الله كَعمار بن ياسر، والآلاف من صفوة الأُمَّة الإسْلَامية وتنكيله بأسرة رسول الله واستباحته للمحرمات ولمكة المكرمة ولمدينه ومسجده سفك الدماء على قبره واستباحته لأموال الأُمَّة والاستئثار بها، بل ووصل هذا الاستهتار الأموي إلى تلفظ الحاكم الأموي هشام بن عبدالملك بالقول “واللهِ لا يأمرني أحد بتقوى الله إلا ضربت عنقه”، ووصل هذا الاستهتار إلى سب رسول الله من قبل اليهود في مجلس هشام بن عبدالملك، فغضب الإمام زيد من ذلك اليهودي، وقال هشام لا تغضب يا زيد من ضيفنا في استهتار كبير وخطير بتعاليم ديننا ومبادئه السمحة وصل هذا الاستهتار إلى إبعاد الناس عن المبادئ العظيمة لديننا الإسْلَامي وإفساد أخلاقهم.
وقال بأن كُلّ ذلك وغيره حتّم على الإمام زيد التحَرّك الجاد والمسئول متمسكاً بالقُرْآن الكريم وتعاليمه قائلاً “لا يدعني كتاب الله أن أسكت” على هذا الظلم والاستعباد لواقع الأُمَّة.
ونوّه السيد عبدالملك بأن ذلك الطغيان لا يزال له امتدادٌ في تأريخنا الحاضر من خلال ما نتأمله في واقعنا اليوم وما يشكّله الطغيان الأَمريكي والإسرائيلي من خطر كبير على واقع الأُمَّة، مما يستوجب على الأُمَّة من التحَرّك الجاد لمقاومة هذا الطغيان.
مشيراً إلى أنه بقي لأمة اليوم بعض الجوانب الروحية المتمثلة في العبادات لكنتم الابتعاد عن الجوانب الروحية الإيمانية المتمثلة في رفض الظلم والطغيان واستعباد الإنسان، لهذا أمتنا تعاني اليوم ما عانت على امتداد تأريخها من الظلم ولا طغيان بالرغم من وجود هذا الدين العظيم الذي لم نأخذ بتعاليمه لتغيير واقعنا المليء بالمآسي والمظالم والفاسد، خَاصَّة أنه حصل تحريفٌ للمفاهيم الإسْلَامية وتم للأسف صياغة أحاديث كاذبة تتماهى مع تلك المفاهيم المغلوطة أمثال “وإن جلد ظهرك وسلب مالك”، أحاديث يستفيد منها طغاة اليوم أمثال أَمريكا وإسرائيل، مما يحتم علينا مراجعة حاضرنا وواقعنا للانطلاق نحو المستقبل برؤى واضحة وواثقة وصحيحة،
ولفت السيد عبدالملك إلى ما يعمله العدوان السعودي الأَمريكي الإماراتي في اليمن من استباحة كُلّ المحرمات وقتله للأطفال الرضع والمدنيين وقصفه لمنازل الآمنين بمختلف أنواع الصواريخ، مما يستوجب التحَرّك الجاد والمسؤول الديني والأخلاقي وعدم السكوت على هذا الظلم والطغيان وعدم الخضوع والخنوع لهذا العدوان وهذه مسؤولية الجميع؛ لأن الدين الإسْلَامي ليس عبادات وصلاة وصوم فقط وإنما رفض الظلم وعدم السكوت عليه ولا يحب التنصل باي حال من الأحوال من هذه المسؤولية الملقاة على عواتقنا جميعاً؛ لأن الخضوع والخنوع والاستسلام المُذِلّ له نتائج وخيمة من ظلم وسفك للدماء وفساد في الأَرْض والبحر؛ لذلك ليس لدينا أي خيار سوى مقاومة هذا الطغيان الذي نعيشه اليوم.
مشدداً على ضرورة استلهام الدروس والعِبَر التي قدمه لنا الإمام زيد لا سيما في زمن الطغيان الجديد المتمثل في الطغيان الأَمريكي والإسرائيلي؛ وبسبب الأنظمة العميلة لهما والتي سهلت في المد التكفيري، خَاصَّة أن الأُمَّة لا بد أن تصل في النهاية إلى قناعة ثابتة وخيار واحد وهو التحَرّك الجاد والمسئول لمواجهة الظلم والطغيان وديننا الإسْلَامي ومصلحة شعوبنا يحتم علينا ذلك؛ لأن الاستسلام يسعى لأن يخيف الناس ويثير لديهم حالة الفزع والرعب لدفعهم نحو الاستسلام، وهذا بالتأكيد لا يشكّل نجاةً من خطر العدو، بينما التضحية لها ثمرة ولها نتائجُ طيبة.
وكما تحدّث قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين بهذه المناسبة الدينية العظيمة كذلك تحدث عن ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا كيمنيين والتي جاءت للتحرر من الاستعمار والاحتلال البريطاني البغيض الذي استمر في جنوب اليمن الحبيب لأكثر من 120 عامًا مارس خلال كُلّ الفترة مختلف صنوف القتل والدمار والطغيان والنهب لخيرات البلد بمساعدة للأسف من بعض أبناء الجنوب الذين قبلوا على أنفسهم الخيانة ومشاركة المحتل سفك دم إخوانهم والتنكيل بهم؛ بسبب حب الذات والطمع حباً في أموال أو مناصب أو أشياء حقيرة لا تساوي شيئا امام ما يقدمه من خيانة للأمة وبيعه لدينه وضميره وأخلاقه.
ونوّه السيد عبدالملك إلى القصور الواضح في مناهجنا الدراسية وإعلامنا الوطني في التوعية بمخاطر المستعمر وطغيانه وعدم غرس مفاهيم الحرية والاستقلال والعزة والكرامة حتى لا تتكرر هذه الماسي التي نشاهدها اليوم في جنوبنا العزيز على قلوبنا.
وقال: يحزُّ في نفوسنا إن نجد البعضُ هناك يصفّق ويمجد لهذا المستعمر الأجنبي ويبرر له ويشاركه قتل إخوانه من أبناء بلده، ولهؤلاء نقول لهم بأن عليهم العودة إلى التأريخ قليلاً ليقارنوا أنفسهم مع من وقف إلى جانب المستعمر البريطاني وكيف كانوا يصفونهم بأبشع الأوصاف وهم اليوم للأسف يقفون في مكانهم مع المحتل الأَمريكي والسعودي والإماراتي، هم اليوم في موقع الخيانة ولا يختلفون أبداً عمن سبقهم بالخيانة.
وقال نعم هناك مشاكل داخلية لكنها ليست مبرراً للخيانة وبيع الوطن للمحتلين والمستعمرين ولسفك دماء الأطفال ولا نساء والأَبْريَاء.
مشيراً إلى أن جميع من وقف من قوى العدوان والمستعمر الجديد من عند عبدربه إلى أصغر شخص وقف مع العدوان ليس لهم أي قرار أو إرَادَة خارج قرار وإرَادَة الأَمريكي والسعودي والإماراتي الذي يرتكب ابشع الجرائم في الجنوب وفي كُلّ مناطق اليمن.
وتساءل السيد عبدالملك عَن واقع الجنوب اليوم الذي يعيش تحت وطأة الاحتلال وكيف كشفت مختلف الحقائق لجميع أبناء الشعب اليمني بكل فئاته والتي لم تكُن في مصلحة أبناء الجنوب، خَاصَّة مع ما يمارسه المحتل من سيطرة كاملة على الجزر اليمنية وتحويلها إلى قواعد عسكرية وسجون حربية وينهب ثرواتها ويدمّر تنوعها الطبيعي والنباتي كما يحدث في جزر سقطرى وميون، ويعمل كذلك على نهب الثروات الطبيعية للبلد ويجنِّد ويستعبد أبناء الجنوب للدفاع عنه وعن حدوده، وهو ما رآه قائد الثورة يحتمُّ على الجهات المختصة تعزيزَ ثقافة الحرية والاستقلال والعزة والكرامة والتنبيه لخطورة المحتل الأجنبي وما يرتكبه من جرائم ومآسيَ وطغيان وظلم.