جديد مشاريع أبوظبي: «نخبة مأربية»… و«حزام أمني» في تعز!
مصادر عسكرية في مأرب كشفت، لـ«العربي»، عن وجود توتر كبير بين «الشرعية» والقادة العسكريين الإماراتيين المتواجدين في مأرب، وذلك على خلفية محاولات يسعى من خلالها الإماراتيون إلى تشكيل قوة أمنية لهم في مأرب، تحت مسمى «النخبة المأربية».
وأكدت المصادر أن كل التطورات التي تشهدها مأرب منذ تعيين قائد جديد لرئاسة هيئة الأركان العامة في القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي تدور في هذا المربع، حيث يركز الإماراتيون على تشكيل قوة أمنية تكون تحت سيطرتهم وولائهم، بينما تركز «الشرعية» على تعزيز وجودها عبر عدة تحركات، يقوم بأبرزها نائب الرئيس اللواء علي محسن الأحمر، وذلك من خلال عقد اجتماعات مستمرة مع القادة العسكريين، ومع بعض رموز ورجال القبائل الموالين له، إضافة إلى زيارات إلى بعض المواقع العسكرية، في محاولة لمنع تشكيل قوة «نخبة مأربية» كذراع عسكري للإمارات.
وأشارت المصادر إلى أن العرض العسكري الأخير الذي أقامته قوات هادي في مأرب يأتي في إطار الرد على المساعي الإماراتية. رد تندرج في سياقه أيضاً الإحتفالات التي أقيمت خلال اليومين الماضيين لتخريج دفعات جديدة من القوات الخاصة الموالية لهادي.
في غضون ذلك، أكدت مصادر سياسية وعسكرية في تعز، لـ«العربي»، أن محاولة مماثلة خاضتها الإمارات لإنشاء «حزام أمني» تابع لها في هذه المحافظة، إلا أن تمنع المحافظ السابق، علي المعمري، هو الذي حال دون نجاح جهودها.
بعد رفض المعمري، نحا الإماراتيون منحى تعزيز قوة رجلهم، المدعو «أبو العباس»، والذي يقود ميليشيا من السلفيين. كما حاولت أبوظبي إيجاد ذراع سياسي لها إلى جانب الذراع العسكري، وقد وجدت في حزب «التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري» في تعز ترحيباً وقبولاً، وصار «التيار الناصري» الجناح السياسي الموالي والمؤيد للإمارات، وفي واجهة الحزب يبرز القيادي الناصري وأمين عام الحزب، عبد الله نعمان، وإلى جانبه عادل العقيبي، بحكم منصبه مؤخراً.
وبحسب حديث أحد القيادات السياسية والعسكرية في تعز لـ«العربي»، فإن تعز اليوم تعاني تعطيل الكتل السياسية لبعضها البعض، مما أفقدها حيوية الحركة أولاً، وأدى إلى نمو مجموعات طفيلية وكيانات متشددة كـ«تنظيم الدولة».
ويشير القيادي الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إلى أن هناك شللاً آخذاً في التوسّع في كافة مكوّنات السلطة المحلية، بالتوازي مع مساع لتقوية الجماعات السلفية المتشددة، ومن ثم تشكيل قوة أمنية بقيادة هذا التيار، لتكون ذراعاً للإمارات.
وأضاف الرجل أن «الأطراف السياسية التي تحالفت مع الإمارات في تعز شوهت الصورة تحت مبررات عدة، منها استغلالها لهذا الطرف الخارجي، وكسب الدعم من مال وسلاح، لدرجة أن الإماراتيين صاروا يتعاملون مع الأربعة مليون مواطن يمني في تعز كما لو أنهم جميعهم إخوان مسلمين، فبدأت تتغير قواعد التحرك وقواعد اللعبة في تعز سياسياً وعسكرياً».
وتابع أن «الإمارات عيونها على مداخل البحر الأحمر وهي الآن تتوهم بأنها دولة عظمى، ولذا كل التطورات الأخيرة التي جرت وتجري على مستوى جبهات المخا والساحل الغربي تكشف الوجه القبيح للإمارات وللتحالف العربي الذي لا يمتلك للأسف رؤية واضحة للحرب لا قبل التحرير ولا بعد التحرير».
وعن إمكانية سعي الإمارات نحو تشكيل «حزام أمني» في تعز، قال الرجل «إنها ستفشل، لأن قوة تعز في ريفها وليس في مدينتها، والمدينة ما هي إلا أضعف حلقاتها العسكرية، وأما اتخاذ الإمارات من الجماعة السلفية حليفاً لها فهو نابع من أن هذه الجماعة الدينية لا تمتلك أي خبرة سياسية أو عسكرية، وبالتالي بإمكانها أن تنفذ الأجندات، وكل ما يملى عليها، إضافة إلى أن هذه الجماعة الدينية تؤمن بشكل كبير بالطاعة العمياء لولي الأمر».